"إخوان" مصر يربطون إنسحاب الشاطر بإقالة حكومة الجنزوري

تاريخ النشر: 02 أبريل 2012 - 07:15 GMT
القيادي في حركة الإخوان المسلمين في مصر خيرت الشاطر
القيادي في حركة الإخوان المسلمين في مصر خيرت الشاطر

فجّر الدكتور حلمي الجزار، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، مفاجأة من العيار الثقيل، بتأكيده أن الإخوان مستعدون لمراجعة قرار ترشيح المهندس خيرت الشاطر، لرئاسة الجمهورية، إذا تراجع المجلس العسكرى عن عناده فى إقالة حكومة الدكتور كمال الجنزورى.

وقال الجزار، خلال حواره مع برنامج "90 دقيقة" الذى أذيع مساء الأحد، على قناة المحور، إن المجلس العسكرى يستحق "لى الذراع"، وذلك فى رده على سؤال مذيعة البرنامج ريهام السهلى، أن جماعة الإخوان تريد من ذلك "لى ذراع" المجلس العسكرى أم لا؟.

وأضاف: "السياسة حالة متغيرة، ورأي الجماعة يتغير بتغير الأحوال السياسية، وهذا أمر مشروع وتفعله دول العالم المتقدم، لأن الأحداث تجبر الأفراد والجماعات على تغيير موافقها، فالوضع الآن مختلف عن الوضع منذ عام، ولم يضطر الإخوان لهذا القرار، إلا بعد ما شعروا أن هناك من يريد إفشال الثورة".

وتابع: "الناس قالت على الإخوان إنهم قلبوا البرلمان مكلمة، لكن الحقيقة أن الإخوان ليس فى يديهم سلطة تنفيذية، فى الوقت الذى تعاند فيه الحكومة، البرلمان، بعدم تنفيذها قراراته، وبالتالى فنحن نحتاج هذه السلطة التنفيذية.. وبالتالى فإن السلطة هى الحل".

"العدالة والتنمية": لانسعى للسيطرة على المناصب

من جانبه استنكر الدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة الأحد، المخاوف التى يثيرها البعض حول ترشيح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية" ومحاولات الترويج لمقولة إن الإخوان المسلمين يسعون للسيطرة على كل المناصب القيادية فى الدولة.

وقال مرسي في تصريحات للصحفيين مساء الاحد إن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة، وأن حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين لايزالوا يلتزمون بتطبيق مبدأ "المشاركة لا المغالبة" الذى وصفه بأنه يعد من أهم المحددات التى تنطلق منها حركتهم الاجتماعية والسياسية فى كل المجالات، إضافة إلى أن ترشيح أحد أفراد الإخوان لتولى منصب ما مهما ارتفع قدره هو طرح للرأى العام للموافقة عليه، ودعم ترشيحنا له فى مناخ تسود فيه الحرية والديمقراطية."

وأرجع رئيس الحزب الذى يعد الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الضجة التى أثارها البعض عقب صدور قرار ترشيح الشاطر بأنه تعبير واضح عن إحساس هؤلاء بتميز موقف مرشح الإخوان، وفرصته الكبيرة فى الفوز بهذا التكليف، واعترافًا بالثقة التي تميز قرارات الحزب والجماعة التى يعلم الجميع أنها لا تصدر إلا لتحقيق مصالح وطنية مهما كانت الأعباء التى تقع علينا نتيجة التصدى لها.

وأشار مرسى إلى أن قرار الحزب والإخوان بالدفع بمرشح رئاسى جاء عقب سلسلة من المناقشات الجادة فى الهيئة العليا للحزب وفى مجلس شورى الجماعة، واستعراض كل المتغيرات التى طرأت خلال الشهور الأخيرة التى كان الجميع يأمل أن تسير الأمور خلالها نحو بناء الدولة الديمقراطية الحديثة التى نتطلع جميعا إليها.

وأوضح أن هذا القرار لم يتخذ إلا بعد أن تباطأت حركة التحول الديمقراطى، وظهر أن الأمور تسير عكس ما يتوقعه الجميع" بدءًا بالعجز الواضح الذى ظهر فى أداء الحكومة الحالية، وكذلك الإجراءات التى تعوق المسار الديمقراطى وتساهم فى تضييع المكاسب التى حققها الشعب المصرى من خلال ثورته المباركة وهى الأمور التى دفعت مؤسسات الحزب والجماعة لاتخاذ هذا الموقف تحقيقًا لمصلحة مصر وأبنائها جميعًا.

وأشار إلى أن تحمل الأغلبية لمسئولية إدارة السلطة التنفيذية يتيح لها تنفيذ البرنامج الذى وضعته للتنمية والنهضة، والارتقاء بالوطن، وتحقيق آمال وطموحات الشعب المصرى العظيم، موضحا أن ترشيح المهندس خيرت الشاطر فرصة لتنفيذ المشروع الحضارى لمصر الجديدة.

شبانة: لعبة "استغماية"

من جهته هاجم النائب محمد شبانة، عضو مجلس الشعب عن قائمة الثورة مستمرة بمحافظة الدقهلية، جماعة الإخوان المسلمين واصفًا اختيارها لخيرت الشاطر كمرشح رئاسة أنها لعبة "استغماية" لا تكل من لعبها الجماعة على مدار تاريخها، وأنها بهذا تعلن احتكارها الحياة السياسية مما يفقدها المصداقية في الشارع المصري.

وأضاف شبانة أن مواقف جماعة الإخوان المسلمين السياسية السابقة واللاحقة تنبئ بأن تعاملهم يشبه لعبة "الاستغماية" وتعلن اليوم ما تنفيه في الغد وتتنكر لما أعلنته بالأمس وهو ما يعنى فوضى المواقف السياسية وتغليب مصلحة الجماعة والحزب على مصلحة الوطن.

وطالب شبانة الشعب المصري بالتأهب لمواجهة مثل تلك المسالك التي يسلكها الإخوان في الأيام المقبلة لأن إعلانهم اختيار الشاطر كمرشح رئاسة جاء بخلاف ما أعلنته الجماعة نفسها في السابق بكلمات "مشاركة لا مغالبة" ثم" لن نرشح رئيسًا حفاظًا على الشعب" وما إلي ذلك من كلمات أفقدتها المصداقية لدى الشارع المصري.

غنيم: الشاطر يهين تاريخه

وأعرب الداعية الإسلامى الشيخ وجدى غنيم عن استيائه من قرار جماعة الإخوان المسلمين بترشيح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، مشيرًا إلى أن القرار خاطيء وفيه إهانة لتاريخ جوكر الإخوان"، مطالبًا بمراجعة قرارات الجماعة لأنها ليست معصومة من الخطأ.

وقال غنيم فى تسجيل صوتى له مساء الأحد، إن توقيت نزول "الشاطر" خطأ وليس عيبًا أن تعترف الجماعة بذلك، وهناك انعكاسات سلبية من هذا القرار أولها تفتيت الأصوات، ومزاحمة حازم أبوإسماعيل، فضلًا عن انقسام الصفوف ما بين "الحازمون والشاطرون".

أضاف غنيم أن هذا القرار أعطى فرصة للكثيرين للتطاول على الجماعة، وقد ينتج عن ذلك تعالى الهتافات والتظاهرات ضد الإخوان، وتوجيه اتهامات بعقد الصفقات، مؤكدًا أن الشيخ حازم أبوإسماعيل قرر الترشح بعد أن تأكد من أن الجماعة لن تتقدم بمرشح إسلامى.

وأوضح أن الجماعة قد أعلنت من قبل صراحة عن موقفها من الدفع بمرشح للرئاسة، ومن ثم فإن ما حدث هو رجوع عن القرار، وبالتالى فيجب توضيح حيثيات الرجوع فيه، مضيفًا أنه ليس من العيب أن نخطيء ولكن من العيب التمادى فى الخطأ.

واختتم غنيم تسجيله قائلًا "أنصح الإخوان بالرجوع فى القرار، وخيرت الشاطر أقول له إنه إنسان محبوب عند الجميع ويوصف بجوكر الإخوان، ولكن القرار ظالم له ولتاريخه، ولحازم أبوإسماعيل أقول له سر على بركة الله".

الهلباوي: الإخوان يمرون بحالة "توهان"

وقال الدكتور كمال الهلباوي، القيادي المستقيل من جماعة "الإخوان المسلمون" إن "الإخوان" يمرون حاليا بمرحلة من الـ"توهان"، وعيب عليهم أن يبحثوا عن المستشار طارق البشري والدكتور حسام الغرياني للترشح للرئاسة ولديهم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح والدكتور سليم العوا وحازم أبوإسماعيل -على حد قوله-.

جاء ذلك خلال مداخلة هاتفية للهلباوي مع الإعلامية منى الشاذلي ببرنامج العاشرة مساء ردا على تصريحات الدكتور محمود غزلان القيادي بالجماعة الذي قال إن الهلباوي لا ينتمي فى الأساس إلى الجماعة، وأن قيامه بتقديم استقالته ما هو إلا "فرقعة إعلامية".

كان الدكتور محمود غزلان قد علق على استقالة الهلباوي أمس الأول على الهواء وتكذيبه لجماعة الإخوان ووصف تصريحاته بالـ "غريبة"، وطالب الهلباوي غزلان العضو بمكتب الإرشاد بالرجوع لقراءة تاريخ الجماعة.

وأكد الهلباوي أنه استقال من جميع مناصبه في الجماعة عام 1997 حتى يتفرغ للعمل البحثي والفكري، موضحا أن الدكتور غزلان خلط بين استقالة الهلباوي من المهام القيادية بمجلس الشورى العالمي وبقائه عضوا في جماعة "الإخوان المسلمون" حتى مساء السبت التى استقال فيها وكان يدفع الاشتراكات ويحضر اجتماعات الأسر، ويقوم بالمهام المختلفة داخل الجماعة وفقا للهلباوي.

وأشار القيادي المستقيل من كبرى جماعات الإسلام السياسي فى البرنامج الذي تبثه قناة "دريم2" الفضائية أن هناك لبس وإنكار للتاريخ وعدم مسايرة للأوضاع وهجوم لا مبرر له، قائلا: أنا مشفق على الجماعة فعلا وأدعو لهم بالتوفيق لما فيه مصلحة مصر وأرجو أن يحافظوا على الثوابت الوطنية التى كانت متواجدة لديهم أيام مبارك، عندما كانوا معارضين للنظام.