شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، على أن الموقف الفلسطيني من صفقة القرن سيُمثل العامل الحاسم في تشكيل الموقف العربي الجماعي.
جاء ذلك خلال استقبال أبو الغيط أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب، اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة.
وأطلع الرجوب الأمين العام على آخر التطورات على الساحة الفلسطينية في ضوء الإعلان المرتقب لخطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للسلام، والمعروفة بـ”صفقة القرن”.
وأكد أبو الغيط خلال اللقاء أن الإعلان عن صفقة حقيقية تتسم بالجدية والتوازن لا يمكن أن يتحقق إلا بالتفاوض بين الطرفين المعنيين، أي الإسرائيليين والفلسطينيين، وبوساطة نزيهة، لافتا إلى أن محاولة فرض أي حلول بهذه الطريقة لن يُكتب لها النجاح
وأوضح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة أن أبو الغيط حرص على الاستماع لتقديرات الطرف الفلسطيني للموقف وكيفية التعاطي معه داخلياً وعربياً، وذلك في ضوء الاجتماع المرتقب لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري بعد أيام للنظر في كيفية التعامل مع الطرح الأمريكي بالصورة التي تضمن المصالح العربية والفلسطيني.
وفي وقت سابق أعلن سفير دولة فلسطين في القاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح، أن دولة فلسطين طلبت رسميا عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، بحضور رئيس دولة فلسطين محمود عباس، لبحث سبل مواجهة ما يسمى بـ”صفقة القرن”، المقرر إعلانها اليوم الثلاثاء.
وأوضح السفير اللوح، في بيان صحفي، أن الاجتماع المقرر عقده السبت المقبل يأتي في وقت بالغ الأهمية، يتطلب موقفا عربيا موحدّا، لمواجهة كافة مخططات تغييب القضية الوطنية الفلسطينية، والقضاء على مبدأ حل الدولتين، وفرص إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على أرض دولة فلسطين التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، التي أقرتها الاتفاقيات والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية.
اجماع فلسطيني
أكدت لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني المحتل (عام 48)، أن إجماع الشعب الفلسطيني، في كل أماكن تواجده الرافض لما يسمى صفقة القرن هو مدعاة للاعتزاز ورسالة واضحة لواشنطن وتل أبيب بأن الصفقة لن تمر.
وأعلنت اللجنة مساء اليوم الثلاثاء، رفضها المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية، المسماة “صفقة القرن” الموجهة ضد الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وأفراده، في القدس والشتات والضفة الغربية وقطاع غزة والداخل.
وأوضحت اللجنة في بيان، أنها ستلتئم في الساعات المقبلة على ضوء التطورات السياسية خلال هذا المساء وما سيصدر عن واشنطن وردود القيادة الفلسطينية التي ستجتمع هذا المساء بمشاركة جميع الفصائل.
ودعت لجنة المتابعة الأحزاب السياسية واللجان الشعبية وكل السلطات المحلية العربية في الداخل المحتل، للقيام بنشاطات شعبية كفاحية ضد هذه المؤامرة وتنظيم تظاهرات ونشاطات شعبية في كل قرانا ومدننا في الجليل والمثلث والنقب والساحل.
ولفتت إلى خطورة الصفقة بمجملها بما في ذلك ما يرشح من معلومات بأن هذه الخطة ستطال أراضينا في الداخل وخاصة في منطقة المثلث عملا بمشاريع ليبرمان الفاشية، كون حقوق الشعب الفلسطيني ومصيره ليسوا مرتهنين لنتائج مفاوضات تجري بين إسرائيل وأمريكا وليسوا خلاصة التفاوض بين الأطراف الإسرائيلية وتوافقها أو عدمه.
وأكدت لجنة المتابعة أن الشعب الفلسطيني قد نجح بصموده عبر مسيرته الطويلة، بالتشبث بوطنه، وبقضيته ويناضل في جميع أماكن تواجده، كلٌ حسب موقعه وظروفه، من أجل الحرية والاستقلال والعودة، وهو قادر الآن على صد المؤامرة الجديدة، مهما تعاظمت الضغوط الصهيونية الأمريكية عليه، كما هي الحال في السنوات الأخيرة على وجه الخصوص، التي زادت من تراكم المأساة الفلسطينية المستمرة.
وجددت اللجنة دعوتها الشعب الفلسطيني بفصائله وقياداته، لاستثمار حالة الإجماع الحاصلة، من أجل الدفع بقوة لإنهاء حالة الانقسام وتنفيذ اتفاقات المصالحة دون تلكؤ، ما يكون ردا قويا على المتآمرين والمتواطئين.
و أكدت أن الشعب الفلسطيني هو وحده صاحب الحق في تقرير مصيره، وفي ذات الوقت يرى نفسه امتدادا للشعوب العربية ولأنصار العدالة في العالم.
وأوضحت أن الإجماع الفلسطيني يبث رسالة إضافية للعالم والشعوب العربية وكل من يقف على رأس الدول العربية لدعوتهم إلى تحمل المسؤولية التاريخية والوقوف إلى جانب الحقوق الفلسطينية، وصد كل الضغوط “الأمريكية والصهيونية”، وقطع الطريق على هذه المؤامرة التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.