لوكاس مورا من منبوذ باريس سان جيرمان إلى "منقذ" توتنهام

تاريخ النشر: 09 مايو 2019 - 01:13 GMT
مورا يقود توتنهام إلى نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في التاريخ
مورا يقود توتنهام إلى نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في التاريخ

تحول المهاجم البرازيلي لوكاس مورا في أمسية تاريخية الأربعاء من لاعب منبوذ في باريس سان جيرمان إلى 'بطل خارق' لتوتنهام، وذلك بعد أن قاد بثلاثيته الرائعة الفريق اللندني لبلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.

وبعد أن كان محط اهتمام أندية من عيار مانشستر يونايتد وإنتر ميلان، نجح سان جيرمان في الحصول على خدمات البرازيلي صيف عام 2012 مقابل مبلغ قياسي حينها للنادي الباريسي قدر بـ 45 مليون يورو، على أن يبقى مع فريقه ساو باولو حتى بداية عام 2013.

لكن تجربته في العاصمة الفرنسية لم تكن على قدر طموحاته رغم فوزه بلقب الدوري الفرنسي 4 مرات والكأس 3 مرات وكأس الرابطة 4 مرات، ووصلت إلى نهايتها في يناير 2018 عندما قررت الإدارة التخلي عنه لتعويض شيء من مبلغ الـ 400 مليون يورو الذي أنفقته للتعاقد مع مواطنه نيمار من برشلونة وكيليان مبابي من موناكو.

كان رهان توتنهام على صاحب الـ 26 عاماً في محله، وقد رد مورا الجميل للنادي اللندني ومدربه ماوريسيو بوتشيتينو الأربعاء في أمستردام عندما حول تخلف سبيرز بهدفين في الشوط الأول إلى فوز قاتل 3-2 بتسجيله الأهداف الثلاثة، آخرها في الدقيقة السادسة من الوقت الضائع، معوضاً الخسارة التي تلقاها وزملاؤه في الذهاب على ملعبهم 0-1.

لدى وصوله إلى شمال لندن في يناير 2018، كان لوكاس مورا واضحاً في طموحاته وتقييمه لفريقه الجديد، بالقول: "أعتقد أن الفريق قوي جداً جداً. بإمكاننا الفوز بالكثير من الأمور ولما لا دوري أبطال أوروبا؟"

وبعد عام وبضعة أشهر على هذا التصريح، صنع لوكاس التاريخ ومنح فريقه فرصة التأهل إلى نهائي الأبطال للمرة الأولى في تاريخه، وإلى النهائي الأوروبي الأول منذ 1984 حين توج بكأس الاتحاد الأوروبي للموسم الثاني توالياً.

ما فعله لوكاس الأربعاء في يوهان كرويف آرينا يستحق أن يكافأ عليه بـ "تمثال" وفقاً لزميله كريستيان إيريكسن الذي اعتبر أن أياكس لعب كرة أفضل بكثير من توتنهام في مباراتي الذهاب والإياب، لكن 'مباراة (الأربعاء) لا علاقة لها بالتكتيك، بل بالقلب والذهنية ولوكاس مورا. لهذا السبب نحن فزنا. سيصبح بطلًا. آمل أن يحظى بتمثال في إنجلترا بعد الذي فعله!"

أما بالنسبة لمدربه بوتشتينو الذي بدا متأثراً لدرجة "أنه من الصعب جداً التحدث، لاعبو فريقي أبطال، كنت أقول للجميع أن هذه مجموعة أبطال... جميعهم أبطال، لكن لوكاس مورا كان بطلاً خارقاً. ثلاثية لا تصدق. يستحق ذلك، إنه شاب رائع".

ومن المؤكد أن التأهل إلى النهائي بهذه الثلاثية الرائعة، كان أفضل رد من لوكاس على باريس سان جيرمان الذي عجز رغم الملايين الطائلة التي أنفقها عن الذهاب أبعد من ثمن النهائي لثلاثة مواسم متتالية، أولها حين كان البرازيلي في صفوفه عندما فاز على برشلونة 4-0 في الذهاب قبل أن يعود ويخسر إياباً بنتيجة 1-6.

بالنسبة للبرازيلي: "من المستحيل وصف هذه اللحظة" حيث قال بعد المباراة لإذاعة "آر إم سي سبور"، مضيفاً: "هذه هي اللحظات التي نبحث عنها، التي يبحث عنها جميع اللاعبين. حلمت باللعب في دوري الأبطال منذ كنت طفلًا، وبالفوز بها، والآن حصلت على فرصة اللعب في النهائي"، الذي سيجمع توتنهام بمواطنه ليفربول الذي سبقه الثلاثاء إلى تحقيق إنجاز مماثل بعدما عوض خسارته ذهاباً أمام برشلونة 0-3 بالفوز إياباً 4-0.

وأصبح لوكاس الأربعاء خامس لاعب يسجل ثلاثية في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد أليساندرو ديل بييرو وإيفيتشا أوليتش وروبرت ليفاندوفسكي وكريستيانو رونالدو وفقاً لـ "أوبتا" للإحصاءات.

وأضاف: "هذه هي اللحظات التي ننتظرها. أنا سعيد للغاية، فخور للغاية بفريقي، لا توجد كلمات (لوصف مشاعري). أنا فخور بالجميع، الأمر لا يتعلق بي وحسب بل بالفريق بأكمله".

وعن اعتباره قد فشل في تجربته السابقة مع باريس سان جيرمان، رأى لوكاس أن ما قدمه الأربعاء "ليس رداً، كنت أعلم أن باستطاعتي اللعب في فريق كبير، أن بإمكاني المشاركة في نصف نهائي دوري الأبطال".

وكان نيمار من أول المهنئين للوكاس على ما قدمه الأربعاء، مغرداً عبر تويتر "مبروك يا أخي، أنت تستحق المزيد"، ورد عليه لوكاس قائلاً بأن "نيمار لاعب لا يصدق، سبق له الفوز بدوري الأبطال (2015 مع برشلونة). أما أنا، فحصلت الآن على فرصة خوض النهائي. هذه هدية لعائلتي وأصدقائي والأشخاص الذين يساعدوني طيلة الوقت".