الصليب الأحمر سيدخل القصير فور انتهاء القتال، ومعركة بين حزب الله والمعارضة السورية بلبنان

تاريخ النشر: 02 يونيو 2013 - 02:29 GMT
وزير الخارجية السوري وليد المعلم
وزير الخارجية السوري وليد المعلم

اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان بلاده ستمح بدخول الصليب الاحمر الى مدينة القصير "فور انتهاء العمليات العسكرية"، بينما سقط العديد من القتلى في معركة في شرق لبنان بين مقاتلين من حزب الله وقوات من المعارضة السورية.

وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان المعلم "تلقى اتصالًا هاتفيًا من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بعد ظهر اليوم، جرى الحديث فيه حول الوضع في مدينة القصير". واضاف ان الوزير السوري اكد ان "ما يقوم به الجيش العربي السوري هو لتخليص المواطنين من ارهاب المجموعات المسلحة وعودة الامن والاستقرار الى مدينة القصير وريفها".

وعبّر المعلم "عن استغرابه من تعالي الاصوات بشأن الوضع في القصير، في حين لم نسمع هذا القلق عندما استولى الارهابيون على المدينة وريفها، وارتكبوا ابشع الجرائم بحق المواطنين منذ اكثر من 18 شهرًا".

كما أكد ان "السلطات السورية المختصة سوف تسمح للصليب الاحمر بالتعاون مع الهلال الاحمر السوري بالدخول الى المنطقة فور انتهاء العمليات العسكرية فيها". وكان بان دعا السبت المتقاتلين في القصير الى تحييد المدنيين وافساح المجال امامهم لمغادرة المدينة.

ووجّهت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي ومديرة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس نداء مشتركا لتجنيب السكان المدنيين ويلات الحرب في القصير ووقف المعارك لإجلاء الجرحى، مشيرتين الى ان "هناك نحو 1500 جريح قد يكونون بحاجة الى عناية طبية عاجلة" في المدينة.

ونفذ الجيش السوري الاحد سلسلة غارات على مدينة القصير، التي يحكم الطوق عليها، مدعومًا من حزب الله اللبناني. واستهدفت الغارات خصوصًا الأحياء الشمالية في المدينة وبعض البساتين وقسمًا من قرية الضبعة شمال المدينة، التي لا تزال بين ايدي المعارضة المسلحة.

واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى استمرار تدفق التعزيزات العسكرية لقوات النظام الى القصير التي تتعرّض لهجوم تشنه قوات النظام وحزب الله منذ 19 ايار/مايو.

معركة بين حزب الله والمعارضة
الى ذلك، قالت مصادر أمنية لبنانية الأحد إن عددا من المقاتلين قتلوا في اشتباك وقع ليل السبت في شرق لبنان قرب الحدود مع سوريا بين مقاتلين من حزب الله وقوات من المعارضة السورية.

وذكر مصدر أن 15 شخصا قتلوا في الاشتباك شرقي بلدة بعلبك في سهل البقاع إلا أن العدد الفعلي لن يتضح إلا بعد انتشال الجثث من المنطقة الحدودية النائية والوعرة. واضاف المصدر ان احد مقاتلي حزب الله قتل.

وامتد الصراع الدائر في سوريا منذ عامين الى جارتها الصغيرة وهزت المعارك مدينة طرابلس في الشمال وسقطت صواريخ على سهل البقاع وجنوب بيروت.

ويقاتل مقاتلو حزب الله في صفوف الجيش السوري لطرد المعارضة من مدينة القصير الحدودية في حين انضم مقاتلون سنة من لبنان لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد.

ودارت أحدث معارك قرب عين الجوزة وهو لسان من الاراضي اللبنانية يمتد داخل سوريا. وقالت مصادر إن كمينا ربما يكون قد نصب للمعارضة اثناء اقامة منصة لاطلاق صواريخ على المناطق الشيعية في سهل البقاع.

وقال معارضون سوريون انهم سيشنون هجمات داخل لبنان ردا على مساندة حزب الله لهجوم قوات الأسد على القصير وهي مدينة استراتيجية بالنسبة لامدادات الأسلحة للمعارضة ولعبور المقاتلين الذين يأتون لسوريا من لبنان.

واعلنت الأمم المتحدة يوم السبت ان ما يصل إلى 1500 مصاب ربما يكونون محاصرين داخل القصير وحذرت جميع الاطراف بانها ستحاسب على ما تسببه من معاناة للمدنيين هناك.

الا ان دبلوماسيين في مجلس الامن قالوا إن روسيا منعت المجلس من اصدار بيان يبدي مخاوفه إزاء حصار القصير منذ اسبوعين متعللة بان المجلس لم يحرك ساكنا حين استولى معارضو الأسد على المدينة من قبل.

وحثت مسودة بيان القوات الموالية للاسد والمعارضة التي تحاول الإطاحة به على "بذل اقصى جهد لتفادي سقوط ضحايا من المدنيين وان تنهض الحكومة السورية بمسؤوليتها لحماية المدنيين."

وناشدت حكومة الأسد "السماح لوكالات انسانية محايدة بما في ذلك وكالات الامم المتحدة الوصول للمدنيين المحاصرين داخل القصير بشكل فوري وكامل دونما معوقات."

ويبرز تحرك موسكو لمنع صدور البيان اتساع الهوة بين موقفي كل من روسيا والدول الغربية بشأن كيفية التعامل مع الحرب في سوريا رغم بذل واشنطن وموسكو جهودا مشتركة لعقد مؤتمر سلام بشأن سوريا.

ويوم الأحد اقترح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن يعقد مؤتمر السلام الدولي الذي يهدف إلى انهاء الصراع السوري في يوليو تموز. وأضاف أنه يجب أن تحضر الحكومة السورية والمعارضة الاجتماع الذي وصفه بانه "الفرصة الاخيرة" للتوصل لتسوية من خلال المفاوضات.

واستطرد "الأمر ليس مجرد الجلوس الى الطاولة ثم نتساءل عما سنناقشه. الأمر يحتاج الى اعداد ولهذا أقول أن يوليو سيكون موعدا مناسبا."

وفقد الأسد السيطرة على مساحات شاسعة في شمال سوريا وشرقها لكن قواته تخوض معارك ضارية في جنوب البلاد ووسطها بما في ذلك دمشق ودرعا والقصير.

وعززت المعارك الاخيرة من موقف الأسد (47 عاما) قبل محادثات السلام المقترحة التي يقول إنه يدعمها من حيث المبدأ. ولكنه احبط التوقعات بشأن نقل سلطاته لحكومة انتقالية وهو عنصر محوري في جهود ايجاد حل سياسي.

وقتل 80 ألف شخص على الاقل في أكثر من عامين من القتال الذي يخوضه معارضون يغلب عليهم السنة للاطاحة بالاسد وعبر نحو 1.5 مليون لاجيء الحدود ما اشعل فتيل توتر طائفي في المنطقة.

ودعا رجل الدين السني البارز الشيخ يوسف القرضاوي امس السبت الي "الجهاد" ضد الحكومة السورية بعد تدخل مقاتلين من جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية.