مسابقة ويسترن يونيون والأنصاري للصرافة تبرز روح ريادة الأعمال التي يتمتع بها طلاب الجامعة في الإمارات

لا تعتبر ريادة الأعمال بالشيء الجديد على الشرق الأوسط، إلا أنها بدأت في الآونة الأخيرة تحظى بنصيب عادل من الانتباه والاهتمام من الاقتصادات الإقليمية سريعة النمو. وقد استفادت مؤسسات الأعمال الصغيرة والمتوسطة الحجم استفادة كبيرة مع وضع تنويع الاقتصادات في صدارة برامج معظم الدول المنتجة للنفط في المنطقة. 

ومن المثير للاهتمام أن مؤسسات الأعمال الصغيرة والمتوسطة الحجم تشكل غالبية مؤسسات الأعمال في معظم، إن لم يكن في كل بلدان الشرق الأوسط، وإذا وضعنا في الاعتبار أن الشباب يشكلون تقريباً ثلثي السكان في الشرق الأوسط، فإنه من الأهمية بمكان ومن الضروري تشجيع هذا القطاع من المجتمع، وغرس روح ريادة الأعمال ودعمها لضمان استمرار النمو الاقتصادي. 

وإدراكاً من جانبهما لهذا الاحتياج، أطلقت كل من ويسترن يونيون والأنصاري للصرافة، وهما رائدتا الخدمات المالية العاملتان في الإمارات، مبادرة مشتركة بين الجامعات تحت عنوان عمل أفضل لهدف أفضل للتواصل مع الجيل القادم من رواد الأعمال، وتشجيع فكر الأعمال، وتعزيز المهارات، وبناء القدرات المعرفية.

وقد اختتمت مؤخراً الشركتان الدورة الثانية من المسابقة التي شارك فيها سبع جامعات من الإمارات. وقد تم تصعيد 13 فريقاً يتألف من 37 طالباً، إلى الدور النهائي من المسابقة استناداً إلى الأفكار التي قدموها، والتي قيمها أعضاء لجنة التحكيم. تشكلت لجنة التحكيم من صوبيا رحمان، نائب الرئيس الإقليمي لويسترن يونيون في منطقة الخليج وباكستان وأفغانستان، وراشد الأنصاري مدير عام الأنصاري للصرافة، وعماد غندور مؤسس ومدير عام سيدر بريدج، ونعمة أبو وردة مؤسِس cashy.me وCampusCashy.com ورئيسهما التنفيذي، ومقدمة برنامج تقرير أعمال الشرق الأوسط على بي.بي.سي العالمية. 

وقد قام أعضاء لجنة التحكيم، الذين أعجبوا كثيراً بجودة العروض المقدمة والمهارات والمفاهيم المبتكرة التي استندت إليها أفكار العمل، بمراجعة وتقييم كل عرض من العروض أستناداً على أربعة جوانب رئيسية لفكرة المشروع – مدى التميز، المفهوم والوصف ، خطة التنفيذ والمنهجية، التخطيط المالي والميزانيات. واشترطت المسابقة أن يقدم الطلاب أفكاراً لمؤسسات أعمال لها آثار اجتماعية واقتصادية وبيئية إيجابية، وهو العامل الرئيسي في تحديد الفرق الثلاثة الفائزة. 

فيما أحرز فريق من البنات المركز الأول في مسابقة العام الماضي، فاز هذا العام بالمركز الأول فريق من البنين، يضم كلاً من كلينتون توماس ويادو كريشنان، من جامعة مانيبال في دبي، وحصل كل منهما على منحة دراسية بقيمة 45,000 درهم إماراتي للعام الدراسي المقبل. كانت فكرتهما الفائزة تستند على تخفيض تكلفة زيت التشحيم في الإمارات بنسبة 33% عن طريق تصنيع مواد مضافة ، تدخل بنسبة 24,5% من تركيبة زيت التشحيم وتساوي في نفس الوقت تكلف 75% من تكلفتها.

يبلغ الاحتياج الحالي في الإمارات 60,000 طن متري من المواد المضافة، يتم حالياً استيراده، وإنشاء شركة محلية لتصنيع المواد المضافة يبدو بالتأكيد حلاً جيداً. 

واحتل فريق من جامعة أبوظبي المركز الثاني ممثلاً في فاطمة عبد القادر وسيدرا حفيظ وخولة هارون الذين قدموا خطة لإدخال الفواتير الإلكترونية التي لا تستهدف فقط الحد من التأثير البيئي للفواتير الورقية، ولكن أيضاً كوسيلة ليوفر للعملاء طرق ملائمة للاحتفاظ يفواتير مشترياتهم وتتبعها وحساب المبالغ المنفقة. مُنحت كل طالبة منحة دراسية بقيمة 30,000 درهم إماراتي. 

حصلت فاطمة ساجواني وكوثر الناصر، من الجامعة الأمريكية بالشارقة على المركز الثالث عن خطتهما المقدمة تحت عنوان "بيئة نظيفة"، وهي خدمة عبر الإنترنت تتسم بالاستدامة والمحافظة على البيئة لتوصيل مستلزمات البقالة من السوبر ماركت إلى بيوت العملاء في حاويات مصنوعة من نشا الذرة يمكن إعادة استخدامها وقابلة للتحلل الحيوي. وقد حاز الأثر الاجتماعي والاقتصادي والبيئي لهذه الفكرة اهتمام أعضاء لجنة التحكيم، ومنحوا كل عضو من الفريق منحة دراسية قيمتها 20,000 درهم إماراتي. 

وقد حصل الطلاب الذين شاركوا في الدور النهائي من المسابقة، والبالغ عددهم37 طالباً، على شهادات مشاركة، فيما حصل الفائزون على شهادات الفوز في المسابقة خلال حفل توزيع الجوائز الذي حضره كبار المسؤولين في ويسترن يونيون والأنصاري للصرافة، وطلاب الجامعات المشاركة وأفراد أسرهم وأعضاء هيئة التدريس. 

تناقشت أيضاً لجنة التحكيم وقدم أعضاؤها تعليقات تقييمية ونصائح قيمة للطلاب فيما يتعلق بأساليب عروض الأعمال، وتحويل الأفكار إلى أعمال ناجحة وأهمية تقصي الحقائق والحاجة المستمرة للابتكار والتعلم. تم تسليط الأضواء على الحاجة إلى التخطيط المالي الدقيق وإدارة المخاطر من أجل إطلاق ودعم وتنمية مشروعات الأعمال الناجحة. وخلال تعليق أعضاء لجنة التحكيم على مدى تمتع الفرق بقدرات جيدة في مجال التسويق وتأييد أفكارهم بالحجج، وجه أعضاء لجنة التحكيم النصح للطلاب بالأخذ بتعليقاتهم التقييمية على نحو بناء والتعلم من الخبرات المتخصصة وتجارب رواد الأعمال الحاليين الذين يرحبون بمساعدتهم وتقديم النصح للمضي قدماً. 

أبدى جميع أعضاء لجنة التحكيم إعجابهم بجدية الطلاب وابتكارهم وحماسهم وجودة أفكار المشروعات ذات الأثر الاجتماعي الإيجابي، والتي رأءوا في بعضها إمكانية التحول إلى مشروعات أعمال ناجحة. 

شاركت سبع جامعات من الإمارات في هذه المسابقة هي جامعة أبوظبي، والجامعة الأمريكية بالشارقة، وجامعة دبي، وجامعة مانيبال، وجامعة زابيست، والجامعة الأمريكية في الإمارات، وجامعة الشارقة.