أسرار أثرية تكشفها أستاذة الجامعة الأمريكية بالقاهرة سليمة إكرام

بيان صحفي
تاريخ النشر: 20 ديسمبر 2012 - 09:28 GMT

Al Bawaba
Al Bawaba

في أول عملية تنقيب كاملة لسراديب موتى الكلاب في سقارة، توصلت الدكتورة سليمة إكرام، أستاذ علم المصريات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة مع فريق دولي من الباحثين بقيادة بول نيكولسون من جامعة كارديف، عن حقيقة وجود نحو 8 مليون مومياء حيوانية موجودة في موقع الدفن. ويعمل الفريق الآن على تحديد ما إذا كان يوجد تمثيل لسلالات مختلفة هناك. تقول إكرام: "نحن نسجل عظام الحيوانات وتقنيات التحنيط المستخدمة في  تحضير الحيوانات، وبذلك، نأمل في تحديد سلالات الكلاب الموجودة في الموقع. حتى الآن، تشير قياسات العظام لدينا إلى وجود سلالات مختلفة تم تحنيطها هناك." وأضافت إكرام أن الحيوانات المحنطة في سقارة لا تقتصر علي الكلاب: "هناك بقايا قط ونمس في المكان، ونحن نحاول أن نفهم كيف يتمشى هذا دينياً مع عبادة أنوبيس، الذي تم تكريس هذا السرداب له."

جدير بالذكر أن إكرام  أحد أبرز العلماء في العالم في مجال التحنيط مع تخصصها في علم دراسة العلاقة بين الإنسان والحيوان خلال الازمنة من خلال فحص بقايا الحيوانات في المواقع الأثرية. تشير إكرام أن دراسة المومياوات الحيوانية تقدم رؤى عميقة عن الثقافة المصرية القديمة: " تعتبر المومياوات الحيوانية حقيقة تجسيداً لمظاهر الحياة اليومية - الحيوانات الأليفة، والمواد الغذائية، والموت، والدين والتكنولوجيا. إنها تغطي كل شيء يهتم به المصريون." وأضافت أنه عندما أُنشأ علم المصريات كفرع أكاديمي في القرن التاسع عشر، دفع علماء الآثار بمئات الآلاف من المومياوات الحيوانية في عجلة للكشف عن مومياوات البشر، والأهم من ذلك، عن بضائعهم الموجودة في القبور.

يعتبر البحث في سراديب موتى الكلاب في سقارة، والذي يمول من قبل ناشيونال جيوجرافيك، واحداً من العديد من المشروعات الأثرية الميدانية التي تشارك فيها إكرام. فقد أدارت مشروع مومياء الحيوان في المتحف المصري، إحياءاً لمعرض مهمل استرعى انتباهها للمرة الأولي عندما زارت المتحف وهي طفلة. بالإضافة إلى ذلك، في مشروع Djehuty، الذي يديره خوسيه غالان ويركز على التنقيب في المقابر     T11 و T12ومقابر ذراع أبو النجا في مدينة طيبة وترميمها، تعتقد إكرام في وجود إمكانات كبيرة لعملها مع المومياوات الحيوانية، جنباً إلى جنب جهود آخرين من المتخصصين، للكشف عن الحياة المصرية القديمة. تقول إكرام: " إنها المرة الأولى في هذا المشروع التي تتم فيها دراسة مثل هذه المنطقة بشكل كلي. فبينما أدرس المومياوات الحيوانية، هناك آخرون في المجموعة يدرسون النصوص المكتوبة على الجدران من قبل نفس الأشخاص الذين قاموا بتحنيطها. فمن خلال دراسة كل شيء من المنسوجات الى النص إلى البقايا الحيوانية، يمكننا نوعاً ما توضيح ما يعتقده هؤلاء الناس، وديانتهم والآثار الاقتصادية لتحنيط مئات الآلاف من الحيوانات."

أظهرت الاكتشافات أن هناك أربعة أسباب رئيسية وراء تحنيط المصريين القدماء للحيوانات. تقول إكرام: "لقد تم تحنيط الحيوانات كمخلوقات مقدسة ممثلة للآلهة، مثل الحيوانات الأليفة المحببة، وقرابين الآلهة وغذاء الحياة الأخري." أوضحت إكرام أن هذه الدوافع المختلفة تكشف الكثير عن الأنماط السلوكية للمصريين القدماء. وأضافت: "استخدام اختبار الحمض النووي لمومياء طائر أبو منجل لا يزال موجوداً في مواقع مختلفة جغرافياً، ونحن نأمل في إقامة مجموعات تربية معزولة. فوفرة الجينات المتنحية، على سبيل المثال، يمكن أن يعتبر إشارة لتهجين الحيوانات المأسورة. هذا أيضاً له معني يخص اقتصاد تربية الحيوانات من أجل التحنيط."

بالنسبة لعلماء المصريات، فالمومياوات تعكس كل شيء، من المقدس إلى المشكوك فيه كما توضح إكرام: "كانت المومياوات الحيوانية وسيلة عضوية للأشخاص للتواصل مع الآلهة. في الوقت نفسه، كانت أيضاً تعد عملاً تجارياً، والعديد من المومياوات التي درستها هي مومياوات قديمة زائفة - جزء من حيوان ملفوف كما لو كان كاملاً، أو لا يحتوي على شيء داخله سوى الطين. ربما كان يعتقد المصريون أن النية كانت كافية للتواصل الإلهي."

سواء كانت الكلاب في سقارة أو أبو منجل في طيبة، ترى إكرام دوافع آدمية مألوفة في لب عملية تحنيط الحيوان كما تقول: "عندما تنظر إلي هذه الحيوانات، ستتعجب وتكتشف أن هذا الملك أو ذاك كان لدية حيوان أليف، وتقول أيضاً أنا لدي حيوان أليف. فبدلاً من أن يكونوا على مسافة 5،000 عاماً من الزمن، يصبح قدماء المصريين أناساً عاديين مثلك."

خلفية عامة

الجامعة الأميركية بالقاهرة

تأسست الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1919، وهي مؤسسة تعليمية أمريكية رائدة توفر تعليماً متميزاً باللغة الإنجليزية، وهي مركز الحياة الثقافية والاجتماعية والفكرية في العالم العربي. تعتبر الجامعة ملتقى لثقافات العالم ومنتدى للنقاش ومد أواصر التفاهم بين مختلف الثقافات وذلك لتنوع ثقافات الطلاب، والآباء، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين، وأعضاء مجلس الأوصياء، والخريجين، وداعميها الكرام والذين ينتمون لأكثر من 60 دولة حول العالم.

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن