قال التلفزيون المصري يوم الأحد إن النائب العام المستشار عبد المجيد محمود قرر الطعن على الأحكام التي صدرت يوم السبت في القضية التي حوكم فيها الرئيس السابق حسني مبارك بتهم تتعلق بقتل متظاهرين والفساد المالي.
وقال التلفزيون في نبأ في شريط الأخبار على شاشته "النائب العام يقرر الطعن في قضية مبارك."
وكانت محكمة جنايات القاهرة حكمت بالسجن المؤبد على مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي لإدانتهما بالاشتراك في قتل متظاهرين لكنها برأت ستة من كبار مساعدي العادلي. كما قالت إن تهم الفساد المالي الموجهة لمبارك وابنيه علاء وجمال ورجل أعمال مقرب به انقضى اجل إثارتها الدعوى القضائية بشأنها.
وما زال متظاهرون يحتلون ميدان التحرير الاحد غداة تظاهرات كبيرة احتجاجا على تبرئة قيادات وزارة الداخلية المتهمة بالتورط في قتل المتظاهرين اثناء الانتفاضة التي اطاحت الرئيس السابق في 11 شباط/فبراير 2011.
وادت الاحكام التي صدرت السبت في قضية مبارك الى زيادة الاحتقان السياسي مع اقتراب الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 16 و17 حزيران/يونيو والتي سيتنافس فيها مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي واخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق احمد شفيق.
وامضى مبارك امس اول ليلة له في مستشفى سجن مزرعة طرة جنوب القاهرة في حين كان حتى الان يقيم في مركز طبي تابع للجيش بشرق العاصمة المصرية.
وتجمع عدة مئات من المتظاهرين في هدوء صباح الاحد في ميدان التحرير بعد ان ناموا فيه اثر تظاهرة شارك فيها اكثر من عشرين الف شخص السبت.
وقال عبد القادر وهو متظاهر شاب "نعتزم ان نبقى اليوم وربما غدا ونتوقع اعدادا اكبر من الناس عصرا" عندما تنخفض درجة الحرارة.
واكد فوده عصام ان "كثيرا من الناس تولد لديهم احساس لدى سماعهم الحكم اننا عدنا الى النظام القديم".
واقام المتظاهرون نموذجا مصغرا لمقبرة تحية "لشهداء الثورة" الذين يعتقدون ان القضاء لم يقتص لهم.
وعلقت في الميدان لافتة كبيرة كتب عليها "شهداؤنا يستحلفوننا عدم الرضوح للمؤامرة" التي تستهدف الثورة، واخرى كتب عليها "وحياة دمك يا شهيد، ثورة تاني من جديد".
وحكمت محكمة جنايات القاهرة السبت على مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بالسجن المؤبد لكنها برأت ستة من كبار معاوني العادلي يحملهم المتظاهرون مسؤولية قتل اكثر من 850 شخصا اثناء الانتفاضة على الرئيس السابق.
وبرأت المحكمة نجلي مبارك علاء وجمال استنادا الى ان التهمة الموجهة اليهما وهي استغلال نفوذ والدهما للتربح سقطت بالتقادم. الا انهما يظلان في السجن محبوسين احتياطيا على ذمة التحقيقات في قضية اخرى يواجها فيها اتهامات بالتلاعب في البورصة.
غير ان تبرئة مساعدي العادلي الستة هي التي اثارت الغضب الشديد اذ رأي فيها كثير من المصريين رسالة موجهة الى نظام امني ممقوت ومتهم بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الانسان، مفادها ان القمع سيظل بلا عقاب.
وكتبت صحيفة الشروق المستقلة في عنوانها الرئيسي "المؤبد لمبارك والبراءة لنظامه".
اما صحيفة التحرير فقالت "المؤبد لفرعون وهامان (وزيره) والبراءة لجنودهما".
وقالت صحيفة الاهرام في صدر صفحتها الاولى ان "الغضب يجتاح مصر لعدم القصاص للشهداء". واضافت "شباب الثورة يعود للتحرير ويكرر +الشعب يريد اسقاط النظام+".
اما صحيفة الوطن المستقلة فكتبت "ثورة جديدة".
وليل السبت الاحد، تعرض مقران لحملة احمد شفيق في الفيوم (100 كيلومتر جنوب القاهرة) والغردقة (على البحر الاحمر) لهجوم من قبل مجهولين بحسب اجهزة الامن.
ووصف مرشح جماعة الاخوان للرئاسة محمد مرسي الحكم في قضية مبارك بانه "هزلي" ودعت الجماعة الى تظاهرات احتجاجية.
وشهدت كذلك مدن عدة من بينها الاسكندرية والسويس والاسماعيلية وبورسعيد (شمال) والمنصورة (دلتا النيل) تظاهرات احتجاجية السبت.
وكان مبارك اول رئيس عربي ممن اسقطهم الربيع العربي تتم محاكمته ويحبس في بلده.
وقال احد اعضاء فريق الدفاع عن مبارك السبت انه سيطعن على الحكم امام محكمة النقض.