الائتلاف يرفض استقالة الخطيب والمعارضة تسيطر على مناطق واسعة جنوب سوريا

تاريخ النشر: 24 مارس 2013 - 07:04 GMT
مقاتلون من الجيش الحر في شارع سيد مقداد في دمشق
مقاتلون من الجيش الحر في شارع سيد مقداد في دمشق

رفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية استقالة رئيسه احمد معاذ الخطيب التي اعلنها في وقت سابق الاحد، فيما سيطر مقاتلو المعارضة على مناطق واسعة في جنوب البلاد تمتد على مسافة 25 كيلومترا بين الحدود الاردنية واراضي الجولان.

وجاء في بيان ان "المكتب الرئاسي في الائتلاف لم يقبل استقالة السيد معاذ الخطيب، وطلب من الهيئة العامة التقرير في هذا الشأن"، مضيفا ان اعضاء الهيئة "لم يقبلوا الاستقالة كذلك، وهم يطلبون من السيد الخطيب العودة الى عمله كرئيس للائتلاف".

وختم البيان "وبالتالي، سيستمر السيد الخطيب في ادارة الائتلاف في هذه المرحلة بحسب اتفاق اعضاء الهيئة العامة".

وقال متحدث باسم الائتلاف انه من غير الواضح ما اذا كان الخطيب سيعود الى ممارسة مهماته ام لا.

وقال سونير احمد طالب في اتصال هاتفي "علينا ان ننتظر لنرى ما اذا كان سيقبل العودة الى قيادة الائتلاف".

وكان الخطيب قال الاحد على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل "كنت قد وعدت ابناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله انني سأستقيل ان وصلت الامور الى بعض الخطوط الحمراء، وانني ابر بوعدي اليوم واعلن استقالتي من الائتلاف الوطني، كي استطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية".

وانتقد الخطيب الدول الداعمة للمعارضة، معتبرا ان "كل ما جرى للشعب السوري من تدمير في بنيته التحتية، واعتقال عشرات الألوف من أبنائه، وتهجير مئات الألوف، والمآسي الأخرى ليس كافيا كي يتخذ قرار دولي بالسماح للشعب ان يدافع عن نفسه".

وتأتي الاستقالة في اعقاب انتخاب المعارض غسان هيتو الثلاثاء في اسطنبول، رئيسا لحكومة الائتلاف التي ستتولى ادارة المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، في خطوة تلاها تعليق عدد من المعارضين البارزين عضويتهم في الائتلاف.

وقال مصدر سوري معارض لوكالة فرانس برس في الدوحة ان "الخطيب لا يريد ان يشكل غطاء لسياسات دول تتدخل في شؤون المعارضة وخاصة قطر"، مضيفا الى ان لديه "مآخذ على انتخاب هيتو القريب من الاخوان".

وانتخب هيتو باصوات 35 من اعضاء الائتلاف البالغ عددهم حوالى 50 عضوا، بعد نحو 14 ساعة من المشاورات. وخرج عدد من اعضاء الائتلاف قبل التصويت على انتخابه.

ميدانيا، سيطر مقاتلو المعارضة السورية على مناطق واسعة في جنوب البلاد تمتد على مسافة 25 كيلومترا بين الحدود الاردنية واراضي الجولان السوري الذي تحتل اسرائيل اجزاء واسعة منه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وبعد ظهر الاحد قتل عشرة اشخاص بينهم اربعة اطفال في غارة جوية على بلدة في ريف حلب (شمال)، بينما سقطتت قذائف هاون على محيط مبنى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون الرسمية ووزارة التعليم العالي في دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وافاد المرصد في بريد الكتروني ان "مقاتلين من لواء شهداء اليرموك وجبهة النصرة ولواء المعتز بالله وكتائب اخرى، سيطروا على حاجز الري العسكري" الواقع شرق بلدة سحم الجولان في الريف الغربي لمحافظة درعا (جنوب)، اثر انسحاب القوات النظامية منه.

واوضح المرصد انه بذلك "تكون المنطقة الواقعة بين بلدتي المزيريب (قرب الحدود الاردنية) وعابدين (في الجولان السوري) والممتدة لمسافة 25 كلم خارج سيطرة النظام".

وكان مقاتلو المعارضة سيطروا في الايام الماضية على عدد من الحواجز العسكرية في المنطقة، بينها العلان ومساكن جلين ونادي الضباط وسحم الجولان "إثر اشتباكات عنيفة وحصار استمر لايام"، بحسب المرصد.

وتقع هذه المناطق خارج المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الجزء السوري من هضبة الجولان، والاجزاء التي تحتلها اسرائيل منذ حرب العام 1967.

وكان مقاتلو المعارضة حققوا السبت تقدما في المناطق الجنوبية، بسيطرتهم على مقر قيادة لواء للدفاع الجوي في محافظة درعا بعد معارك لاكثر من اسبوعين، بحسب المرصد.

وكان مصدر امني سوري قال الاسبوع الماضي لوكالة فرانس برس ان سلطات بلاده تشتبه في سماح الاردن بتسلل مقاتلين اسلاميين وتهريب اسلحة الى جنوب سوريا، واضعا الامر في اطار "تغيير في الموقف، لان الاردن حتى اليوم كان يضبط حدوده بشكل جيد لمنع مرور ارهابيين واسلحة" الى الداخل السوري.

في شمال البلاد، افاد المرصد بعد ظهر الاحد عن "استشهاد عشرة مواطنين بينهم سيدة واربعة اطفال دون سن السادسة عشرة جراء القصف بالطيران الحربي الذي تعرضت له بلدة اخترين في ريف حلب اليوم".

واظهر شريط فيديو التقطه ناشطون وبثه المرصد على موقع "يوتيوب" جمعا من الاشخاص يهرعون نحو منطقة اصابها الدمار وتتصاعد منها اعمدة الدخان. ويسمع احد الاشخاص وهو يصرخ "يا شباب ساعدونا بدنا نشيلهم"، في اشارة الى ضحايا تحت الانقاض.

كما افاد المرصد عن اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في محيط ثكنة هنانو في غرب حلب.

في دمشق، افاد المرصد عن سقوط "قذائف عدة على مرآب مبنى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون وخلف مبنى وزارة التعليم العالي" في غرب دمشق بالقرب من ساحة الامويين.

من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان "ارهابيين اطلقوا قذائف هاون على حي زقاق الصخر السكني في مزارع كيوان ومحيط وزارة التعليم العالي في دمشق، ما اسفر عن اصابة عشرة مواطنين بجروح واضرار مادية".

واشار التلفزيون الرسمي الى ان سقوط القذائف "اعتداء جديد على الاعلام السوري".

في محيط العاصمة، افاد المرصد عن مقتل "ثمانية اشخاص على الاقل وسقط عدد من الجرحى بعضهم بحالة خطرة اثر القصف العنيف الذي استهدف مكان تواجدهم في بلدة كفربطنا" في ريف دمشق.

وادت اعمال العنف في مناطق مختلفة الاحد الى مقتل 95 شخصا في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يتعمد للحصول على معلوماته، على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل انحاء سوريا.