اكد المرصد السوري لحقوق الانسان "قصف الطيران الاسرائيلي مركز قاعدة صواريخ لقوات حزب الله اللبناني التي تشارك بعمليات القلمون (السورية الحدودية مع لبنان)". وأشار المرصد إلى أن القصف تم "قرب قريتي جنتا (لبنان) ويحفوفا (سوريا) على الحدود".
وأضاف "لا يعرف اذا ما كانت المنطقة داخل الاراضي السورية او اللبنانية". وروى سكان في منطقة البقاع انهم سمعوا صوت تحليق كثيف للطيران الاسرائيلي على علو منخفض، قبل ان يسمعوا صوت انفجارين قويين. بدورها أفادت مصادر لقناة "العربية" بوقوع قتلى من حزب الله في الغارات .
وكشفت عن معلومات تفيد بأن القصف الإسرائيلي استهدف شاحنتين لحزب الله كانتا تتجهان إلى سوريا، مشيرة إلى معلومات أخرى غير رسمية بأن "هناك صواريخ باليستية كان حزب الله يسعى لإخراجها من سوريا في الليل، عندما تم القصف الإسرائيلي".
إلا أن المعلومات بقيت متضاربة بسبب المواقع الجغرافية المتداخلة إذ أفادت قناة الـ"MTV" عن أن القصف طال "منطقة بريتال وحور تعلا والنبي شيت والخضر وعلي النهري" لتعود وتقول بعد حين أن الغارات نفذت "على أهداف داخل الأراضي السورية".
وأكدت قناة الـ"OTV" حصول "غارات إسرائيلية على جنتا والنبي شيت وقرب بريتال" في البقاع. كذلك أكدت الوكالة "الوطنية للإعلام" شن غارتين "على جرود النبي شيت بالقرب من الحدود اللبنانية - السورية".
واكتفت قناة "المنار" التابعة للحزب بالقول "لم تؤكد المصادر الأمنية حصول أي غارة اسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية في السلسلة الشرقية".
من الجانب الإسرائيلي، لم تعلق الدولة العبرية على الغارات رسميا حتى ليل الإثنين – الثلاثاء في خطوة معتادة عند كل قصف إسرائيلي خصوصا منذ اندلاع الحرب في سوريا.
في الإعلام الإسرائيلي، اكتفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بالنقل عن وسائل الإعلام الدولية واللبنانية، التي زعمت وجود قتلى لحزب الله وكذلك فعلت صحيفة "جيروزاليم بوست" فيما التزمت الإذاعة الإسرائيلية الصمت.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقصف إسرائيل أهدافا في سوريا لحزب الله واشنطن, ففي الثالث من أيار عام 2013 افادت وسائل اعلام اميركية ان اسرائيل شنت غارة جوية على سوريا استهدفت شحنة اسلحة موجهة الى حزب الله.
وفي الخامس من آب من العام عينه قال مسؤولون أميركيون إن انفجارا غامضا وقع في مدينة اللاذقية الساحلية في سوريا الأسبوع ناجم عن نتيجة غارة جوية إسرائيلية استهدفت مرابض صواريخ روسية الصنع متطورة مضادة للسفن.
الاسد: صمود دمشق له قيمة كبيرة
على صعيد آخر قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن "صمود" العاصمة دمشق خلال الأزمة الحالية أدى إلى عدم سقوط البلاد برمتها، ورأى أن المدينة "تختلف عن بقية عواصم العالم" وأضاف أن حزب البعث بات أقوى بعد الانشقاقات التي لحقت به، والتي وصفها بـ"التنظيف الذاتي."
وقال الأسد، وهو الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الممسك بالسلطة في البلاد، إن العمل الحزبي في العاصمة "يتطلب فهم خصوصية دمشق بمخزونها الثقافي والمعرفي والحضاري،" مضيفا خلال لقاء مع قيادات الحزب في العاصمة أن المدينة "تختلف عن بقية عواصم العالم ولها خصوصية تنبع من كونها حافظة الإرث الإسلامي والمسيحي معا" على حد تعبيره.
واعتبر الرئيس السوري أن ما وصفه بـ"صمود دمشق خلال الأزمة التي تعيشها البلاد منذ ثلاث سنوات" كان له دور أساسي في "صمود سوريا" وفق تعبيره، كما اعتبر أن الانشقاقات ساهمة بتقوية الحزب قائلا: "الحزب بقي متماسكاً خلال الأزمة، وذلك قد يكون بسبب الحالة الصحية التي شهدها في هذه الفترة والتي تمثلت بعملية التنظيف الذاتي في بنيته من خلال خروج وفرار بعض المنتسبين إليه، وهذا التماسك ناتج عن كون الحزب مؤسسة منتجة للكفاءات."
ورأى الأسد أن حزب البعث يلعب دورا أساسيا في "المعركة فكرية" داخل البلاد، مشيرا إلى أن الأزمة الحالية "أفرزت بؤر التطرف وفي نفس الوقت أسقطت الإسلام السياسي" على حد قوله.
يشار إلى أن الدستور السوري كان قبل تعديله مؤخرا يشير إلى دور حزب البعث في قيادة البلاد، ورغم غياب النص في الدستور المعدل إلا أن الكثيرين يعتبرون ذلك أمرا شكليا، إذ مازال الحزب أداة أساسية من أدوات الدولة.
 
     
                   
   
   
   
   
   
  