خبر عاجل

الاردن يتهم "اتلانتك" بتحريف مقابلة الملك وغولدبيرغ يهدد بنشر التسجيلات

تاريخ النشر: 19 مارس 2013 - 05:18 GMT
الاردن: الصحفي اخرج المقابلة عن سياقها
الاردن: الصحفي اخرج المقابلة عن سياقها

قال الديوان الملكي الهاشمي أن المقال الذي نشرته مجلة (ذي أتلانتك) الأميركية، حول الملك عبدالله الثاني، احتوى العديد من المغالطات، وتم إخراج الأمور من سياقها الصحيح.

وقال المصدر أن المقال قد احتوى تحليلات عكست وجهة نظر الكاتب، ومعلومات نسبها إلى الملك بشكل غير دقيق وغير أمين.

وحمل المقال هجوما غير مسبوقا من العاهل الاردني على بعض قيادات العشائر الأردنية وجماعة الإخوان المسلمين وجهاز المخابرات العامة في البلاد ومن أبرز التصريحات الحادة التي نقلتها المجلة الأمريكية حسب الترجمة العربية، وصفه لبعض قادة العشائر بـ'الديناصورات القديمة'، وأن محاولاته في إحداث الإصلاح والتغيير لم تنجح، لأنهم يصوتون 'لمرشحي العشيرة فقط.' واكد الدوان الملكي "اعتزاز جلالة الملك بالأردنيين جميعا، وبجميع أجهزة الدولة ومؤسساتها، وبصدق انتمائهم، ووعيهم بالتحديات التي تواجه الوطن في الداخل والخارج".

ووفق المجلة فقد ﺗطرق اﻟﻣﻠك إﻟﻰ إخوته، ﺣﯾث ﻗﺎل إﻧﮭم "ﻻ ﯾدرﻛون اﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗﺟري، ﻓﮭم ﯾﺗﺻرﻓون ﻛﺄﻣراء، وﻟﻛن أﺑﻧﺎء ﻋﻣوﻣﺗﻲ أﻣراء أﻛﺛر ﻣن إﺧوﺗﻲ.ﻗﻠت ﻟﮭم : اﻟﺷﻌب ﻟن ﯾﺗﺣﻣل اﻻﻧﻐﻣﺎس ﻓﻲ اﻻﺳراف او اﻟﻔﺳﺎد"

واعتبر المصدر أن التوصيفات التي لجأ إليها الكاتب في مقاله قد تم إسقاطها بطريقة منافية للحقيقة والواقع، مؤكدا إيمان جلالة الملك بأن متانة وتماسك الجبهة الداخلية هو الأساس في المضي قدما في مسيرة البناء والتطوير، ومشيرا إلى أن جلالة الملك يقدر عاليا دور شيوخ ووجهاء وشباب عشائر الوطن في مدنه وقراه وبواديه ومخيماته في بناء الأردن والذود عن مكتسباته ومنجزاته.

وفيما يتعلق بما ورد في المقال حول العلاقات الأردنية مع قادة بعض الدول الشقيقة والصديقة، بين المصدر أن العلاقات الأردنية مع هذه الدول هي علاقات مميزة يسودها الاحترام والثقة المتبادلة، مؤكدا الحرص على تطويرها في جميع المجالات، من خلال التنسيق الدائم مع قادتها ورؤسائها، الذين يكن لهم جلالته كل الاحترام والتقدير.

وﺗطرق الملك ﺑﺻراﺣﺔ ﻏﯾر ﻣﺳﺑوﻗﺔ وﺑﺎﻧﺗﻘﺎدات ﻻذﻋﺔ إﻟﻰ رؤﺳﺎء دول، وإﻟﻰ عائلته واشقائه، وإﻟﻰ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻷردﻧﯾﺔ. اﻟﻣﻠك ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ وفق ما اوردته المجلة الاميركية ﻋن اﻟرﺋﯾس اﻟﻣﺻري ﻣﺣﻣد ﻣرﺳﻲ : "ﻟﯾس لديه اي ﻋﻣق"، ﻓﯾﻣﺎ ﻗﺎل ﻋن اﻟرﺋﯾس اﻟﺗرﻛﻲ رﺟب اردوﻏﺎن أنه "ﻣﺗﺳﻠط ﯾﻧظر ﻟﻠدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﮭﺎ رﺣﻠﺔ ﺑﺎص ﺗﻧﺗﮭﻲ ﺑﻣﺟرد وصوله اﻟﻰاﻟﻣﺣطﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ".

أﻣﺎ ﻋن ﺑﺷﺎر اﻻﺳد فوصفه بأنه "ﻗروي ﺳﺎذج ﻻ ﯾﻌرف ﻣﺎ ﻣﻌﻧﻰ اﺿطراب طﯾران اﻟرﺣﻼت اﻟطوﯾﻠﺔ"، ﻣﺷﯾراً إﻟﻰ أن اﻷﺳد سأله ﻓﻲ إﺣدى اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت ھو وﻣﻠك اﻟﻣﻐرب ﻋن ﻣﻌﻧﻰ اﺿطراب اﻟطﯾران ".

وﺗﺣدث اﻟﻣﻠك ﻋﺑدﷲ ﻋن نفسه ﺣﯾث ﻗﺎل إنه ﻗﺑل اﻟﺗﺗوﯾﺞ ﻛﺎن ﻣﺛل "ﻓورﺳت ﻏﺎﻣب" ﻓﻲ اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن والده ﯾﺣﻛم (ﻓورﯾﺳت ﻏﺎﻣب ﻓﯾﻠم ﻣﺷﮭور ﻟﺗوم ھﺎﻧﻛس). وﻗﺎل اﻟﻣﻠك ﻛذﻟك إن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺳﺗﻧﺗﮭﻲ ﺧﻼل ﺧﻣﺳﯾن ﻋﺎﻣﺎ.

جماعة الاخوان المسلمين

وقد اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن إنها فوجئت بالمقابلة الصحفية المنسوبة للملك والتي نشرتها مجلة اتلانتك الأمريكية ووسائل إعلام محلية وعربية وعالمية, حيث تم تناول عدة قضايا تتعلق بالوضع الداخلي, وبعلاقات الأردن مع بعض الدول العربية والإقليمية .

وأعربت الجماعة في بيان لها الثلاثاء، عن استهجانها لما ورد من توصيفات تتعلق بمكونات المجتمع الأردني أو تخصها في الخطاب المشار إليه, كما تستنكر أن يزج الأردن في خصومات وخلافات تسيء إلى علاقاته مع دول شقيقه وصديقه, حيث لا مصلحة للأردن بإضافة أزمات داخلية وخارجية جديدة إلى ما يعانيه منذ فترة طويلة, إذ لم يستطع النظام تقديم مقاربات ورؤى تخرج الأردن من هذه الأزمات وتعالج مشاكله العديدة.

وأكدت الجماعة على ضرورة إحداث إصلاحات دستورية وسياسية حقيقية وكافية, وأن الاستمرار في سياسة إشغال الرأي العام ومحاولة الالتفاف على المطالب الوطنية المحقة في الإصلاح والتي تنادي بها وتسعى من أجلها جماهير واسعة من شعبنا الأردني الكريم لن يزيد الأزمات إلا تفاقما والأوضاع تعقيدا ويدفع الواقع في طريق المجهول.

وأشار البيان إلى أن التوضيح الصادر عن الديوان الملكي لم يقدم تبريرا أو تفسيرا شافيا أو مقنعا لما ورد في هذا الخطاب.

غولدبيرغ: لدي التسجيلات

في المقابل قال الصحفي الامريكي جفري غولدبيرغ انه مشغول بتغطية زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى المنطقة ولم يستبعد تحميل المقاطع الصوتية للملك عبدالله الثاني لتؤكد ما كتبه.

وقال في مقابلة لموقع عمان نت الالكتروني انه سيفعل ذلك في حال استمر الديوان الملكي بالتشكيك بصحّة ما نقله وأضاف غولدبيرغ أن "جميع ما نقلته عن الملك اقتباسات حرفية من 3 مقابلات مسجلة بحضور كبار المسؤولين في الديوان الملكي". واشار الى ان الملك طلب 12 مرة وقف التسجيل ليتحدث باشياء خارج السياق وكنت افعل ما يطلب

وحسب غولدبيرغ فإن المقابلات كانت جاهزة قبل شهر من الآن "وخلال هذا الشهر كان يوجد تواصل بيننا وكان الديوان خلالها بموعد النشر ولم أتلق أي طلب بخصوص المقابلة إلا قبل أيام قليلة تلقيت إتصال من شخص في الديوان الملكي طلب مني عدم نشر معلومة معينة، لكني لم أستجب للطلب لأنه جاء بوقت متأخر".

الحديث غير مفاجئ

ورأى الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية، الدكتور محمد أبو رمان، أن التصريحات جاءت غير مفاجئة، وقد سبق وعبر عنها الملك في جلسات مغلقة مع سياسيين ونشطاء.

لكن أبو رمان، الذي شارك في عدة حلقات نقاشية حضرها ملك الأردن، اعتبر أن توقيت نشر التصريحات من شأنه أن يحدث حالة من ردود الفعل الحادة، بالتزامن مع استمرار إجراء مشاورات لتشكيل حكومة جديدة، ورفع وشيك لأسعار الكهرباء في البلاد.

وقال أبو رمان لموقع CNN بالعربية: 'لم أتفاجأ بالتصريحات، فهذه جملة آراء عبر الملك عنها أمام نخب سياسية، وموقفه من الإخوان سلبي ومعروف، وهو لا يقصد وصف الماسونية بحرفيتها، بل تعدد أجندة الإخوان السياسية، أما نقد المؤسسة الأمنية فتم الحديث عنه سابقاً.'

ورأى أبو رمان أن الملك 'أطلق النار' على أكثر من جهة، فيما اعتبر أن نقده للعشائر لم يكن معمماً، بل استهدف من وصفهم 'ببعض القيادات المحافظة'، وليس العشائر الأردنية بمجملها.

ويتوقع أبو رمان أن تزداد حدة الاحتقان في بعض الأوساط السياسية على ضوء التصريحات، قائلاً: 'هي المرة الأولى التي يصرح فيها الملك علناً، وسيخلق لديه خصوم، رغم أن هناك حديث إيجابي عن الملكية الدستورية، التي اقترب فيها إلى النزعة الحداثية.'

ورفض أبو رمان اعتبار التصريحات 'رسالة إلى الشارع الأردني'، كما يتداول البعض، مشيراً إلى أن اللقاء نشر باللغة الانجليزية في مجلة أمريكية، وأن حديثه ليس موجهاً للأردنيين.