عمان – البوابة – وسام نصرالله
هاجم السفير السوري في العاصمة الأردنية عمان، مؤتمر "أصدقاء سورية" واصفا إياه بمؤتمر "أصدقاء إسرائيل"، مؤكدا أن سورية إتخذت قرارها بسحق الإرهابيين على أراضيها مهما كان الثمن.
وقال السفير الدكتور بهجت سليمان خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة ظهر الأربعاء: "إن سورية تواجه حربا كونية "صهيو-أطلسية" يقودها من يسمون أنفسهم ب"أصدقاء سورية" ضد الدولة الوطنية بشعبها وجيشها وقيادتها".
وأضاف سليمان بحضور حشد من وسائل الإعلام العربية والدولية "إن ماجرى ويجري في سورية، سببه الأول والأكبر من يسمون أنفسهم زورا وبهتانا بأصدقاء الشعب السوري، والعصابات الإرهابية وواجهاتها السياسية المأجورة".
والدول المشاركة في مؤتمر "أصدقاء سورية" الذي يعقد اليوم الأربعاء على الأراضي الأردنية هي ست دول أجنبية (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطاينا، ألمانيا، إيطاليا، تركيا) وخمس دول عربية (السعودية، مصر، الإمارات، قطر، الأردن).
وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، أعلن في وقت سابق أن استضافة بلاده لاجتماعات المجموعة الأساسية لـ"أصدقاء سورية" هي استعداد وتمهيد لاجتماع جنيف ـ 2.
وأشار سليمان إلى أنه رغم المحاولات المتلاحقة لقوى الشد العكسي، لإقحام الأردن في الحرب على سورية، وتصاعد النبرة الإعلامية والدبلوماسية، إلا أن منحنى الإنخراط العملاني في هذه الحرب توقف عن التصاعد، وبدأ بالهبوط والإنخفاض.
وبخصوص اللاجئين السوريين في الأردن قال سليمان: "خاطبنا وزارة الخارجية الأردنية بعشرات الكتب، التي تتحدث عن رغبة الكثير من السوريين العودة إلى بلادهم، لكننا مع الأسف لم نتلق أي رد أوتعاون بخصوص ذلك"، واصفا وضع النازحين السوريين داخل بلادهم، بأنه أفضل بأضعاف مضاعفة من الذين إختاروا مغادرة سورية إلى دول الجوار".
واعتبر السفير السوري روسيا وإيران والصين وباقي دول منظومة البريكس، والدول العربية والأجنبية المتفلتة من القيود الأميركية، يشكلون الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري.
ويرى سليمان أن مصير المنطقة بكاملها، يتوقف على مدى صمود الدولة الوطنية السورية، وقدرتها على إجهاض وتقويض مختلف الأشكال والصيغ التي أرادها ويوردها "أصدقاء سورية" المزيفون -على حد تعبيره-.
وأكد سليمان ثقته المطلقة بقدرة سورية على هزيمة المخطط الإستعماري في المنطقة، مشيرا إلى أن قادم الأيام والشهور سيحمل الكثير من الإنتصارات للدولة السورية.
ولم ينف السفير السوري قتال حزب الله في ريف القصير، مبررا ذلك بدفاع الحزب عن نفسه واللبنانيين الذين يمتدون جفرافيا وسكانيا مع البقاع اللبناني ويتواجدون بعشرات القرى الحدودية.
وقال سليمان "إن القوى الغربية وإسرائيل تحاول إستغلال حالة الفوضى القائمة في المنطقة العربية، لتمرير عملية تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي، واستجرار العرب للإلتحاق بالمركز الإسرائيلي والدوران في فلكه".
وبين سليمان أن من يريد إنهاء الماسأة في سورية، عليه أن يوقف تسليح وتدريب وتهريب العصابات الإرهابية المسلحة إلى سورية، وأن يتعاون مع الدولة الوطنية الشرعية، كما يفعل أصدقاء سورية الحقيقيون –على حد وصفه-.
وهاجم السفير السوري القيادة التركية، متحدثا عن الأطماع السلجوقية العثمانية الجديدة، لإعادة إستعمار المنطقة العربية، بخلافة إسلامية جديدة، قوامها "الإخوان المسلمين" وإعادة رسم خرائط جديدة، لكي ترتاح إسرائيل وتصبح "روما" الجديدة، في العالم العربي وماحوله -على حد تعبيره-.
وقال سليمان: "إن هناك حربا عالمية ثالثة، تخاض عبر البوابة السورية، وأن مخطط تصفية القضية الفلسطينية، يحاك عبر الحرب على سورية"، مضيفا "إن مستقبل العرب من محيطهم إلى خليجهم، تحدده الحرب المشتعلة عبر البوابة السورية".