إذا جاءك الواشي بنبأٍ، وسمَّاه القرآن «فاسقا»، والـ«نبأ» في أصلها لا تستخدم إلا بِشَرٍّ، أمَّا الخير فيسمى «الخبر»، وأراد الواشي تزييفَ الكلمات، وإساءة العلاقات، ونبذ الصَّداقات، وتجريح المعتقدات، وتشويه الأفكار والروايات، فكن له سائلًا بواحدٍ لا أكثر؛ لأنَّهُ إن زاد صارَ من نَفْلِ الكلام وفضْلَتِهِ، ودخلت معه في علم الجدال والمناوشات، وسوء الأدب والمقارصات. اسأله بكلماتٍ، خفيفاتٍ ثقيلاتٍ، بابُهنَّ ركنانِ، متناقضان متَّفقان، هما أصل الحوار، واضحان وضوح اللَّيلِ والنهار، متعاقبان ...