عمان - البوابة
بعد كل الانباء والتأكيدات التي صدرت عن اكثر من مصدر رسمي اردني لاكثر من وسيلة اعلامية محلية وعربية ودولية، فاجيء وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام والاتصالات سميح المعايطة الجميع بتصريحه بان "رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب لم يدخل الاراضي الاردنية بعد".
هذا التصريح وقع كالصاعقة على كل من عمل على اخراج حجاب من سوريا وتأمين وصوله وعائلته سالما الى الاردن، وكذلك وسائل الاعلام التي استقت معلوماتها من مصادر اردنية موثوق بها وان كانت رفضت البوح باسمائها.
مصدر في المعارضة السورية في عمان اكد لـ"البوابة" ان المعارضة تتفهم تماما حراجة موقف الاردن، وانه يجري حاليا البحث عن مخرج وقد يعلن خلال اليومين القادمين عن انتقال السيد حجاب وعائلته الى قطر".
وردا على سؤال حول الارتباك الذي حدث في التعامل الاردني مع لجوء رئيس الحكومة السورية الى الاردن، قال المصدر انه وبحسب المعلومات المتوفرة لديه فقد كان الاتفاق قد جرى مع الاردن على ان يصل السيد حجاب سرا الى عمان ويغادر بعدها الى قطر حيث يعلن منها انشقاقه عن نظام الاسد".
واضاف المصدر بان هناك جهات من المعارضة السورية وخاصة من الجيش السوري الحر الذي عمل على تأمين خروج السيد حجاب من دمشق سالما قام بتسريب الخبر من باب "المباهاة" او الثقة في النفس او رفع معنويات المعارضين وزيادة ثقتهم بالجيش.
ولم يستبعد مصدر معارض اخر ان يكون المعارض عدنان العرعور هو من قام شخصيا بتسريب الخبر لوسائل الاعلام خاصة وانه كان وعد امس بمفاجأة قائلا عبر حسابه على توتير " ترقبوا الليلة أو غدا حدثا سوريا مهما وعملية نوعية وبشرى سارة ستسمعون عنها بكل وكالات الأنباء إن شاء الله".
واليوم كتب العرعور رسالة شكر قصيرة لرئيس الحكومة المنشق على ثقته بالجيش السوري الحر على حسابه في تويتر قائلا : كنت قد وعدتكم بالأمس بخبر سار، وتم اليوم بحمد الله بانشقاق رئيس الوزراء وعدد من وزراءه ، أشكر كل من عمل معنا منذ أشهر لإتمام انشقاقه".
واضاف " نشكر رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب لثقته بنا وتكليفنا بعملية إخراجه، وسنرحب دوماً بجميع المنشقين ، وهذه ليست آخر مفاجأة".
وعلى اي حال، فان الاردن يلتزم الصمت ازاء كل المنشقين المهمين الذين يصلون اراضيه فهو لم يعلن ورفض تأكيد المعلومات التي تحدثت امس عن انشقاق العقيد يعرب الشرع وشقيقه الملازم اول كنان الشرع من فرع الامن السياسي ووصولهما الى عمان.
وكذلك فان الاردن الرسمي رفض ان يعلن رسميا عن الاشتباكات التي دارت بين جيشه والجيش النظامي السوري خلال الاسبوع الماضي وترك لوسائل الاعلام التحدث عن الامر دون نفي او منع. وكذلك عندما تكتم على خبر هروب الطيار السوري مرعي الحمادة بطائرته الميغ الى الاردن.
ويرى مراقبون ان الاردن يفضل ان يبقى عمله في الخفاء لحسابات سياسية داخلية وخارجية، فالاردنيون منقسمون حيال النظام السوري ومدى التدخل الاردني في الازمة السورية. كذلك فان الاردن يخشى ان اي تدخل مباشر سوف يكون مكلفا جدا، وبدون مساعدات عربية ودولية حقيقية فان الاردن لن يستطيع تحملها خاصة وان البلد تعصف به ازمة اقتصادية خانقة.
