ربط مراقبون ومحللون سياسيون تصاعد العمليات الاخيرة التي نفذتها قوات المعارضة السورية، بالدعم المالي والعسكري لقطر والسعودية لتلك المليشيات ، في الوقت الذي لم يعد خافيا انتشار الجهاديين من القاعدة والسلفيين وغيرها من التيارات الدينية المتشددة على رقعة الدولة السورية.
وقد اقر ملهم الدروبي القيادي البارز في حركة الاخوان المسلمين المعارضة بوصول دفعات السلاح والمال الى قوات المعارضة وقد وجد المسؤول الاخواني ذلك مناسبة للاعلان عن عمليات وصفها بالنوعية قامت بها المعارضة داخل سورية.
والواضح للعيان ان ان سورية قد دخلت فعلا اتون الحرب الاهلية، وان لاعبين غربيين باتوا يتحكمون في اللعبة العسكرية على حساب الدم السوري والابرياء.
في تصريحات لمصادر طلبت عدم الكشف عن اسمها فان المعارضين السوريين في الخارج اصبحوا يمثلون رسميا الدول التي يقيمون فيها حاليا، ففرنسا تفرض رأيها من خلال اعضاء في المجلس الوطني يقيمون على اراضيها، وتقدم لهم الدعم المالي واللوجستي، كذلك بريطانيا وباقي الدول ، والملعب هو سورية.
صراع آخر على التوجه المستقبلي السوري بين السعودية وقطر من جهة، وايران من جهة ثانية ويبدو وفق التقارير الواردة انه الصراع الاشرس والاقوى.
فالطرف العربي الخليجي يسعى لفرض دولة سنية وينقل التجربة الى طرابلس في لبنان من خلال اقامة امارة سنية تدعمها قطر بالمال والعتاد والنفط والغاز، اما الطرف الفارسي الخليجي فانه يسعى لتبقى سورية بيد الطائفة العلوية اي الحال على ماهو .
في الرأي الخليجي العربي المعلن فان اسقاط الاسد سيلغي ويضعف ايران، وبالتالي تتوقف التهديدات الايرانية، الا ان قطر لا تعمل على مصلحة الشعب السوري، بل العكس هدفها اقامة خط انابيب الغاز القطري الى اوربا عبر سورية، على حساب الدم السوري.
هذا الانبوب الذي رفضت سورية اصلا انشاؤه في السابق.
هذا الصراع بات يمنع المجتمع الدولي من ايجاد حل سلمي في سورية، وتدفق الاسلحة الى المعارضة من تركيا وقطر والسعودية التي بدات بدفع رواتب عناصر الجيش الحر -وفق تقارير اعلامية غربية- هذا التدفق، يتيح توسيع الحرب الاهلية الى دول الجوار وخاصة لبنان التي بدأت تغلي من نار سورية.
والمؤكد ان دعم السلاح يعكس خشية الدول المعارضة للحل السلمي من نجاح خطة عنان ووفق ما ورد فان الزبداني اصبحت "محررة" بسبب الدعم العسكري للمقاتلين هناك، اضافة الى ان الطريق الى ادلب وباقي المدن الحدودية مع لبنان فانها مستباحة تماما للمعارضية المسلحين.
في الاونة الاخيرة رست سفينة "لطف الله الثاني" الليبية على الشواطئ اللبناينة ، واتضح ان فيها الاف الاطنان من الاسلحة المخباة والمرسلة للمعارضة السورية، واعلن امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ان الدعم العسكري الذي تقدمه بلاده للقوات المعارضة السورية انطلاقا من محاولة للتصدي لعملية القتل التي يتعرض لها الشعب السوري، واصر على تقديم المعونات وان كان ذلك مخالفا للقرارات والتوجهات الاممية غير الانسانية وفق تعبيرة.
ان بعض دول الخليج تدفع باتجاه اشعال الحرب الاهلية في سورية وتدمير هذا البلد لحساباتها الشخصية وليست القومية ، المؤكد ان خطة كوفي عنان هي الطريق الوحيد للمصالحة في سورية ولبقاء هذا البلد قويا وصامدا، في الوقت الذي تعمل اسرائيل على تأخير اي تدخل او عرقلة تطبيق الخطة الاممية من باب ان تترك العرب يدمرون سورية .