تتواصل الاربعاء ولليوم الثاني على التوالي الاشتباكات العنيفة في محيط مطارات ومراكز عسكرية في محافظة حلب في شمال سوريا، بعد الهجوم الواسع الذي بدأته امس المجموعات المقاتلة المعارضة وتمكنت خلاله من الاستيلاء على مطار عسكري والتقدم في نقاط عدة اخرى.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم عن استمرار المعارك في محيط اللواء 80 المكلف حماية مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري الملاصق له. كما تدور معارك بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في بلدة تلعران في ريف مدينة السفيرة التي تحاول القوات النظامية تدعيم قواتها فيها لفك الحصار الذي يفرضه مسلحو المعارضة على معامل الدفاع في المنطقة. وكان المقاتلون تمكنوا امس من اعطاب آلية ودبابة للجيش في تلعران.
في الوقت نفسه، تتعرض مدينة الباب ومحيطها في ريف حلب لقصف بالطيران الحربي، بحسب المرصد. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان القصف بالطيران طال ايضا احياء كرم الطراب وكرم القصر ومناطق قريبة من طريق مطار حلب الدولي، "ما أدى الى تهدم واحتراق عدد من المنازل".
وافاد مركز حلب الاعلامي عن "استمرار انقطاع المياه والكهرباء عن مدينة حلب لليوم الرابع على التوالي"، محذرا من "كارثة انسانية في المدينة التي يقطنها أكثر من أربعة ملايين شخص". وفي محافظة ادلب (شمال غرب) المجاورة لحلب، افاد المرصد عن تفجير عربة في حاجز الطراف للقوات النظامية عند مدخل معسكر الحامدية الذي يحاول المقاتلون المعارضون التقدم نحوه منذ اشهر.
كما اشار الى اشتباكات عنيفة ناتجة عن مهاجمة حواجز للقوات النظامية في المنطقة المحاذية لمدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المعارضون منذ تشرين الاول/اكتوبر الماضي، ما اعاق امدادات قوات النظام الى مدينة حلب. وتخللت الاشتباكات غارة من طائرة حربية على مناطق قرب بلدة كفرومة القريبة.
كما افاد المرصد السوري اليوم عن غارات تنفذها قوات النظام على مناطق في ريف دمشق. وقالت الهيئة العامة للثورة ان "ما يقارب عشر غارات جوية بالطيران الحربي" على بلدة دير العصافير تسببت بسقوط عدد كبير من الجرحى وتهدم منازل.
وتترافق عمليات القصف مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين "في القسم الغربي من مدينة داريا التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها منذ أشهر"، بحسب المرصد.
الى ذلك، قال نشطاء إن قوات الرئيس السوري بشار الاسد قصفت جنوب شرق دمشق بالطائرات والمدفعية يوم الأربعاء محاولة إخراج مقاتلي المعارضة الذين اكتسبوا موطيء قدم في العاصمة.
ووصف دبلوماسي من الشرق الأوسط يتابع الوضع العسكري المعارك داخل دمشق وحولها بأنها "اشتباك كبير" وقال إن طرفي المعركة يتبادلان التقدم والتراجع.
وأضاف "المعارضة تضرب دمشق من عدة جهات والنظام يحاول وقفها."
وقالت مصادر بالعاصمة إن الطائرات قصفت حي جوبر المتاخم لساحة العباسيين الرئيسية وضاحية داريا على الطريق السريع المؤدي الى الأردن الى الجنوب.
والمنطقتان جزء من مناطق سنية متشابكة داخل وحول دمشق تصدرت الانتفاضة التي اندلعت منذ 22 شهرا على حكم عائلة الاسد الممتد منذ أربعة عقود.
ودخل مقاتلو المعارضة جوبر الاسبوع الماضي بعد أن اخترقوا خطوط دفاع الجيش على الطريق الدائري وسيطروا على عدة مواقع تابعة للجيش وقوات الشبيحة الموالية للأسد بالمنطقة.
والطريق يفصل العاصمة عن مجموعة بلدات وضواح سنية تسيطر عليها المعارضة وتعرف باسم الغوطة الشرقية. والطريق خط إمداد لوحدات عسكرية رفيعة المستوى تتمركز في وسط المدينة.
وقال ناشط من مركز دمشق الاعلامي وهو جماعة مراقبة معارضة "بانتشارهم في جوبر يصبح مقاتلو المعارضة على مسافة قريبة في دمشق لكن السؤال هو ما اذا كانوا سيستطيعون الاحتفاظ بهذا الوضع."
والى الجنوب الغربي قرب الطريق السريع الرئيسي الى الأردن أفادت تقارير بوقوع قصف كثيف لضاحية داريا حيث تقدم الجيش في الايام القليلة الماضية بعد أن سيطر عليها مقاتلو المعارضة لشهرين.
وقال ابو حمزة عضو المجلس المحلي الذي يدير شؤون داريا منذ سيطرت عليها المعارضة إن المقاتلين مازالوا مسيطرين على جنوب المنطقة قرب الطريق السريع الرئيسي المؤدي الى الاردن.
وأضاف أنه يجري قصف داريا بالقنابل العنقودية والقنابل الفراغية والصواريخ وأن المستشفى الميداني يستقبل مصابين بحالات اختناق.
ومضى يقول إن القتال عنيف على مشارف البلدة وفي المنطقة التي استطاعت قوات النظام التوغل فيها.
وتقع داريا في المعضمية وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية تقطنها الطبقة العاملة وهي واحدة من عدة أحياء سنية على مشارف العاصمة تصدرت الانتفاضة السورية.
وتقصف قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة تحت قيادة ماهر شقيق بشار الاسد مناطق وضواحي سنية من العاصمة وذلك من جبل قاسيون في وسط المدينة ومن التلال المحيطة وايضا من مطار المزة العسكري الذي يقع قرب الطريق السريع الى بيروت غربا.
وتستهدف استراتيجية مقاتلي المعارضة فيما يبدو قطع خطوط إمداد القوات التي تمر عبر الطريق الدائري وضاحية عدرا الى الشمال الشرقي.
ولايزال الجيش وقوات الأمن متمركزين في قواعد اشبه بالحصون في دمشق وعواصم المحافظات حيث حال تفوقهما العسكري دون سيطرة مقاتلي المعارضة على المدن الرئيسية.