أوباما يستعد لارسال اسلحة فتاكة للمعارضة السورية

تاريخ النشر: 01 مايو 2013 - 07:20 GMT
الرئيس الاميركي باراك اوباما
الرئيس الاميركي باراك اوباما

قالت صحيفة واشنطن بوست ان الرئيس الاميركي باراك اوباما يستعد لارسال اسلحة فتاكة للمعارضة السورية، وانه اتخذ خطوات تضمن تدخلا وقيادة اميركية اقوى بين الحلفاء والشركاء الساعين للاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الادارة الاميركية قولهم ان اوباما سيتخذ خلال اسابيع على الارجح قراره النهائي في ما يتعلق بتسلح المعارضة، وذلك قبل اجتماعه المقرر في حزيران/تموز مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وشدد المسؤولون الاميركيون على ان ادارة اوباما لا تزال تسعى الى حل سياسي تفاوضي، وانها في هذا السياق اطلقت مساع لاقناع بوتين باعادة النظر في دعمه للاسد.

ولم يحدد هؤلاء المسؤولون ما هي المعدات الاميركي التي تجري دراستها، ولكن المعارضين كانوا طالبوا في السابق باسلحة مضادة للدبابات وصواريخ ارض جو.

واضافة الى المساعدة العسكرية المحتملة، فان الولايات المتحدة تدرس فرض منطقة حظر طيران في المواقع التي تسيطر عليها المعارضة.

وكان اوباما قال الثلاثاء، في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض انه يوجد دليل على ان اسلحة كيماوية استخدمت في سوريا لكن هناك اشياء كثيرة ما زالت غائبة عن اجهزة المخابرات الأمريكية. وكان أوباما أعلن العام الماضي أنه إذا حدث استخدام أو نشر أسلحة كيماوية من قبل الرئيس السوري بشار الأسد فسيكون تجاوزا "لخط احمر".

وأضاف أوباما قوله في المؤتمر الصحفي "لا نعرف كيف استخدمت ومتى استخدمت ومن استخدمها... ليس لدينا سجل لمتابعة الدليل يحدد لنا ما حدث على وجه الدقة."

ولم يستبعد أوباما اتخاذ اجراء عسكري أو غير ذلك ضد حكومة الأسد. لكنه أكد مرارا على انه لن يسمح بأي ضغوط عليه لاتخاذ قرار متعجل بالتدخل بدرجة أعمق في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين في سوريا.

وتشير تصريحات أوباما إلى انه من غير المحتمل ان تتخذ حكومة اوباما اي رد فعل سريع تجاه الأزمة في السورية رغم اعلان الرئيس الاسبوع الماضي أن هناك أدلة على ان الأسد استخدم غاز الأعصاب السارين على نطاق صغير.

وكان السكرتير الصحفي لأوباما جاي كارني قال يوم الاثنين إنه لا يوجد حد زمني لإصدار حكم نهائي بشأن استخدام أسلحة كيماوية وعلى يد من استخدمت. وقال كارني "لا أود إعطاء جدول زمني."

ويتوقع مسؤولون أمريكيون في احاديث غير رسمية ان الأمر قد يستغرق أسابيع قبل اتخاذ اي قرار. وتنفي سوريا استخدام أسلحة كيماوية.

وتحاشى أوباما أي تدخل أمريكي كبير في الصراع السوري منذ تفجره عام 2011. وشاركه في هذا الموقف كبار المسؤولين بوزراة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الذين تحدثوا جهرا وسرا عن بواعث قلقهم.

وقال أوباما دونما اسهاب انه إذا تأكد ان اسلحة كيماوية استخدمت "فإن ذلك يعني أنه توجد بعض الخيارات التي قد لا نلجأ إليها في غير ذلك والتي سندرسها بشكل جدي."

وكان اوباما وافق على تقديم معونات غير فتاكة للمعارضة السورية لكنه احجم حتى الآن عن تقديم أسلحة.

وشدد اوباما في مؤتمره الصحفي على الحاجة إلى اجماع دولي. ويسافر وزير الخارجية جون كيري الى روسيا الأسبوع المقبل لإجراء مباحثات بشأن سوريا وقضايا أخرى.

وقال أوباما "لو تعجلنا في إصدار حكم دون أدلة قوية ووجيهة فإننا قد نجد أنفسنا في وضع نعجز فيه عن حشد المجتمع الدولي لمساندة ما نفعله."

الى ذلك، اتهمت دمشق المعارضة باستخدام "مادة كيميائية" في ادلب شمال البلاد لمحاولة الصاق تهمة استخدام اسلحة كيميائية بالجيش.

وقال السفير السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري للصحافيين ان "مجموعات ارهابية عمدت امس (الاثنين) الى رش مسحوق ما، يرجح كثيرا انه مادة كيميائية، وسط مجموعة من السكان في سراقب" بريف إدلب. ويستخدم النظام السوري مصطلح "الارهابيين" للدلالة على مقاتلي المعارضة.

واضاف السفير ان ضحايا "هذا العمل الحاقد واللامسؤول" تم نقلهم الى تركيا للعلاج "وفقا لسيناريو معد مسبقا" يرمي الى اتهام الجيش السوري باستخدام اسلحة كيميائية ضد السكان.

واكد الجعفري ان هذه الاعمال ترمي الى "توريط الحكومة السورية على اساس ادعاءات كاذبة"، كما ترمي الى "تحويل الانتباه" عن الاتهام الذي وجهته دمشق الى المعارضة المسلحة بانها استخدمت في 19 آذار/مارس في ريف حلب اسلحة كيميائية.

وكانت دمشق طلبت من الامم المتحدة التحقيق في هذه الواقعة بعينها، ولكنها رفضت السماح لفريق المحققين الذي شكلته المنظمة الدولية بالدخول الى سوريا للتحقيق ايضا في اتهامات اخرى وجهتها باريس ولندن الى الجيش السوري باستخدام صواريخ مزودة برؤوس كيميائية ولا سيما في حمص (وسط) وريفي حلب ودمشق.

وتعليقا على هذا الموضوع جدد جعفري التأكيد على موقف دمشق الرافض لاي تحقيق تجريه الامم المتحدة على الاراضي السورية طالما ان الحكومة السورية لم تتلق معلومات مفضلة و"جديرة بالثقة" حول الاتهامات الفرنسية والبريطانية.

وقال "نحن لم نتلق بعد معلومات عن هذه المزاعم على الرغم من اننا طلبناها"، مشددا على انه يتوجب على الامم المتحدة ان "تتشاطر هذه المعلومات مع الحكومة السورية وبقية اعضاء مجلس الامن الدولي، وبعكس ذلك فان هذه المشكلة الاساسية لا يمكن ان تحل".

وفي دمشق نقلت وكالة الانباء الرسمية السورية "سانا" عن مصدر مسؤول لم تكشف هويته نفس رواية الجعفري للواقعة التي اعلن حصولها في سراقب.

وقال المصدر المسؤول بحسب سانا ان "الارهابيين قاموا باحضار مادة +بودرة+ غير معروفة مغلفة بأكياس وجمعوا مواطنين في حي شابور ومدخل مدينة سراقب الجنوبي وأقدموا على فتح الأكياس ما أدى الى اصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق ورجفان وأعراض تنفسية".

وأضاف ان "الإرهابيين نقلوا المصابين بعد ذلك إلى المشافي التركية بهدف استغلال الحالة لاتهام القوات المسلحة السورية باستخدام أسلحة كيميائية".