صحفيو معهد بوليتزر المرموق يحاضرون حول تغطية العالم الإسلامي

يمكن للصحفيين في العالم الإسلامي التغلب على العديد من الأفكار والنماذج النمطية حول الإسلام والمسلمين من خلال تغطية أحداث لا يتم نشرها عادة في الصحافة العالمية.

وورد ذلك في ندوة استضافتها جامعة نورثويسترن في قطر طوال الأسبوع الماضي، حيث أتيحت للطلاب فرصة الاستفادة من خبرات ثلاثة صحفيين فائزين بجوائز مرموقة من مركز بوليتزر لتغطية الأزمات في العاصمة الأمريكية واشنطن.

والصحفيون الثلاثة هم علياء مالك، وهي صحفية أمريكية – سورية نشرت كتاباً بعنوان "بلد اسمه أمريكا: التاريخ الأمريكي بعيون الأمريكيين العرب"، وأيمن أوغانا، وهو صحفي ومصوّر بريطاني من أصل عراقي، والسيدة الكندية – الباكستانية حبيبة نوشين، التي سبق لبرنامجها الوثائقي "ممنوع في باكستان" أن عرض على شاشة التلفزيون الأمريكي مطلع العام الحالي.

وقد شدّد المراسلون على أهمية المبادرة في مجال توصيف المسلمين والعالم الإسلامي، حيث قال أوغانا: "كصحفيين من خلفيات متعددة، أنصحكم بالابتعاد عن الأفكار النمطية وإطلاع الرأي العام العالمي على ما لا يتوقع مشاهدته"، وأردف قائلاً: "حاولوا تغطية التناقضات والأمور التي لم نرها من قبل، لأنكم، كأبناء المنطقة، مؤهلون أكثر من غيركم للقيام بذلك".

وقالت السيدة نوشين: "يوجد قدر كبير من العنصرية تجاه المسلمين حول العالم، ولمكافحة ذلك علينا أن نتحدى مجتمعاتنا وآراءنا"، وتضيف: "إذا ما سئمنا من قيام الآخرين بتغطية أخبارنا، فما علينا إلا القيام بذلك بأنفسنا".

كما علّقت السيدة نوشين على قيام 2.1 مليون شخص بمشاهدة برنامجها الوثائقي، قائلة: "هذا عدد هائل بالنسبة لبرنامج وثائقي باللغة الأجنبية، مما يتحدى الانطباع الموجود لدينا كأمريكيين حول ما نرغب بمشاهدته".

وقال الرئيس التنفيذي لجامعة نورويسترن – قطر، السيد إيفريت دينيس، حول أهمية استضافة إعلاميين بارزين: "لا شك بأن زيارة هؤلاء الصحفيين البارزين تقدّم لطلابنا قدوة يحتذى بها، فضلاً عن الإرشادات الهامة في مجال تغطية الشرق الأوسط".

وقد قام فرع جمعية الصحفيين المحترفين بالجامعة، وهو الأول من نوعه خارج الولايات المتحدة، بتنظيم هذه الندوات التي استمرت لفترة أسبوع. وتضم الجمعية المذكورة أكثر من 8000 عضو، حيث أنها تقدّم للطلاب المشورة من خلال شبكة مهنية واسعة. واستناداً إلى السيدة كريستينا باشين، المحاضرة والمستشارة الأكاديمية بجامعة نورثويسترن قطر، فإن زيارات كهذه تساهم في تعزيز التجربة التعليمية.

وتقول السيدة باشين: "لقد أردنا لهؤلاء الصحفيين أن يتحدّوا القناعات الراسخة لطلابنا، وذلك من أجل توسيع آفاقهم"، وتضيف: "وهذا هو السبب الذي جعلنا نشجّع الضيوف على الانخراط في مناقشات مفتوحة مع الطلبة، حتى يبرز تباين الآراء وتنوعها، مما يعتبر في صلب التجربة التعليمية في جامعة نورثويسترن في قطر".

وقد قامت السيدة باشين بتنظيم الندوات خلال هذا الأسبوع، بدعم من مدير برنامج الصحافة بالجامعة، السيدة ماري ديدينسكي.

ورافق الصحفيين الثلاثة خلال زيارتهم التي استمرت لمدة خمسة أيام، المراسل المخضرم والمحرر الأول بمركز بوليتزر، توم هاندلي، حيث قام هؤلاء بإلقاء العديد من المحاضرات وتنظيم عدد من الندوات والورش التدريبية. كما أتيحت الفرصة للطلبة لمشاهدة البرنامج الوثائقي للسيدة نوشين، والذي سبق له أن عرض بمهرجان ساندانس السينمائي. ويتناول هذا البرنامج قصة سيدة باكستانية شابة تعرضت للاغتصاب الجماعي، وكفاحها من أجل الحصول على العدالة بالرغم من نظام عدل مختل.

ويعمل الصحفيون الثلاثة الآن على عدد من المشاريع التي يمولها مركز بوليتزر ونشرت في صحيفة نيويورك تايمز والجزيرة ومجلة إيكونومست ومحطةPBS، وهي تتناول أحداث الساعة في العالم الإسلامي مثل سورية والعراق وباكستان. وتسمح لهم خلفيتهم الثقافية التي تجمع ما بين الشرق والغرب بتسليط الضوء على خبرتهم الفردية وتقديم الإرشادات المفيدة للطلبة عن كيفية تغطية العالم الإسلامي أمام الرأي العام العالمي.