إيران تشيد بنتائج المحادثات النووية والغرب يطالب بخطوات ملموسة

تاريخ النشر: 28 فبراير 2013 - 06:20 GMT
 ايران تقول ان لها حقا سياديا في تخصيب اليورانيوم
ايران تقول ان لها حقا سياديا في تخصيب اليورانيوم

أشادت إيران بالمحادثات النووية التي استمرت يومين مع القوى الكبرى وانتهت يوم الاربعاء لكن مسؤولين أوروبيين قالوا إنه يتعين على طهران البدء في اتخاذ خطوات ملموسة لتهدئة المخاوف المتصاعدة بشأن أنشطتها النووية.

وقال دبلوماسيون ومحللون قبل اجتماع 26 و27 فبراير شباط في مدينة الما اتا في قازاخستان انه من غير المرجح تحقيق تقدم سريع لان هناك انتخابات رئاسية في ايران مقررة في يونيو حزيران مما يزيد التوترات السياسية المحلية.

وعرضت الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والمانيا تخفيف بعض العقوبات مقابل تقييد ايران أكثر أنشطتها النووية حساسية لكنها أوضحت أنها لا تتوقع تحقيق انفراجة في محادثات قازاخستان وهي الاولى في ثمانية اشهر.

وفي محاولة لجعل اقتراحاتها أكثر قبولا لدى ايران خففت القوى الست فيما يبدو مطالبها السابقة الى حد ما وعلى سبيل المثال فيما يتعلق بضرورة ان تنقل طهران مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب الى الخارج.

وقال كبير مفاوضيها سعيد جليلي ان القوى الست حاولت "الاقتراب من وجهة نظرنا" التي وصفها بأنها ايجابية.

وفي باريس قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان المحادثات كانت "مفيدة" وان المشاركة الجادة من جانب ايران يمكن ان تؤدي الى اتفاق شامل في الصراع المستمر منذ عقد والذي ينذر باندلاع حرب جديدة في الشرق الاوسط.

وقال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي في فيينا انه "يثق تماما" في امكانية التوصل الى اتفاق وقال كبير المفاوضين الايرانيين انه يعتقد ان اجتماع الما اتا يمكن ان يصبح "نقطة تحول".

لكن دبلوماسيا قال ان مسؤولين ايرانيين في المفاوضات أشاروا فيما يبدو الى انهم يفتحون آفاقا جديدة لكن لم يتضح ان كان هذا هو الوضع بالفعل.

وقالت دينا أصفندياري من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية وهي خبيرة في الشؤون الإيرانية كذلك "الجميع يقولون ان ايران كانت أكثر ايجابية وصوروا المحادثات على انها ناجحة."

وقالت "انني اعرف السبب في ذلك وهو انهم ينقذون ماء الوجه محليا مع كسب وقت مع الغرب الى ما بعد الانتخابات."

واتفق الجانبان على اجراء محادثات على مستوى الخبراء في اسطنبول في 18 مارس اذار لبحث العرض والعودة الى الما اتا لاجراء مناقشات سياسية يومي الخامس والسادس من ابريل نيسان حيث أوضح دبلوماسيون غربيون انهم يريدون ان يروا تحركا جوهريا من جانب ايران.

وقال كيري في باريس "تعرف ايران ما ينبغي أن تفعله. أوضح الرئيس إصراره على تنفيذ سياسته بعدم السماح لايران بامتلاك أسلحة نووية."

وأضاف مسؤول امريكي كبير في الما اتا "ما نهتم بشأنه في النهاية هو النتائج الملموسة."

وترقب إسرائيلي التي يفترض انها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط المحادثات عن كثب. وكانت قد لمحت بقوة إلى انها قد تهاجم إيران إذا ما فشلت الدبلوماسية والعقوبات في منعها من امتلاك سلاح نووي. وتنفي إيران أن تكون تسعى لذلك.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان العقوبات الاقتصادية فاشلة وحث المجتمع الدولي على تهديد ايران باجراء عسكري.

وقال مسؤولون غربيون ان العرض الذي قدمته القوى الست يشمل تخفيفا في حظر التجارة في الذهب ومعادن ثمينة اخرى وتخفيف الحظر على واردات المنتجات البتروكيماوية الايرانية. ولم يذكر المسؤولون تفاصيل.

وفي المقابل قال مسؤول امريكي بارز انه سيتعين على ايران ضمن اشياء اخرى تعليق تخصيب اليورانيوم الى مستوى تركيز نسبته 20 في المئة في منشأتها في فوردو "وتقييد القدرة على استئناف العمل بسرعة هناك".

وتقول ايران ان لها حقا سياديا في تخصيب اليورانيوم للاغراض السلمية وتريد تزويد محطات الطاقة النووية بالوقود حتى يمكنها تصدير مزيد من النفط.

وفي فيينا قال دبلوماسيان غربيان يوم الاربعاء إن مسؤولا رفيعا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية قال في اجتماع مغلق ان ايران تستطيع فنيا تحقيق زيادة كبيرة في تخصيب اليورانيوم عالي النقاء.

وقال أحد الدبلوماسيين "يمكن لايران زيادة انتاج اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 20 بالمئة بمقدار ثلاثة أمثال في غمضة عين."

وقال المسؤول الامريكي في الما اتا ان احدث اقتراح للقوى الكبرى سيكون "تقييد عمليات تخزين اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة في ايران مع تمكين الايرانيين من انتاج وقود كاف" لمفاعل طهران الطبي.

ويمثل هذا تخفيفا فيما يبدو في الطلب السابق بأن تشحن ايران مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب الذي تقول انها تحتاج اليه لانتاج النظائر المشعة للاغراض الطبية.

وكانت إيران أشارت من قبل كذلك إلى ان تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 بالمئة يمكن التفاوض عليه إذا ما تلقت الوقود من الخارج. وتريد كذلك رفع العقوبات.

وأشار جليلي إلى أن إيران قد تكون مستعدة لمناقشة الأمر وان كان استبعد اغلاق منشأة التخصيب في فوردو.

وقالت مواقع على الانترنت تتابع أسعار العملات ان الريال الايراني الذي فقد أكثر من نصف قيمته أمام العملات الأجنبية العام الماضي ارتفع نحو اثنين في المئة يوم الأربعاء