وزير الدفاع القطري: أسطول عمليات مشترك مع بريطانيا لمكافحة الإرهاب

تاريخ النشر: 17 يناير 2018 - 09:20 GMT
وزير الدفاع القطري ونظيره البريطاني
وزير الدفاع القطري ونظيره البريطاني

كشف خالد بن محمد العطية، نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري من العاصمة البريطانية لندن عن تأسيس أسطول عمليات مشترك بين قطر والمملكة المتحدة يعمل على ضمان الجاهزية القتالية المتبادلة وزيادة الإجراءات المشتركة في مكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن هذا الأسطول سيلعب دوراً حيوياً في حماية أجواء قطر خلال فعاليات بطولة كأس العالم 2022، بالرغم من جهود البعض لإفشال استضافة الدوحة للحدث الكروي العالمي.

جاء ذلك في كلمة للعطية في المعهد الملكي للدراسات الدفاعية (RUSI).

كما عقد الوزير القطري جلسة نقاشية في البرلمان البريطاني، حضرها مجموعة من أعضاء مجلسي الشيوخ والعموم من جميع الاحزاب البريطانية، حيث تمت مناقشة العديد من القضايا الأقليمية والدولية، وخصوصاً الأزمة الخليجية الحالية وكذلك القضايا ذات الاهتمام المشترك بين دولة قطر والمملكة المتحدة والجهود المبذولة من قبل البلدين في مكافحة الإرهاب والتطرف.

والتقى العطية وزير الدفاع البريطاني‬ غافين وليامسون خلال زيارته للملكة والتي تستغرق ثلاثة أيام، وناقشا العلاقات الثنائية في المجال العسكري والدفاعي وسبل تطويرها.

 

 

دول الحصار حاولت الاستخفاف بشعبنا ومساحة دولتنا

وتحدث العطية عن الإجراءات التي اتخذتها دول الحصار ضد قطر، مشيراً إلى “آثار الإجراءات التعسفية التي اتخذتها ما يطلق عليها بالدول الأربعة ضد بلدي. فكما تعلمون تماماً أنه منذ الخامس من شهر يونيو من العام الماضي قد تم التربص بالحكومة القطرية وشعبها من خلال قرار ثلاث من دول الخليج بقطع علاقاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والاجتماعية مع دولة قطر”.

وأضاف “هذه الإجراءات الشاذة لم تتوقف عند هذا الحد. فقد تم إغلاق الحدود البرية الوحيدة لدولة قطر، وتم إجبار شعبنا قسراً على الانفصال عن عائلاتهم في هذه الدول المجاورة”.

ونوه العطية إلى أن “الإصدار الأخير لتقرير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان، الذي تضمن الانتهاكات الإنسانية التي نتجت عن الإجراءات التي ارتكبت قسراً من جانب واحد من الدول الأربعة، قد عمل على تعزيز حق دولة قطر ضد الأفعال الغير قانونية والغير إنسانية تجاه شعب دولة قطر”.

وعلق قائلاً “أنا فخور جداً بمستوى الالتزام الذي أظهره رجال ونساء دولة قطر تجاه تمسك دولتنا بسيادتها وحريتها. أنا فخور بكرامتهم وإصرارهم خلال هذه الأوقات الصعبة”.

ولفت وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري أن “الدول الأربعة حاولت الاستخفاف بشعبنا بالإشارة إلى مساحة دولتنا أو عدد سكانها. وعلى أية حال، اسمحوا لي بأن أخبركم بأن قياس حجم دولة ما لا يكون بهذه الطريقة. فنحن نقيسها بالمساهمات التي تقدمها الدولة تجاه نهضة البشرية من خلال التخصصات مثل الآداب والعلوم. نحن نقيسها من خلال قيم حقوق الإنسان والتسامح وحكم القانون الذي تلتزم الدولة بتحقيقه والتمسك به. هذه هي المقاييس التي نقيس بها أنفسنا في دولة قطر”.

 

 

قطر لم تذخر جهداً لمحاربة الفكر المتطرف

وقال العطية إن “قطر لم تدّخر أي جهود في حربها لمكافحة الفكر المتطرف والقضاء على الإرهاب بكافة أشكاله. وقد قمنا بتقديم الدعم العملياتي والفني لحلفائنا وقمنا بالانضمام إلى المعركة من أجل ضمان تقديم كل المجموعات التي تخالف القوانين الدولية وترتكب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وتعمل على إرهاب كافة المجتمعات إلى العدالة”.

وأضاف “كما أننا أيضاً قمنا بنقل المعركة خارج الميدان من خلال تأسيس برامج تعليمية وتطويرية في كافة أنحاء الإقليم العربي وخارجه. فالمؤسسات التعليمية مثل “مؤسسة علّم طفلاً” ، الملتزمة بتقديم التعليم الجيد لعشرات الملايين من الأطفال حول العالم، قامت بتحقيق الكثير من التزامها وإدراك أهدافها من خلال العمل في 54 دولة حتى هذه اللحظة وتقديم التعليم الجيد إلى ما يقارب تسعة ملايين من أطفال المدارس. كما أن قوانيننا وتشريعاتنا تعكس التزامنا في مساندة الحرب الدولية الفعلية على الإرهاب وتمويل الإرهاب”.

 

 

المعهد الملكي شريك موثوق لتدريب دبلوماسيين قطريين

إلى ذلك، نوّه العطية إلى أن “المعهد الملكي للدراسات الدفاعية هو شريك موثوق في تقديم الدورات التدريبية لدبلوماسيين وزارة الخارجية منذ العام 2014. وقد قمنا بتوسعة هذا التعاون ليشمل برنامج تدريب الضباط والذي تخرج منه حديثا 20 من ضباطنا من الرتب المتوسطة وحتى العالية الذين أصبحوا يتمتعون بجاهزية أفضل في خدمة وطننا والتقدم في قدراتنا الدفاعية والاستخباراتية من خلال تطبيق ما اكتسبوه هنا”.

وتابع قائلاً “أنا مسرور بشكل خاص لعودتي إلى المملكة المتحدة. فهي تحتل مكانة خاصة في قلبي حيث أنني في هذا المكان وفوق سماء قاعدة سلاح الجو الملكي فالي في ويلز قمت بالتحليق بطائرة حربية أثناء التدريب. لقد قمت بتعليق بدلة الطيران الخاصة بي منذ تقاعدي ولكنني ما زلت أحمل ذكريات تلك الأيام والصداقة التي قمت ببنائها مع زملائي المرشحين منذ ذلك الوقت”.

 

 

زيادة الإجراءات المشتركة في مكافحة الإرهاب

ولفت الوزير العطية إلى أن زيارته الحالية إلى لندن “تمثل لحظة غاية في الأهمية في جهودنا المستمرة بالانخراط مع حلفائنا هنا في المملكة المتحدة في تطوير وتعزيز علاقتنا العسكرية الاستراتيجية المشتركة”، مذكراً “بتوقيع اتفاقية مميزة للتعاون في المجالات الدفاعية مع المملكة المتحدة تتمثل بشراء عدد 24 طائرة حربية من طراز تايفون، وهذه الاتفاقية بدورها تعزز من علاقة الصداقة التاريخية بين البلدين وتقوم بتطوير الشراكة الدفاعية التي تهدف إلى تحقيق أهدافنا الأمنية المشتركة”.

وختم قائلا “تساهم الاتفاقية بشكل مباشر الحفاظ على وخلق عشرات آلاف الفرص الوظيفية هنا في المملكة المتحدة. كما اتفقنا أيضا على تأسيس أسطول عمليات مشترك يعمل على ضمان الجاهزية القتالية المتبادلة وزيادة الإجراءات المشتركة في مكافحة الإرهاب وتطوير جهودنا الاستراتيجية نحو تحقيق الاستقرار في إقليمنا وخارجه. وسيلعب هذا الأسطول دوراً حيوياً في حماية أجوائنا خلال فعاليات بطولة كأس العالم 2022 التي ستستضيفها دولة قطر بالرغم من جهود البعض لإفشال الاستضافة”.