استمرار القتال في سوريا مع لقاء الغرب والمعارضة

تاريخ النشر: 01 أبريل 2012 - 06:16 GMT
تظاهرة في حمص/ارشيف
تظاهرة في حمص/ارشيف

يلتقي سوريون يحاولون الاطاحة بالرئيس بشار الاسد مع انصارهم الغربيين يوم الاحد في الوقت الذي استمر فيه القتال على الرغم من اعلان الحكومة السورية ان الثورة التي بدأت قبل عام انتهت.

ومازالت المعارضة منقسمة ولم تقبل رسميا بعد خطة سلام توسط فيها كوفي انان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص.

وتعد احتمالات حدوث تدخل عسكري بقيادة الغرب شبه معدومة على الرغم من تجديد الامير سعود الفيصل وزير خارجية السعودية دعواته يوم السبت لتسليح المعارضة السورية واصفا ذلك بانه"واجب."

وقال الاسد انه يقبل بخطة انان ولكن يتعين ابقاء قوات الامن في المدن للحفاظ على الامن. وأعلنت وزارة الخارجية السورية ان الانتفاضة سحقت.

معارضون سوريون: سنوقف اطلاق النار اذا انسحبت الدبابات والمدفعية

وقال متحدث باسم قيادة الجيش السوري الحر داخل سوريا السبت ان المعارضين السوريين مستعدون لوقف القتال في اللحظة التي يسحب فيها الجيش السوري دباباته ومدفعيته وأسلحته الثقيلة من معاقل المعارضة.

ويقول المعارضون المشاركون في انتفاضة عمرها عام ضد الرئيس السوري بشار الأسد انهم لا يزالوا متشككين في أن الحكومة السورية ستلتزم بأي وقف لإطلاق النار ذي مغزى.

ولكن البيان الصادر عن المقدم قاسم سعد الدين هو المرة الأولى التي يشير فيها قائد عسكري للمعارضة السورية إلى استعداد للمضي قدما في خطة لوقف إطلاق النار اقترحها كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية.

وقال سعد الدين لرويترز بالهاتف من حمص إنه لا يمكنهم قبول وجود دبابات وجنود داخل عربات مدرعة بين الناس وانهم ليس لديهم مشكلة في وقف إطلاق النار وبمجرد ان يسحب الجيش السوري مدرعاته فان الجيش السوري الحر لن يطلق رصاصة واحدة.

وكانت حمص هي مركز المعارضة المسلحة ضد الأسد. ولم يتضح قدر السلطة التي يتمتع بها سعد الدين الذي وصف بأنه متحدث باسم قيادة الجيش السوري الحر داخل سوريا على الوحدات العسكرية للمعارضة. والتسلسل القيادي للجيش السوري الحر ضعيف ويغلب عليه الطابع المحلي. ولم يتسن الاتصال باللواء مصطفي الشيخ ولا المقدم رائد الأسعد وهما أكبر قيادي الجيش السوري الحر للتعليق.

وقال ضابط منشق في دمشق إنه متفق من حيث المبدأ مع وجهة نظر سعد الدين بخصوص رد المعارضة على خطة وقف إطلاق النار.

وقال الضابط وهو ضابط في كتيبة سيف الحق إنهم لا يعتقدون حقيقة أن هذه الخطة ستنفذ ولكن في حالة ما إذا كان الأسد سيظهر فعليا حسن نواياه بإنهاء الحصار المشدد للمواقع الساخنة بالدبابات والقصف فإن قادتهم يمكنهم إصدار الأمر بوقف العمليات وانهم سيلتزمون به لاظهار حسن النوايا.

وقال سعد الدين إن مقاتلي المعارضة محبطون لأن المجتمع الدولي لم يجبر الأسد على التنحي ولكنه أضاف أن استعداد المعارضة قبول خطة وقف إطلاق النار التي تدعمها الأمم المتحدة لا يعني أنهم تخلوا عن إنهاء حكم الأسد.

ومضى يقول إنه عندما ينسحب الجيش من المدن فإن المعارضين سيعودون لنشاطهم العادي ويجب على العالم أن يعرف أن الاحتجاجات السلمية ستعود. فالنظم تزول في نهاية المطاف ولكن الشعوب تبقى.وأفاد ناشطون من المعارضة بمقتل 25 شخصا يوم السبت في قصف وغارات على مناطق المعارضة.

وقتل مطرب معارض في كفر روما عندما تمت مداهمة منزله. وقتل شاب وشقيقته بالرصاص عندما اقتحمت القوات الحكومية قريتهما وتوفي رجل متأثرا بجرح ناتج عن طلق ناري اصيب به اثناء احتجاج في دمشق.

وفي كلمة تلفزيونية عشية اجتماع"اصدقاء سوريا" في اسطنبول أبدى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تشاؤما بشأن فرص امتثال الاسد لخطة السلام.

وقال اردوغان"نريد وقف الهجمات على المدنيين وتلبيه المطالب المشروعة للشعب السوري. وللاسف تصرفات نظام الاسد لا تدع اي مجال للامل."

ويضم المؤتمر معارضي الاسد ووزراء خارجية الدول الغربية المتحالفة ومن بينهم وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون.

وينص اقتراح انان لإنهاء ما بدأ في اذار/ مارس 2011 كاحتجاجات سلمية ضد حكم الاسد على ضرورة ان يوقف الجيش اعمال العنف فورا وان يكون الباديء في سحب قواته. ولم يدع الاقتراح الاسد الى التنحي مثلما تطالب المعارضة وانصارها الغربيون والعرب.

وحثت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الخليج انان على تحديد جدول زمني "للخطوات المقبلة" اذا لم يتم وقف اطلاق النار مثلما تشترط خطته.

وذكر بيان ان وزراء خارجية دول الخليج ووزيرة خارجية الولايات المتحدة "يحثون المبعوث المشترك على تحديد جدول زمني للخطوات المقبلة اذا استمر القتل في ظل الحاجة الملحة لمهمة المبعوث المشترك."

وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض ان المجلس يتوقع عملا فوريا وقرارات جريئة لانهاء تلك الجرائم التي ترتكب يوميا ضد الشعب السوري.

واضاف ان اصدقاء سوريا والمجلس الوطني السوري مستعدون لانقاذ الشعب السوري من ابادة حقيقية.

والتقى غليون مع اردوغان ودبلوماسيين كبار في اسطنبول يوم السبت. وقال انهم لا يتوقعون ان ينفذ نظام الاسد اي بند في خطة انان وان المجتمع الدولي سيضطر للجوء لمجلس الامن الدولي قريبا جدا ربما بعد ايام.

ومن المتوقع ان يسعى المؤتمر الى الحصول على موافقة واشحة للخطة من المجلس الوطني السوري المعارض ويطالب بان يأمر الاسد بوقف اطلاق للنار فورا وتوفير فرصة لمدة ساعتين لتوصيل المساعدات الانسانية.

ومن غير المتوقع ان يعترف المؤتمر بالمجلس الوطني السوري بوصفه الحكومة السورية الشرعية الوحيدة او ان يدعم تسليح المعارضين على الرغم من قول غليون انه يأمل بدعم الجيش السوري الحر.

وقال دبلوماسيون انه اذا لم يلتزم الاسد بكلمته فسيتعين على انان تحديد ما اذا كان سيبلغ الامم المتحدة بانه اخفق في احلال السلام من خلال "عملية يقودها السوريون."

وسيطلع انان مجلس الامن يوم الاثنين بشأن ما اذا كان يتوقع احراز اي تقدم في تنفيذ خطته المؤلفة من ست نقاط.

وقد تتضمن الخطوات المقبلة عودة الى مجلس الامن الدولي لاصدار قرار ملزم مع زيادة الضغوط على روسيا والصين حليفتي الاسد اللتين وافقتا على مهمة عنان لكي تتخذان موقفا صارما مع دمشق.

وحذرت روسيا من ان تحديد ما اذا كان الاسد يحافظ على كلمته لا يعود الى "من يطلقون على انفسهم أصدقاء سوريا."

وصرح دبلوماسيون غربيون بان ادارة حفظ السلام بالامم المتحدة سترسل فريقا الى دمشق قريبا لبدء تخطيط طاريء لبعثة مراقبين محتملة لمراقبة اي وقف لاطلاق النار في نهاية الامر.

وقال المبعوثون ان الفكرة هي ارسال بعثة مراقبين تضم ما يتراوح بين 200 و250 مراقبا سيتم استعارتهم من بعثات الامم المتحدة الاخرى الموجودة بالفعل في الشرق الاوسط وافريقيا.

ولم يكن لدى متحدث باسم ادارة عمليات حفظ السلام بالامم المتحدة تعليق فوري.

وتقول الامم المتحدة ان قوات الاسلد قتلت اكثر من تسعة الاف شخص خلال الثورة في حين تقول دمشق انها فقدت نحو ثلاثة الاف من افراد قوات الامن.

وعلى الرغم من استمرار العنف تزعم دمشق ان لها اليد العليا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي للتلفزيون السوري في ساعة متأخرة من مساء الجمعة "معركة اسقاط الدولة في سوريا انتهت."

واضاف ان انان اعترف بحق الحكومة في الرد على العنف المسلح خلال مرحلة وقف اطلاق النار من خطة السلام.

وقال المقدم قاسم سعد الدين وهو متحدث باسم المعارضين لرويترز بالتليفون من حمص انه لا توجد لديهم مشكلة في وقف اطلاق النار . واضاف انه فور ان يزيلوا مركباتهم المدرعة لن يطلق الجيش السوري الحر رصاصة واحدة.