اعلنت الولايات المتحدة الاثنين ان الاسرائيليين والفلسطينيين توافقوا على اجراء مفاوضات لتسعة اشهر على الاقل، وذلك قبل بضع ساعات من استئناف هذه المفاوضات المباشرة في واشنطن.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي "انها بداية مفاوضات مباشرة وفق جدول زمني لتسعة اشهر على الاقل"، موضحة ان الامر لا يتعلق ب"مهلة نهائية".
وقالت المسؤولة الاميركية "سنبذل كل الجهود للتوصل الى اتفاق خلال هذه الفترة، لكن (اقولها) مرة اخرى (...) الامر لا يتعلق بمهلة نهائية وانما باتفاق لمواصلة العمل".
وحضت الولايات المتحدة الاثنين الاسرائيليين والفلسطينيين على التفاوض "بحسن نية" بهدف التوصل الى "تسوية معقولة" قبل بضع ساعات من استئناف محادثات السلام المباشرة المجمدة منذ قرابة ثلاثة اعوام.
ورحب الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين باستئناف مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية لكنه حذر ايضا من "خيارات صعبة" تنتظر الطرفين.
وقال اوباما في بيان ان "الاكثر صعوبة لا يزال امامنا في هذه المفاوضات، وآمل ان يدخل الاسرائيليون والفلسطينيون هذه المحادثات بحسن نية وتصميم واهتمام كبير".
واعرب اوباما الذي وضع حل النزاع في اولوية سياسته الخارجية مع بدء ولايته الاولى في كانون الثاني/يناير 2009 قبل ان تبوء جهوده بالفشل في هذا المجال، عن "سعادته" لان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس وافقا على استئناف التحاور وارسال مفاوضين الى واشنطن.
وقال اوباما "انها خطوة واعدة الى الامام حتى وان كان الامر سيتطلب عملا شاقا وانه سيترتب اتخاذ خيارات صعبة في المستقبل".
واكد الرئيس الاميركي الذي قام باول زيارة له الى اسرائيل والضفة الغربية في اذار/مارس، انه "شعر شخصيا (اثناء الزيارة) برغبة السلام العميقة لدى الاسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".
وهذه الزيارة بحسب اوباما انتهت باقتناعه بان "السلام ليس ممكنا وحسب، وانما ضروري".
وقال الرئيس الاميركي ان "الولايات المتحدة مستعدة لدعم (الطرفين) طيلة فترة المفاوضات بهدف التوصل الى دولتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامن".
وقبيل بدء المفاوضات، عين وزير الخارجية الامريكي جون كيري السفير الامريكي السابق لدى اسرائيل مارتن انديك مبعوثا رئيسيا له في المحادثات وقال انه ينبغي تقديم "تنازلات معقولة" في المفاوضات الصعبة.
وقال كيري للصحفيين "ليس سرا أن المضي قدما عملية صعبة. لو كانت سهلة لحدثت قبل وقت طويل."
واضاف "ولذلك ليس سرا ان امام المفاوضين والزعماء كثيرا من الخيارات الصعبة مع سعينا لتنازلات معقولة في قضايا صعبة ومعقدة ومحملة بالمشاعر والقيم الرمزية."
ومن جهتها، قالت وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني في تصريح صحافي بعدما التقت في نيويورك الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قبيل توجهها الى واشنطن "سيكون الامر شاقا جدا ومعقدا".
لكنها تداركت ان اسرائيل ستخوض هذه المفاوضات التي ترعاها واشنطن "بامل" وسيتم الافراج خلالها عن اسرى فلسطينيين وهو امر سبق ان تم التفاوض في شانه مع الولايات المتحدة والقادة الفلسطينيين.
واعتبرت ليفني ان جهود السلام "هي في مصلحة اسرائيل والفلسطينيين والعالم العربي والمجتمع الدولي"، مضيفة "انها مسؤولية كبيرة. انا واثقة بان الامر سيكون معقدا، لكنني اشعر بانه حين نرى الاضطرابات في منطقتنا فان ما نستطيع القيام به هو تغيير مستقبل الاجيال المقبلة عبر صنع السلام بين اسرائيل والفلسطينيين".
ورحبت ليفني ايضا بتعيين وزير الخارجية الاميركي جون كيري للسفير السابق في اسرائيل مارتن انديك موفدا للولايات المتحدة في هذه المفاوضات، وقالت "اهنئه (انديك)، وفي الوقت نفسه لا ادري ما اذا كان ينبغي تهنئته لان الامر سيكون شاقا جدا ومعقدا، لكنه يتمتع بما يكفي من الموهبة لمواجهة هذه التحديات وهو ملم جيدا بالنزاع".
واوضحت ليفني انه سيتم الافراج عن 104 اسرى فلسطينيين "خلال المفاوضات كما سبق ان تم التوافق عليه، سنفي بالتزاماتنا انسجاما مع ما تم التوصل اليه مع الولايات المتحدة والفلسطينيين".
ونقل متحدث باسم الامم المتحدة عن بان كي مون دعمه "لاستئناف مفاوضات ذات صدقية لتنفيذ حل الدولتين"، و"امتنانه للقرار الشجاع الاخير الذي اتخذه رئيس الوزراء (الاسرائيلي) بنيامين نتانياهو في هذا الاطار".
واضاف المتحدث ان بان "شدد على اهمية توفير مناخ ملائم لاستئناف هذه المحادثات وشجع الجانبين على اتخاذ قرارات جديدة في هذا الاتجاه".