عباس ونتانياهو يتفقان على استئناف المفاوضات في 14 و15 ايلول

تاريخ النشر: 02 سبتمبر 2010 - 06:51 GMT
عباس ونتانياهو يتصافحان بحضور كلينتون
عباس ونتانياهو يتصافحان بحضور كلينتون

اعلن المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل الخميس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفقا على ان يلتقيا مجددا في 14 و15 ايلول/سبتمبر الجاري "في المنطقة" ثم كل اسبوعين.
كما كرر الرجلان، اللذان عقدا اجتماعا منفردا في واشنطن بعد لقاء ثلاثي مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، هدفهما المشترك المتمثل في قيام دولتين لشعبين.
واوضح ميتشل انهما سيعملان على التوصل الى "اطار اتفاق" لتحقيق السلام في الشرق الاوسط رافضا الخوض في تفاصيل الموضوعات التي تناقش. وقال ان مضمون المباحثات "يجب ان يبقى خاصا وان يعامل باكبر قدر الدقة".
واضاف ان "هدفنا هو حل جميع مواضيع الخلاف الرئيسية خلال عام". كما شدد ميتشل على ان الزعيمين دانا صباح الخميس "كل شكل من اشكال العنف الذي يستهدف المدنيين الابرياء".
وقال ميتشيل انه ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون سيشاركان في هذه المحادثات.
من جهة اخرى قال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان الرئيس الاميركي باراك اوباما يشعر بالارتياح للجدية التي يبدا بها الاسرائيليون والفلسطينيون مفاوضات السلام المباشرة التي اطلقت اليوم في واشنطن.
وقال غيبس في لقاء من الصحافيين ان "الرئيس شعر بالارتياح خلال لقاءاته بالامس نتيجة الموقف الشديد الجدية لكل من الزعيمين اللذين اجتمعا لاجراء هذه المباحثات" وذلك غداة حفل الاستقبال الذي اقامه اوباما في البيت الابيض الاربعاء لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
واستانف القادة الاسرائيليون والفلسطينيون رسميا وتحت رعاية ادارة اوباما مفاوضات السلام المباشرة الخميس في واشنطن بعد 20 شهرا من توقف اي حوار مباشر بين الجانبين.
وافتتحت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الجلسة الافتتاحية في مقر وزارة الخارجية شاكرة لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس "شجاعتهما والتزامهما"
وقالت كلينتون مخاطبة عباس ونتانياهو ان "وجودكما يشكل خطوة مهمة"، واعدة بان تكون الولايات المتحدة "شريكا فاعلا" في عملية السلام. واضافت "اذا تقدمتم بنية صادقة (...) فاننا سنتمكن من معالجة كل الموضوعات الاساسية في مهلة عام".
وعلى الاثر قال نتانياهو متوجها الى عباس "ننتظر منكم الاعتراف باسرائيل دولة للشعب اليهودي"، مضيفا "من الممكن التوفيق بين دولة فلسطينية وامن اسرائيل". وشدد على انها "فرصة فريدة لوضع حد لنزاع قرن" محذرا في الوقت نفسه من ان التوصل الى السلام "لن يكون سهلا. السلام الحقيقي والدائم لن يتحقق الا من خلال تنازلات مؤلمة من الجانبين".
واضاف "نتوقع اياما صعبة قبل ان نتوصل الى السلام" شاكرا لعباس ادانته للهجومين الاخيرين اللذين استهدفا مستوطنين يهودا في الضفة الغربية. وقال مختتما "شالوم، سلام، بيس".
وعلى الاثر تحدث عباس مطالبا بوقف كامل للاستيطان اليهودي ورفع الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة. وقال الرئيس الفلسطيني في كلمته "اننا ندعو الحكومة الاسرائيلية الى تنفيذ التزاماتها بوقف كافة النشاطات الاستيطانية ورفع الحصار وبشكل كامل عن قطاع غزة ووقف كافة أشكال التحريض".
واضاف "سوف نعالج جميع قضايا الوضع الدائم القدس والمستوطنات والحدود والأمن والمياه والإفراج عن المعتقلين لكي ننهي الاحتلال الذي تم عام 1967 للأراضي الفلسطينية ولكي تقوم دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل".
من جهة اخرى شدد عباس على اهمية "الامن والامان" للشعبين وقال إنها "مسألة حيوية وأساسية لنا ولكم ولا نقبل من احد أن يقوم بأي أعمال من شأنها الإساءة لأمنكم والإساءة لأمننا".
وبعد ذلك تصافح الرجلان اللذان جلسا الى يسار ويمين كلينتون. ومن المفترض على الاثر ان يبدا الحوار المباشر بعيدا عن اعين وسائل الاعلام.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما حذر مساء الاربعاء لدى استقباله الاطراف المعنية على عشاء في البيت الابيض من اننا لسنا سوى في بداية عملية مليئة بالعقبات "لا شيء مضمون فيها، لا النجاح ولا الفشل". لكنه دعا الطرفين الى انتهاز "فرصة" قد لا تتكرر ابدا "لاحلال السلام واقامة دولة فلسطينية وضمان امن اسرائيل خلال سنة" وذلك بعد لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك في البيت الابيض.
وقال ان "فرصة السلام هذه قد لا تتوافر مرة اخرى"، مضيفا "لا يمكنهم (الاسرائيليون والفلسطينيون) ان يفوتوا" هذه الفرصة، مؤكدا ان "الوقت حان للقادة الشجعان واصحاب الرؤية ان يفتحوا الباب امام السلام الذي تستحقه شعوبهم".
وكان الرئيس المصري قد حثه خلال النهار على ان تضع الولايات المتحدة كل ثقلها لانجاح هذه المفاوضات. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد "على الولايات المتحدة ان تتدخل وان تواصل التركيز والمشاركة وتمد اليد الى الجانبين للمساعدة على تقريب المواقف وحل الخلافات".
وقد المح اوباما الى ان الجانبين اكدا له امكانية التوصل الى السلام خلال عام. فقد ابدى نتانياهو، المعروف بتشدده، استعداده ل"تسوية تاريخية" فيما دعا الرئيس الفلسطيني الى وقف اراقة الدماء مطالبا في الوقت نفسه بوقف الاستيطان الاسرائيلي.