قدم وزير التربية العراقي استقالته احتجاجا على مقتل واصابة العشرات خلال قمع الامن اعتصاما مناهض لرئيس الوزراء في كركوك، فيما قررت الحكومة اجراء انتخابات مجلسي محافظاتي الأنبار ونينوى السنيتين في تموز يوليو بعد قرار سابق بتأجيلها لأسباب أمنية.
وقال مسؤول حكومي رافضا الكشف عن اسمه ان محمد علي تميم الوزير السني المتحدر من قضاء الحويجة (55 كلم غرب كركوك) حيث كان يقام الاعتصام "استقال من منصبه اثر اقتحام قوات الجيش ساحة الاعتصام".
واكد ان "الاستقالة نهائية ولا رجعة عنها".
وقتل 27 شخصا على الاقل واصيب نحو 70 اخرين بجروح اليوم اثر قيام قوات عراقية باقتحام ساحة اعتصام المتظاهرين المناهضين لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي في الحويجة.
وجاءت عملية الاقتحام بعد انتهاء مهلة حددتها وزارة الدفاع للمتظاهرين لتسليم المسؤولين عن مقتل جندي الجمعة الماضي عند حاجز قريب من ساحة الاعتصام.
واستقالة تميم اليوم هي الثالثة من حكومة المالكي منذ بدء التظاهرات المناهضة له في عدة مناطق من العراق في كانون الاول/ديسمبر الماضي، بعد استقالة وزير المالية رافع العيساوي (سني) وزير الزراعة (سني) عز الدين الدولة.
ويعتصم مئات المتظاهرين المناهضين لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي منذ اشهر في مناطق قريبة من كركوك (240 كلم شمال بغداد) بالتزامن مع اعتصامات مماثلة في مناطق اخرى تسكنها غالبيات سنية.
ويتهم هؤلاء رئيس الوزراء الذي يحكم البلاد منذ 2006 بالتفرد بالحكم والتضييق على السنة في البلاد، مطالبين اياه بالاستقالة والغاء بعض مواد قانون مكافحة الارهاب وبينها المادة الرابعة التي تشمل الحكم بالاعدام.
ووقعت في الاشهر الاربعة الماضية اشتباكات بين القوات العراقية المعتصمين في عدد من المناطق، بينها الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) حيث قتل ثمانية متظاهرين، والموصل (350 كلم شمال بغداد) حيث قتل متظاهر.
وفي سياق متصل، فقد وافقت الحكومة العراقية الثلاثاء على اجراء انتخابات مجالس المحافظات في محافظتي الأنبار ونينوى اللتين يغلب على سكانهما السنة في الرابع من يوليو تموز بعد قرار سابق بتأجيلها هناك لأسباب أمنية.
وأدلى العراقيون في معظم أنحاء البلاد بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات يوم السبت في أول انتخابات منذ انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
ولم تعلن النتائج بعد إلا أن النتيجة ستكون مقياسا رئيسيا للاستقرار السياسي في العراق قبل الانتخابات البرلمانية المقررة العام المقبل.
وذكر بيان وزاري أن مجلس الوزراء قرر اجراء الانتخابات في الأنبار ونينوى في يوليو لكن إذا تحسنت الأوضاع الأمنية فيمكن مراجعة الموعد من جديد.
وزاد تعليق الانتخابات في المحافظتين من التوترات وسط السنة الذين يحتجون منذ ديسمبر كانون الأول في مظاهرات أسبوعية ضد ما يعتبرونه تهميشا لطائفتهم من جانب الحكومة التي يقودها الشيعة.