قال سكان العاصمة السورية دمشق وتلفزيون الدولة إن قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد اشتبكت مع مقاتلي المعارضة في قلب العاصمة قرب البنك المركزي يوم السبت.
وقالت احدى السكان طالبة عدم نشر اسمها خشية اعتقالها أن انفجارا وقع وتلته الاشتباكات.
واستطردت "كان الانفجار مدويا. كانت هناك اشتباكات خلال النصف ساعة المنصرمة في شارع باكستان. أنا قريبة جدا. هل بامكانك سماع ذلك؟" مشيرة إلى صوت مدو.
وأذاع تلفزيون الدولة ان "ارهابيين" وهي الكلمة التي يستخدمها لوصف مقاتلي المعارضة فجروا قنبلة في المرجة وهي منطقة قريبة من البنك المركزي.
وأضاف أن المقاتلين اطلقوا النار بشكل عشوائي لبث الفزع بين المواطنين وان السلطات تلاحق "المجموعات الارهابية".
ولم يشهد وسط دمشق إلى حد كبير اشتباكات خلال الانتفاضة ضد حكم الاسد التي اندلعت قبل 17 شهرا.
على صعيد متصل قال ناشطون بالمعارضة ان ما لا يقل عن 11 شخصا قتلوا في قتال عنيف اندلع في إحدى ضواحي دمشق يوم السبت عندما شنت القوات السورية هجوما بالمدرعات في محاولة للسيطرة على المنطقة من مقاتلي المعارضة.
وقال ناشطان في ضاحية التل بالهاتف انه بعد ثلاثة ايام من قصف عنيف للجيش بالمدفعية وطائرات الهليكوبتر تقدمت دبابات وناقلات جند مدرعة الي الضاحية التي يقطنها السنة والواقعة على المشارف الشمالية لدمشق لكن مقاتلي المعارضة تمكنوا من صدهم
في الاثناء قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يوم السبت إن الولايات المتحدة وتركيا تدرسان كل الخيارات اللازمة لمساعدة قوات المعارضة السورية التي تقاتل من اجل الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد بما في ذلك اقامة منطقة حظر جوي مع احتدام الصراع هناك.
واضافت كلينتون للصحفيين بعد اجتماعها مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو انه ينبغي لانقرة وواشنطن الدخول في تفاصيل خطط دعم المعارضة والتوصل إلى سبيل لوقف العنف.
واشتبكت القوات السورية والقوات الاردنية على الحدود خلال الليل في حادث سلط الضوء على المخاوف الدولية من ان الحرب الاهلية في سوريا قد تشعل حربا اقليمية اوسع. كما اكدت الاشتباكات على الحاجة الماسة للتخطيط لمرحلة ما بعد سقوط الاسد.
وقالت كلينتون "أجهزة مخابراتنا وجيشانا أمامهم مسؤوليات مهمة وأدوار عليهم القيام بها ومن ثم سنشكل مجموعة عمل لتحقيق هذا الأمر."
وسئلت ان كانت مثل هذه المناقشات تشمل خيارات مثل فرض حظر للطيران في اجواء الاراضي التي يعلن المعارضون السوريون السيطرة عليها فاوضحت كلينتون ان ذلك يمثل خيارا ممكنا.
وقالت كلينتون "القضايا التي اثرتموها في سؤالكم هي بالتحديد التي اتفقت انا والوزير انها بحاجة لتحليل عميق" لكنها اوضحت انه ليس بالضرورة ان تكون هناك قرارات وشيكة في هذا الصدد.
وكان فرض مناطق حظر جوي من قبل القوى الاجنبية حاسما في مساعدة المعارضة الليبية للاطاحة بمعمر القذافي العام الماضي. لكن الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين كانوا يرفضون حتى وقت قريب القيام بدور عسكري في الصراع الذي مضى عليه 17 شهرا.
ويعتقد ان المعارضة تحصل على الاسلحة من السعودية وقطر لكنها تحصل على مساعدة غير عسكرية من الولايات المتحدة.
وقال داود اوغلو في رده على سؤال مماثل ان الوقت قد حان كي تتخذ القوى الخارجية خطوات حاسمة لحل الازمة الانسانية في مدن مثل حلب التي تتعرض لقصف يومي من جانب قوات الحكومة السورية
الى ذلك قال رئيس المخابرات الالمانية ان حكومة الرئيس السوري بشار الاسد في مرحلتها الاخيرة على ما يبدو لان جيشها ينضب جراء الخسائر البشرية والفارين من الخدمة او الذين انشقوا وانضموا للمعارضة.
وقال جيرهارد شيندلر رئيس جهاز المخابرات الاتحادي ان جيش الاسد الذي كان يبلغ قوامه يوما ما 320 الف جندي فقد نحو 50 الفا منذ بدء الانتفاضة قبل 17 شهرا.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة دي فيلت نشرت يوم السبت ان وحدات اصغر واكثر مرونة للمعارضة تضعف قوة الجيش بأساليب حرب العصابات.
وتابع "هناك دلائل كثيرة على ان لعبة النهاية بالنسبة للنظام قد بدأت."
وأضاف أن خسائر الجيش "تشمل المصابين والفارين وما بين نحو الفين وثلاثة الاف انشقوا وانضموا للمعارضة العسكرية المسلحة... تآكل الجيش مستمر."
وفي حين تراخت قبضة الاسد على البلاد مع اكتساب الانتفاضة قوة دافعة تمتلك قواته ميزة القوة النيرانية الطاغية على المعارضين خفيفي التسليح. غير ان شيندلر قال ان وحدات المعارضة الصغيرة تعوض ذلك باستخدام السرعة والمناورة للضرب بسرعة في كمائن. واضاف "بسبب حجمهم الصغير فإنهم ليسوا هدفا جيدا لجيش الاسد. الجيش النظامي يواجه بمجموعة من المقاتلين المرنين. انهم يقصمون ظهر الجيش." ويقاتل الاسد لسحق انتفاضة تهدف الى انهاء حكم اسرته المستمر منذ اربعة عقود في سوريا.