الاسد سيدفع "الثمن غاليا" والحل تنحيه "طوعا او كرها"

تاريخ النشر: 24 فبراير 2012 - 07:14 GMT
كلينتون تصافح وزير الخارجية الاماراتي ويتوسطهما وزير الخارحية البريطاني
كلينتون تصافح وزير الخارجية الاماراتي ويتوسطهما وزير الخارحية البريطاني

 

حذرت وزيرة الخارجية الاميركية نظام الرئيس السوري بشار الاسد من أنه سيدفع "الثمن غاليا" اذا ما استمر في تجاهل المجموعة الدولية، بينما اكد نظيرها السعودي ان الحل الوحيد للازمة تنحيه ونقل السلطة "اما طوعا او كرها".
وقالت كلينتون في المؤتمر الدولي حول سوريا في العاصمة التونسية ان النظام السوري "سيدفع الثمن غاليا اذا ما استمر في تجاهل صوت المجموعة الدولية وانتهاك حقوق الانسان" للشعب السوري.
وبدأ مؤتمر اصدقاء الشعب السوري اعماله في تونس، بحضور اكثر من ستين دولة للسعي لايصال المساعدات الانسانية الى السكان واعادة احياء خطة الجامعة العربية، تمهيدا للانتقال السياسي في سوريا بمعارضة موحدة. لكن غياب روسيا والصين الداعمتين للرئيس بشار الاسد عن المؤتمر قد يعيق تحقيق ذلك.
ودعت وزيرة الخارجية الاميركية المجموعة الدولية في كلمتها الى ان "تناقش باهتمام" ما يمكنها القيام به "لزيادة الضغط" على سوريا.
واضافت كلينتون في المؤتمر "آن الاوان للجميع هنا ان يقرروا منع كبار مسؤولي النظام من السفر ... ويجمدوا ارصدتهم ويقاطعوا النفط السوري ويعلقوا اي استثمار جديد (في سوريا) ومناقشة اغلاق السفارات والقنصليات".
ومن جهته، اكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل امام المشاركين في المؤتمر ان الحل الوحيد للازمة هو نقل السلطة "اما طوعا او كرها"، مشبها نظام الرئيس بشار الاسد بسلطة احتلال.
وقال الفيصل "ان ما يحدث في سوريا مأساة خطيرة لا يمكن السكوت عنها أو التهاون بشأنها والنظام السوري فقد شرعيته وبات أشبه بسلطة احتلال فلم يعد بإمكانه التذرع بالسيادة والقانون الدولي لمنع المجتمع الدولي من حماية شعبه الذي يتعرض لمذابح يومية يندى لها الجبين ولم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة إما طوعا او كرها".
كما اعتبر الفيصل ان البيان الختامي الذي سيصدر عن المؤتمر "لا يرقى لحجم الماساة ولا يفي بما يتوجب علينا فعله في هذا الاجتماع".
واضاف ان "حصر التركيز على كيفية إيصال المساعدات الإنسانية لا يكفي وإلا كنا كمن يريد تسمين الفريسة قبل أن يستكمل الوحش الكاسر افتراسها. هل من الإنسانية أن نكتفي بتقديم الطعام والدواء والكساء للمدنيين ثم نتركهم إلى مصيرهم المحتوم في مواجهة آلة عسكرية لا ترحم".
وخلص الفيصل الى القول ان "بلادي ستكون في طليعة أي جهد دولي يحقق الغرض المطلوب ولكن لا يمكن لبلادي أن تشارك في أي عمل لا يؤدي إلى حماية الشعب السوري النبيل بشكل سريع وفعال".
وقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في كلمته في المؤتمر ان "الظرف الحالي يفرض ضرورة (تشكيل) قوة عربية لحفظ السلم والامن ترافق المجهودات الدبلوماسية لاقناع الرئيس السوري بالتخلي عن الحكم".
ودعا المعارضة السورية "الى التوحد وتضع في اولوياتها وحدة الشعب السوري".
واقترح الرئيس التونسي ان يتم اطلاق تسمية "عملية عبد القادر" نسبة الى الامير عبد القادر الجزائري الذي لعب دورا مهما في ايقاف الحرب الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في الشام في القرن التاسع عشر.
وعبر المرزوقي عن رفضه للتدخل العسكري واعتبره "خطأ جسيما تصر تونس على التخلي عنه والبحث عن (..) الحل السياسي (الذي) لا نراه الا في النموذج اليمني".
ومن جهته، قال وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني انه ينبغي تشكيل قوة عربية لفرض السلام في سوريا والسماح بدخول المساعدات.
وأضاف في كلمة أمام المؤتمرانه ينبغي تشكيل قوة عربية وفتح ممرات انسانية لتوفير الامن للشعب السوري.
ومن جانبه، دعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي مجلس الامن الدولي يوم الجمعة لاصدار قرر عاجل يدعو لوقف اطلاق النار في سوريا.
وقال في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر انه ينبغي أن يخرج الاجتماع بخطوات عملية ويعطي الاولوية لاصدار قرار عاجل من مجلس الامن الدولي يدعو لوقف اطلاق النار.
وانطلق في تونس الجمعة مؤتمر اصدقاء سوريا لبحث سبل ايصال مساعدات انسانية واحياء خطة الجامعة العربية للانتقال السياسي لكن غياب روسيا والصين الداعمتين للرئيس بشار الاسد عن المؤتمر قد يمنع تحقيق ذلك.
واعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه للصحافيين ان المؤتمر حول سوريا سيدعو الى تشديد العقوبات بما يؤدي الى حمل نظام دمشق "على الانصياع".
وقال الوزير الفرنسي ان المؤتمر سيوجه "دعوة الى تشديد العقوبات بما يؤدي الى حمل النظام (السوري) على الانصياع"، متحدثا خصوصا عن تجميد ارصدة البنك المركزي السوري.
واضاف جوبيه في كلمته امام الحاضرين في الجلسة المغلقة للمؤتمر "ابتداء من الاثنين (في بروكسل) سنتخذ اجراءات قوية بما فيها تجميد ارصدة البنك المركزي السوري".
وقال ان المؤتمر سيندد ايضا ب "القمع الوحشي للنظام السوري بشكل لا لبس فيه. حتى ان الامر يتعلق بجرائم ضد الانسانية".
واكد جوبيه ان "المؤتمر سيدعم ايضا الجامعة العربية وخطة السلام التي اعدتها" وتبنتها الجمعية العامة للامم المتحدة في 16 شباط/فبراير.
كما سيدعم المؤتمر "المعارضة السورية والمجلس الوطني السوري الذي نعتبره قطب المعارضة".
 ينتظر ان يجدد المؤتمر ادانته للقمع الدموي الذي يمارسه النظام السوري واسفر عن سقوط 7600 قتيل منذ 11 شهرا حسب ناشطين معارضين، وايجاد السبل لايصال المساعدات الانسانية.
وعرضت باريس فكرة اقامة "ممرات انسانية"، لكن موسكو عارضتها بقوة معتبرة انها لا يمكن ان تؤدي الا الى "زيادة الوضع تفاقما".
واعلن الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان الذي عين الخميس مبعوثا مشتركا للامم المتحدة والجامعة العربية للازمة في سوريا، انه يأمل في "تعاون كامل من كل الاطراف المعنيين".
وقال انان الجمعة في جنيف في بيان انه "يعول على التعاون الكامل لكل الاطراف المعنيين والمشاركين في دعم هذا الجهد الموحد والحازم الذي تبذله الامم المتحدة وجامعة الدول العربية للعمل على انهاء العنف ووقف تجاوزات حقوق الانسان والتوصل الى حل سلمي للازمة السورية".
وسيشكل المؤتمر مناسبة ايضا للمجموعة الدولية لحض المعارضة السورية الممزقة على توحيد صفوفها، مع امكانية الاعتراف بالمجلس الوطني السوري اهم ممثل للمعارضة.
وقالت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي ابرز تكتل للمعارضين السياسيين داخل سوريا، في بيان ان وفدها الذي توجه الى تونس بهدف المشاركة في مؤتمر اصدقاء سوريا "قرر الامتناع عن المشاركة" فيه.
ودانت الهيئة ما رات ان المؤتمر يعتزم القيام به من "تحديد من يمثل الشعب السوري مكان الشعب السوري ومكان مؤتمر المعارضة التي أقرته الجامعة العربية، وترك قضية التسلح عائمة وفتح المجال للتطبيع الدولي مع فكرة التدخل العسكري الخارجي".

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن