يستأنف السودان وجنوب السودان المحادثات بينهما الثلاثاء المقبل بعد تعليقها اثر اسابيع من المعارك والتوتر على الحدود المشتركة، كما اعلنت وزارة الخارجية السودانية الخميس.
وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد مروح الخميس ان كبير مفاوضي السودان تلقى رسالة من وسيط الاتحاد الافريقي ثابو مبيكي "يقول فيها ان كبار المفاوضين من الطرفين سيجتمعان في اديس ابابا في 29 ايار/مايو".
واوضح مبيكي في الرسالة ان المفاوضات ستتناول تنفيذ قرار مجلس الامن الصادر في الثاني من ايار/مايو الذي طلب من السودان وجنوب السودان وقف المعارك وحل مشاكلهما تحت طائلة التعرض لعقوبات. واعتبر ان المعارك بين البلدين تهدد السلام والامن الاقلميين.
واوضح مروح لوكالة فرانس برس "لقد بدأ الطرفان تطبيق القرار وخارطة الطريق. ولقاء (الثلاثاء) سيتناول التقدم في التنفيذ".
وكان مبيكي اعلن في الخرطوم الثلاثاء ان المحادثات ستستانف الاسبوع المقبل لكن بدون تحديد موعد لها.
وقام رئيس جنوب افريقيا السابق بجولات مكوكية بين الخرطوم وجوبا منذ الاسبوع الماضي في محاولة لحمل الطرفين على العودة الى المفاوضات.
ولم يلتزم السودان وجنوب السودان بقرار مجلس الامن الدولي الذي طالبهما باستنئاف الحوار بحلول 16 ايار/مايو حول مسائل "حساسة" بقيت عالقة بعد انفصال جنوب السودان في تموز/يوليو الماضي.
وتشمل القضايا العالقة رسوم عبور انتاج نفط جنوب السودان للاراضي السودانية والخلافات الحدودية ووضع مواطني كل دولة لدى الدولة الاخرى اضافة للخلاف حول وضع منطقة ابيي.
وابدى جنوب السودان استعداده للحوار واتهم الخرطوم بالمراوحة.
وبعد شهر من التفاوض بوساطة من الاتحاد الافريقي، انسحب السودان من المفاوضات على اثر احتلال جنوب السودان لحقل النفط السوداني الرئيسي في هجليج في العاشر من نيسان/ابريل الماضي.
وسبق احتلال هجليج قصف جوي مكثف لحدود دولة جنوب السودان مما اثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة.
واعلن جنوب السودان الثلاثاء ان الطائرات الحربية السودانية قصفت منطقة حدودية هذا الاسبوع.
ولم يتسن تاكيد الضربات الجوية من مصدر مستقل، لكن اذا تم تاكيدها فانها ستشكل انتهاكا لوقف اطلاق النار على الحدود المتوترة.
وقد نفى الجيش السوداني تكرارا اعلان الجنوب عن ضربات جوية.
وطالب مجلس الامن الدولي مجددا الاسبوع الماضي السودان بسحب كل قواته "فورا" من منطقة ابيي المتنازع عليها، لافتا الى قيام جنوب السودان بسحب قواته من هذه المنطقة.
وكان مجلس الامن ضمن قراره الصادر في الثاني من ايار/مايو طلبات عدة بهدف تفادي "تهديد خطير للسلام والامن الدوليين" بسبب الوضع في المنطقة الحدودية المتنازع عليها.
ودعا المجلس الجانبين الى اقامة "منطقة حدودية آمنة منزوعة السلاح" وتنشيط "الالية المشتركة للتحقق والمراقبة" في هذه المنطقة.