ندوة البيانات الضخمة بجامعة نورثويسترن قطر: بيانات بما يعادل 100 ميليون عام من الفيديو متوقعة بحلول 2015

قالت خبيرة البيانات الضخمة، مارثا ستون، في ندوة عقدت بجامعة نورثويسترن قطر يوم أمس، بأن سينتج العالم ما يقارب 8 زيتابايت من البيانات الرقمية بحلول عام 2015، أي ما يوازي مائة ميليون عام من المادة المصورة. وأضافت السيدة ستون بأن 80% من هذه البيانات ستكون غير منظمة، لكونها ناتجة عن مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفايسبوك. 

وقامت السيدة ستون، وهي محاضرة بمعهد رويترز في جامعة أوكسفورد المرموقة، بتقديم محاضرة حول استخدام البيانات الضخمة في مجال المراقبة، حثّت خلالها الحضور على الحذر واستخدام هذه البيانات بمسؤولية. واستناداً إلى السيدة ستون، وهي كذلك ترأس "شبكة الإعلام الإخبارية العالمية"، فقد كلّف برنامج بريزم الذي طورته وكالة الأمن الوطني الأمريكية أكثر من 20 مليون دولار، وذلك بهدف مراقبة المعلومات المتداولة إلكترونياً، علماً بأنه "يبقى من غير المعروف ما تقوم به الحكومة الأمريكية بهذه المعلومات، التي يتم جمعها وتحليلها من خلال الذكاء الصناعي". 

ويستخدم تعبير البيانات الضخمة لوصف قواعد المعلومات المعقدة والكبيرة التي تتجاوز قدرة الحواسيب والبرامج الحالية على الاستيعاب. ويقول المحللون بأن تطور التواصل الإلكتروني قد سرّع من نمو هذه البيانات الهائلة. وخلال محاضرتها "البيانات الضخمة، الإعلام الذكي؟ صلة المحتوى بالجمهور والمعلومات" أعلنت السيدة ستون بأن شبكة الإعلام الإخبارية العالمية ستعقد مؤتمرها المقبل في مقر شركة مايكروسوفت الرئيسي عام 2014. 

شارك في الندوة العديد من خبراء البيانات الضخمة والصحفيين، مثل البروفيسور لاري برنباوم من جامعة نورثويسترن في شيكاغو والمدير المساعد لكلية ماكورميك للهندسة والعلوم التطبيقية، والسيدة كاثي ماكيون، مدير معهد علوم البيانات والهندسة بجامعة كولومبيا الأمريكية، والسيد دارنل مور، الشريك الإداري لشركة برسبشن كونسولتنج، والذي تحدث عن كيفية استخدام المعلنين الرياضيين للبيانات الضخمة بهدف فهم سلوك المشجعين والتأثير عليهم. 

وفي هذا الشأن، علّق السيد إيفريت دنيس، الرئيس التنفيذي وعميد جامعة نورثويسترن قطر، قائلاً: "تمت دراسة البيانات الضخمة من قبل العديد من الخبراء في مجالات مختلفة، سواء في الهندسة أو علوم الحاسوب أو الأعمال. والموضوع بغاية الأهمية بالنسبة للصحفيين والعاملين في الإعلام، ومن هنا، فنحن محظوظون لجمع الأشخاص المناسبين بالمكان المناسب، هنا في جامعة نورثويسترن في قطر، لتنوير المجتمع بكيفية تأثير البيانات الضخمة على عالمهم". 

وأضاف السيد إيفيريت قائلاً: "لقد سرّني الاهتمام الذي أثاره هذا الموضوع لدى طلابنا، إذ أنه يحمل بالنسبة لهم إمكانيات كبيرة". 

وشارك في الندوة أيضاً السيد محمد حداد، صحفي قاعدة المعلومات في شبكة الجزيرة، والمسؤول عن المحاكاة في غرفة الأخبار. وقد قام السيد حداد باستخدام خبرته في تصور مواقع الثوار في سورية لشرح ما يبحث عنه الصحفي في البيانات الضخمة. 

وذكّر السيد حداد الصحفيين الشباب بأن قاعدة المعلومات هي مجرد تعبير تجريدي للعالم الحقيقي، وبأن تواجدها على الشاشة لا ينبغي أن يمنع الصحفيين من "الذهاب إلى موقع الحدث واستخلاص بياناتهم الخاصة". 

وأضاف السيد حداد: "عليك أن تتساءل عن كمية التفاصيل التي يريدها المشاهدون، فقد تكون القصة معزولة، أو قد تكون فارغة من المضمون". 

ولفت السيد حداد بأن شبكة الجزيرة تتطلع أكثر من أي وقت مضى إلى تجهيز الصحفيين بالأدوات اللازمة لاستخدام البيانات الضخمة واستعمال النتائج في مقالاتهم، وستقوم الشبكة قريباً باستضافة مؤسسة موزيلا لتقديم حصص تدريبية بهذا الخصوص. 

ومن جهتها، قالت الطالبة روان الثبتة بأن "الندوة قد أظهرت لها تحدياً من نوع جديد يجعل من الضروري أن يكون المرء أسرع في مجال التواصل، حيث بات من الضروري الاطلاع المستمر على آخر الأحداث والتطورات. ولا شك بأن المعلومات التي سمعت عنها اليوم قد أبهرتني".