البوابة - ظهرت الصحيفة "بيلد تسايتونغ" الالمانية الشعبية الاكثر انتشارا، وقد تصدر غلاف صفحتها الاولى مانشيت "لا لبيغيدا"، وطالبت 50 شخصية المانية بارزة، مع الصحيفة، وضع حد لتنامي نزعة كراهية الاجانب في المانيا، وذلك بعد يوم من تنظيم "بيغيدا/ اوربيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" اكبر تظاهرة لها في مدينة درسدن شرق المانيا.
وقد اصحبت تظاهرات "بيغيدا" في مدينة درسدن تقليدا اسبوعيا، والاثنين شارك نحو 18 الف متظاهر، وهو رقم اعتبر قياسيا في تظاهرات الحركة التي تاسست في تشرين الثاني/أكتوبر الماضي.
لكن تظاهرات معادية لـ"بيغيدا" نظمت في برلين وكولونيا ربما فاقت تظاهرة درسدن عددا، وقد اتهم المتظاهرون "بيغيدا" بأنها تأجج العنصرية والتعصب.
وصدرت صحيفة "بيلد تسايتونغ" وقد تصدر غلافها الاول عنوان "لا لبيغيدا" وخصصت صفحتان داخليتان لاستطلاع رأي ابرز خمسين شخصية المانية.
وعنونت الاستطلاع :" انهم يقولون "لا" لكراهية الاجانب "نعم" للتعددية.
وكتبت نائب رئيس تحرير الصحيفة مقالا جاء فيها :" لن نسلم شوارعنا لشعاراتهم الجوفاء".
البطاطا بدلا من الشاورما
وفي درسدن حيث نظمت "بيغيدا" تظاهراتها، لوح المشاركون بالعلم الالماني، ويافطات كتب على بعضها "ضد كل اشكال التطرف والتعصب الديني"
لكن بعض اليافطات كتب عليها "البطاطا بدلا من الشاورما" في اشارة الى المهاجرين من اصول تركية، الذين يبلغ عددهم نحو 3 ملايين نسمة ويشكلون الجالية الاكبر بين المهاجرين.
ولدى المانيا واحدة من اكثر قوانين الهجرة ليبرالية، وربما هذا بسبب ابتعادها عن ماضيها النازي، والكثير من المهاجرين يطلبون اللجوء اليها، واغلبهم من الشرق الاوسط وفي عام 2014 لجأ اليها 200 الف ، اكثر باربع مرات من عام 2012.
حرب ارقام
وخاضت "بيغيدا" ما يمكن وصفه بحرب ارقام واعداد المشاركين، وعلى كل فقد نظمت تظاهرات للحركة العنصرية في برلين وكلونيا ومدن اخرى وفي المجمل قدرت الشرطة عدد المتظاهرين المعادين لـ"أسلمة الغرب" بـ 400 الف متظاهر.
وقد أطفات كاتدرائية كولونيا وبوابة براندنبورغ اضوائها احتجاجا على تظاهرات "بيغيد".
انهم يقولون: لا للتعصب، نعم للتعددية
وقد شملت حملة "بيلد تسايتونغ" عددا من الشخصيات الشهيرة
وقال المستشار الألماني الأسبق هيلموت شميدت، 96 عاما، في حديث مع الصحيفة "إن ألمانيا يجب أن تبقى متسامحة ومنفتحة على العالم. ولهذا نرفض حركة "بيغيدا". وأضاف شميدت أن احتجاجات حركة "بيغيدا" "تغذي مشاعر كراهية الأجانب الدفينة وتروج لروح عدم التسامح". وتابع المستشار الأقدم في حديثه "أن تاريخنا ومفهومنا الاقتصادي يقولان لنا إنه لا يجوز لألمانيا أن ترفض اللاجئين".
وقال المستشار السابق غيرهارد شرودر، 70 عاما، " قبل 14 عاما كانت هناك حركة للشرفاء ضد معاداة الأجانب". "واليوم نحتاج إلى حركة مماثلة".
وقال وزير المالية في الحكومة الاتحادية فولفغانغ شويبله "إن الشعارات لا تغني عن المعطيات الواقعية: فألمانيا تحتاج إلى المهاجرين. كما يجب أن نتعاطف مع اللاجئين الذين يعيشون في محنة".
وأشار وزير الخارجية الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير إلى أن حركة "بيغيدا" لا تضر بلدنا فحسب، بل تعطي صورة سيئة عن ألمانيا في الخارج".
وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل نددت بتظاهرات "بيغيدا" المناهضة للإسلام التي تشهدها المانيا، وحضت مواطنيها على عدم المشاركة فيها، واصفة الداعين اليها بان قلوبهم "ملأى بالاحكام المسبقة والحقد"، وذلك في خطاب بمناسبة عيد رأس السنة.
الصورة: الشخصيات الالمانية التي تخدثت للصحيفة.