تدور اشتباكات عنيفة الاحد في عدد من احياء حلب بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي بدات امس السبت هجوما لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة بدون ان تحقق اي تقدم، غداة يوم شهد مقتل 168 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واشار المرصد في بيان الى ان احياء باب الحديد والزهراء والعرقوب ومخيم الحندرات في مدينة حلب (شمال) تشهد اشتباكات عنيفة، بينما تسمع اصوات انفجارت في عدة احياء اخرى وشوهدت المروحيات في سماء حيي صلاح الدين وسيف الدولة.
وفي مدينة حمص وسط سوريا، لفت المرصد الى ان اشتباكات تدور بالقرب من قيادة الشرطة في بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، اسفرت عن سقوط مقاتل معارض.
وفي محافظة ريف دمشق، استمرت الحملة على بلدة معضمية الشام التي شهدت امس مقتل 29 شخصا. وقد واصلت القوات النظامية اليوم حملات الدهم والاعتقال، بحسب المرصد الذي اشار الى مقتل مدني برصاص قناص في بلدة عربين.
وجنوبا، تعرضت بلدات الحراك والغريا الغربية والكرك الشرقي في درعا للقصف من قبل القوات النظامية.
وقال المرصد ان "اشتباكات عنيفة تدور قرب مقر الجيش الشعبي في مدينة ادلب (شمال غرب)، بينما قتل مدنيان بعد منتصف ليل السبت الاحد اثر القصف الذي تعرضت له بلدة حيش في ريف ادلب.
من جهتها ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان القوات النظامية في حماه (وسط)، اقتحمت العوينة وحيالين والشيخ حديد وبريديج في سهل الغاب "وسط إطلاق نار كثيف ومحاصرة كفرنبودة من كل المداخل وقصفها بالرشاشات الثقيلة و إقتحام قرية المغير وهدم العديد من المنازل".
وحصدت اعمال العنف في سوريا امس 168 قتيلا هم 94 مدنيا و33 من المقاتلين المعارضين بالاضافة الى ما لا يقل عن 41 من القوات النظامية.
تفكيك الأجهزة الأمنية
من جهة أخرى حثّت الإدارة الأمريكية المعارضة السورية على الامتناع عن تفكيك الأجهزة الأمنية والحكومية التابعة للنظام الحاكم بشكل كامل لتفادي وضع مماثل للوضع في العراق في حال مقتل الرئيس بشار الأسد أو إجباره على التخلي عن السلطة.وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأحد أن إدارة الرئيس باراك أوباما حذرت المعارضة السورية ودعتها إلى عدم تفكيك الأجهزة الأمنية والحكومية التابعة للأسد في حال قتل أو أجبر على التخلي عن السلطة، لأن المسؤولين الأمريكيين يريدون تفادي وضعاً مشابهاً للوضع في العراق الذي أعقب الغزو الأمريكي عام 2003.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين وفي جلسات إستراتيجية مفصلة خلال الأسابيع الماضية حثوا المتمردين والمعارضة السياسية السورية على رفض أعمال الانتقام ذات الطابع الطائفي في حال سقوط حكومة الأسد.
وأضاف المسؤولون إنهم يسعون إلى تعلم المعارضة السورية من خطأ الولايات المتحدة في العراق، حيث أدى حلّ الجيش وغيره من المؤسسات إلى زيادة الاضطرابات.
وقال مسؤول أمريكي رفض الكشف عن اسمه "لا يمكن حلّ ذلك النظام بشكل كامل لأنه سيكون هناك حاجة لتلك المؤسسات في عملية انتقالية سياسية".
وأشارت الصحيفة إلى أن المكاسب التي حققتها المعارضة السورية مؤخراً يزيد القناعة الأمريكية بأن الأسد سيسقط أو يقتل في النهاية، غير ان عدداً من الدبلوماسيين الغربيين والعرب يرون أن النظام لا يزال يملك موارد كافية ليسيطر عسكرياً على مدن أساسية لعدة أشهر ما قد يعني زيادة في أعمال العنف.
وقال دبلوماسي في الشرق الأوسط إن "أيام الأسد معدودة ما يجعله أكثر تشدداً من قبل، الآن سيهاجم بشراسة وإيران تدعمه بكل ما لديها".
وقال محللون من خارج الإدارة الأمريكية إن الأسد قد يصمد لأشهر ولكن ليس إلى ما لا نهاية.
وتحث الإدارة الأمريكية المعارضة السورية السنية بمعظمها على احترام حقوق الأقليات في مرحلة ما بعد الأسد.
وقالت الصحيفة إن الإدارة الأمريكية تعلمت من درس العراق بعد أن تم تسريح حتى عناصر النظام الأقل مرتبة من الحكومات ما أدى إلى فراغ في البلاد.
وأشارت إلى أنه من بين أسباب حذر الإدارة الأمريكية في دعم المعارضة المسلحة في سوريا وجود أدلة حول صلة للقاعدة ببعض المجموعات المقاتلة.