أكد سفير المغرب لدى القاهرة سعد العلمي أن ما بثته القناة الأولى والثانية المغربيتان الرسميتان عن مصر يقف وراءه شخص غير معروف، يهدف إلى الوقيعة بين البلدين.
ونقل موقع «اليوم 24 المغربي» عن العلمي قوله: «علينا أن نتدارك ما وقع حفاظاً على العلاقات الطيبة التي تجمع بين البلدين، وينبغي الحذر من هذه المحاولات، وأن نتحرى الدقة وأن نراعي مشاعر الشعبين المصري والمغربي، وأن يركز الإعلام على ما يفيد العلاقات وأن يعمل للحفاظ على متانة العلاقات ولا يسىء إليها».
وكانت القناة الأولى الرسمية في التلفزيون المغربي وصفت في تقرير لها في إحدى ما حدث في مصر في 30 حزيران (يونيو) بـ «الإنقلاب العسكري».
ولمْ يتأخر الإعلام المصرِي كثيرًا عن التفاعل مع وصفِ التلفزيُون الرسمِي في المغرب عبد الفتَّاح السيسي بقائد الانقلاب، في مقابل الحديث عن مرسِي رئيسًا منتخبًا، حيث وصفتْ عدة منابر التحول بـالمفاجأة، على اعتبار أنَّ المملكة كانتْ داعمة للمسار السياسي في مصر منذ الإطاحة بمرسي في تموز / يوليو 2013. بحسب تقرير نشره موقع "هسبريس".
القراءات التِي قدِّمتْ للتحول سارتْ في منحيَينْ، تربط صحيفة "المصري اليوم" الإلكترونيَّة، أولهما بحفل الشاي الذِي جمع ملك المغرب محمد السَّادس، إبَّان زيارته الخاصة الأخيرة إلى اسطنبُول بالرَّئيس التركِي، رجب طيب أردوغان، في حين تتحدث في مستوًى ثانٍ، عن موقف حزب العدالة والتنمية، القائد للتحالف الحكومِي بالمغرب من نظام السيسي، لتخلص إلى ما قالتْ إنَّها محاكاةٌ من البيجيدي للنموذج التركي.
واستدلَّتْ الصحيفة بما وردَ في موقع حزب العدالة والتنمية بشأن تقرير القناتين الأولى والثانية في المغرب، في الوقت الذِي اعتبرتْ صحيفة "في الموجز" تقرير الأولى بالتغير الشديد في الموقف الرسمي للمغرب تجاه مصر. فيما وصفتْ صحيفة "المصريُّون" لهجة القناة الأولى بمفاجأة من العيار الثقيل.
وفي تعليقٍ لقرَّاء مصريِّين على التحول يقُول أحدهم إنَّ مصر لمْ تكدْ تطوِي صفحة الخلاف مع قطر، التِي رعتها السعوديَّة، حتى أبدى المغرب موقفًا جديدًا من النظام في مصر، محملًا أردوغان مسؤوليَّة التحول "أردوغان لقى مفيش فايدة فقطر راح جابْ لينا المغرب".
فِي غضون ذلك، لمْ يصدر عن الخارجيَّة المغربيَّة أيُّ موقف يعدلُ عن سياسة المملكة تجاه القاهرة، التي دعم فيها المغرب، خارطة الطريق، سيما أنَّ علاقة قويَّة تجمعه بالإمارات والسُّعوديَّة اللتين تحركتا على أكثر من صعيد منذُ عزل مرسي لإضفاء الشرعيَّة على الإطاحة بالإخوان في مصر، فكان أنْ أعادت قطر إلى التغريد في السرب الخليجي مؤخرًا.
القناة الثانيَة عرجتْ بدورها في النشرة المسائية على الوضع في المصر، وأفردتْ له مادتين، تطرقتْ في أولاهُما للصعوبات التي يكابدها الصحافيُّون في ظل الملاحقات القضائيَّة، قبل أنْ تنتقل إلى الحديث عن الوضع لقطاع السياحة في البلاد، الذِي "يعانِي الأمرين"، بحسب الصياغة التي تبنتها قناة دوزيم وهي تعزو التأزم إلى الاضطرابات السياسيَّة، تزامنًا مع تقرير آخر للقناة الأولى، في أكثر من إشارة على تحول الموقف المغربي من النظام القائم في مصر.