هنات الامارات ايران بعد توصلها لاتفاق نووي مع العالمية، وبالمقابل نددت السعودية بالاتفاق معتبرة انه سيجعل المنطقة اشد خطورة، وكذلك فعلت اسرائيل، فيما يعتزم الرئيس الاميركي مهاتفة رئيس الوزراء الاسرائيلي والعاهل السعودي للحديث معهما بشأن الاتفاق.
وقالت وكالة أنباء الإمارات إن رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بعث برقية تهنئة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الثلاثاء بعد توصل طهران لاتفاق نووي مع القوى العالمية الست.
والبرقية هي أول تعليق رسمي من دول الخليج العربية على الاتفاق الذي تبدي كثير منها سرا خشيتها من أن يشجع إيران على دعم خصوم هذه الدول في منطقة الشرق الأوسط بشكل أقوى.
وفي الرياض، قال مسؤول سعودي يوم الثلاثاء إن اتفاق إيران النووي مع القوى الدولية سيكون يوما سعيدا للمنطقة إذا منع طهران من امتلاك ترسانة نووية لكنه سيكون سيئا إذا سمح لطهران بأن تعيث في المنطقة فسادا.
وأضاف المسؤول لرويترز إن إيران زعزعت استقرار المنطقة كلها بأنشطتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وتابع أنه إذا منح الاتفاق تنازلات لإيران فإن المنطقة ستصبح أكثر خطورة.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء إن إسرائيل لن تكون ملزمة بالاتفاق النووي بين القوى العالمية وإيران وإنها ستدافع عن نفسها.
وشدد في تصريحات أمام كاميرات التلفزيون على خيبة أمل إسرائيل بشأن الاتفاق الذي وصفه بأنه "خطأ صادم.. تاريخي".
وأضاف "إسرائيل ليست ملزمة بهذا الاتفاق مع إيران لأن إيران مستمرة في السعي لتدميرنا. وسندافع عن أنفسنا على الدوام."
وقال مسؤولون أمريكيون للصحفيين يوم الثلاثاء إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعتزم الاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والعاهل السعودي الملك سلمان وحلفاء اوروبيين للحديث عن الاتفاق النووي مع إيران.
وأضافوا في اتصال أن أوباما أبلغ زعماء الكونجرس الأمريكي بشأن الاتفاق ليل الاثنين ويعتزم إجراء المزيد من التواصل مع المشرعين هذا الأسبوع.
وقال مسؤول إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحدث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف يوم الثلاثاء وحث طهران على إطلاق سراح أمريكيين محتجزين في إيران.
وأشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالاتفاق بوصفه خطوة نحو عالم "أكثر تفاؤلا" بينما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الاتفاق يثبت أن "الحوار البناء يؤتي ثماره" لكن اسرائيل توعدت ببذل كل ما بوسعها لقتل الاتفاق الذي وصفته بانه "استسلام تاريخي".
وسيطرح الاتفاق الآن للنقاش في الكونجرس الأمريكي لكن أوباما قال إنه سيستخدم حق النقض ضد أي تحرك لرفضه.
وقال أوباما "هذا الاتفاق يوفر فرصة للتحرك في اتجاه جديد. ينبغي أن نستغلها."
ويقضي الاتفاق برفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة على إيران مقابل موافقتها على فرض قيود طويلة المدى على برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب بأنه يهدف إلى صنع قنبلة ذرية.
ويمثل الاتفاق نجاحا سياسيا كبيرا لكل من أوباما الذي سبق ووعد بمد يده لأعداء تاريخيين وروحاني الذي انتخب قبل عامين بوعد بتقليص العزلة الدولية المفروضة على بلاده التي يسكنها قرابة 80 مليون نسمة.
لكن الزعيمين يواجهان شكوكا من متعصبين أقوياء في الداخل بعد عقود من العداوة بين البلدين حيث أطلقت ايران على امريكا اسم "الشيطان الأكبر" بينما وصفت واشنطن ايران بانها عضو "في محور الشر".
وسارع روحاني بتقديم الاتفاق على أنه خطوة على الطريق نحو هدف أشمل وهو التعاون الدولي. وقال "مع حل هذه الأزمة التي لا ضرورة لها تظهر أفاق جديدة مع التركيز على التحديات المشتركة."
وبالنسبة لأوباما فإن المساعي الدبلوماسية مع إيران التي بدأت في السر قبل أكثر من عامين تقف على نفس مستوى مساعيه لتطبيع العلاقات مع كوبا باعتبارها خطوات تاريخية في ميراث يقوم على المصالحة مع الأعداء وشكل تحديا لمن سبقه على مدى عقود.
وقال أوباما في خطاب بثه التلفزيون "التاريخ يظهر أن على أمريكا أن تقود ليس فقط بقوتها لكن بمبادئها.. إعلان اليوم يمثل فصلا آخر في مساعينا نحو عالم أكثر أمنا وأكثر تعاونا وأكثر تفاؤلا."
وبينما كانت المفاوضات الرئيسية بين الولايات المتحدة وإيران فقد شاركت فيها أيضا الدول الأربع الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا بالإضافة إلى ألمانيا.
واستمرت المفاوضات الأخيرة في فيينا قرابة ثلاثة أسابيع جرت خلالها محادثات مكثفة بين وزير الخارجية الامريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
ولم يكن هذا ليخطر على بال بالنسبة لبلدين سادت بينهما عداوة مريرة منذ عام 1979 عندما اقتحم ثوار إيرانيون السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا 52 أمريكيا هناك لمدة 444 يوما.
*فصل جديد من الأمل"
قال ظريف الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وأقام علاقات ودودة مع كيري خلال مؤتمر صحفي "أعتقد أن هذه لحظة تاريخية... اليوم كان يمكن أن يكون نهاية الأمل في هذه القضية لكننا اليوم نبدأ فصلا جديدا من الأمل. دعونا نبني على ذلك."
وقال كيري "هذا هو الاتفاق الجيد الذي كنا نسعى لإبرامه".
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني إن الاتفاق "يفتح الطريق لفصل جديد من العلاقات الدولية ويظهر أن الدبلوماسية والتنسيق والتعاون قد تتغلب على عقود من التوتر والمواجهات."
وتابعت قولها "أعتقد أن هذا مؤشر على الأمل للعالم بأكمله."
وكانت كراهية الولايات المتحدة هي السمة الواضحة للنظام الحاكم في إيران. وتجلت مظاهر هذه الكراهية الأسبوع الماضي خلال صلاة آخر جمعة في شهر رمضان عندما هتفت الحشود "الموت لإسرائيل" "الموت لأمريكا".
ومد أوباما يده إلى الإيرانيين خلال خطاب في عام 2009 بعد أسابيع فقط من توليه الرئاسة وعرض عليهم "بداية جديدة". لكنه أعقب ذلك بتشديد للعقوبات المالية التي ساهمت إلى جانب عقوبات الاتحاد الأوروبي في فرض صعوبات اقتصادية شديدة على الإيرانيين منذ عام 2012.
وتنفي إيران أنها تسعى لتطوير سلاح نووي وتصر على أن لها الحق في استخدام التقنية النووية لأغراض سلمية. ولم يستبعد أوباما قط اللجوء للقوة العسكرية إذا فشلت المفاوضات وقال يوم الثلاثاء إن رؤساء الولايات المتحدة في المستقبل سيكون أمامهم هذا الخيار إذا انسحبت إيران من الاتفاق.
وقالت فرنسا إن الاتفاق يضمن أن تكون المدة التي تحتاجها إيران لتصنيع قنبلة نووية إذا انسحبت من الاتفاق لا تقل عن عام طوال العقد المقبل. وكان هذا هو الهدف الرئيسي للمفاوضين الغربيين الذين كانوا يريدون ضمان أن يكون هناك وقت كاف للتحرك إذا انهار الاتفاق.
*عودة سريعة للعقوبات
قال أوباما إن إيران قبلت تطبيق آلية للعودة السريعة للعقوبات سيجري بموجبها إعادة فرض العقوبات إذا انتهكت الاتفاق. وسيبقى حظر السلاح الذي فرضته الأمم المتحدة قائما لمدة خمس سنوات بينما سيظل الحظر على شراء تقنية صواريخ قائما لمدة ثماني سنوات.
وإلى جانب الاتفاق أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة اتفاقا مع إيران لحل كل القضايا العالقة بحلول نهاية هذا العام. ويعتمد الاتفاق الرئيسي مع إيران على قدرة الوكالة على تفتيش المواقع النووية الإيرانية وعلى إجابة إيران على أسئلة بشأن أهداف عسكرية محتملة في أبحاث سابقة.
ويمثل احتمال وجود اتفاق يفيد إيران لعنة لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. فطهران لا تعترف بإسرائيل وتدعم أعداءها. وتعتقد الدول العربية السنية ولا سيما السعودية أن إيران الشيعية تدعم أعداءها في حروب سوريا واليمن وغيرها من المناطق.
وبينما لم تندد السعودية بالاتفاق مثلما فعلت إسرائيل فقد عبر مسؤولون سعوديون عن شكوكهم خلال أحاديث خاصة.
وقال مسؤول سعودي لرويترز مشترطا عدم نشر اسمه "تعلمنا من كوننا جيرانا لإيران على مدى الأعوام الأربعين الماضية أن النوايا الحسنة لم تؤد بنا سوى لحصاد المر."
لكن هناك سببا قويا كي تحسن الولايات المتحدة علاقاتها مع إيران فيما يواجه البلدان عدوا مشتركا هو تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق.
وبالنسبة لإيران فإن انتهاء العقوبات قد يحمل معه انتعاشا اقتصاديا سريعا برفع القيود التي قلصت صادرتها النفطية إلى النصف وأدت لانكماش اقتصادها بواقع 20 في المئة وفقا لتقديرات أمريكية.
وساعد احتمال إبرام اتفاق بالفعل على خفض أسعار النفط الدولية بسبب احتمال عودة الإمدادات الإيرانية للسوق.
وتراجعت أسعار النفط بأكثر من دولار يوم الثلاثاء بعد إبرام الاتفاق.