المعارضة السورية تحصل على سلاح من الخارج

تاريخ النشر: 24 فبراير 2012 - 07:13 GMT
جنود سوريون منشقون
جنود سوريون منشقون

صرح مصدر بالمعارضة السورية يوم الجمعة بأن دولا غربية ودولا أخرى تغض الطرف عن مشتريات سلاح يقوم بها معارضون سوريون في الخارج.
وقال المصدر ان معارضين في الخارج يهربون بالفعل أسلحة خفيفة وأجهزة اتصالات ونظارات للرؤية الليلة للمعارضين داخل سوريا.
وأضاف أن مؤيدي المعارضة السورية يحاولون أيضا ايجاد سبل لتزويد الجيش السوري الحر بأسلحة مضادة للطائرات وللدبابات.
وكان المصدر يتحدث على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول غربية وعربية من المتوقع ان يطالب سوريا - في ظل غياب قرار دولي بالتدخل لوقف الحملة الامنية الدامية التي يشنها الاسد - بالسماح بدخول المساعدات الانسانية الى المدنيين المحاصرين بسبب القتال.
وقال المصدر لرويترز بعد ان طلب عدم الكشف عن هويته "ندخل اسلحة دفاعية واخرى هجومية... انها تأتي من كل مكان بما في ذلك دول غربية وليس من الصعب مرور اي شيء عبر الحدود.
"ليس هناك قرار من اي دولة لتسليح الثوار لكن دولا تسمح لسوريين بشراء السلاح وارساله الى داخل البلاد."
وتابع أنه تجري اتصالات أيضا لايجاد وسيلة لادخال ضباط سوريين متقاعدين الى البلاد لتقديم المشورة في محاولة لتنسيق العمل بين مقاتلي المعارضة في الانتفاضة المستمرة منذ نحو عام ضد الرئيس السوري بشار الاسد لتدريب المتطوعين المدنيين على كيفية استخدام السلاح الذي يتم تهريبه.
واجتمع وزراء خارجية اكثر من 50 دولة في العاصمة التونسية لحضور الجلسة الافتتاحية لاجتماع "اصدقاء سوريا" بينما تتصاعد هجمات القوات الحكومية السورية في مدينة حمص ويتزايد الغضب الدولي بسبب العنف الذي اسفر عن مقتل الالاف خلال الانتفاضة.
وقال وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني انه ينبغي تشكيل قوة عربية لفرض السلام في سوريا والسماح بدخول المساعدات.
وأضاف في كلمة أمام اجتماع "اصدقاء سوريا" في تونس انه ينبغي تشكيل قوة عربية وفتح ممرات انسانية لتوفير الامن للشعب السوري.
وقال نشطاء من المعارضة ان خمسة قتلوا بنيران مدفعية القوات الحكومية السورية بحي بابا عمرو في مدينة حمص يوم الجمعة في الاسبوع الرابع من القصف المستمر لاحياء تسيطر عليها المعارضة.
وقال الناشط محمد الحمصي لرويترز "يجري قصف بابا عمرو بمدفعية 122 مليمترا توجه اليه من قرى محيطة. من بين القتلى اب وابن يبلغ من العمر 14 عاما كانا يحاولان الفرار من القصف عندما أصابتهما شظايا في الشارع."
وقال نشطاء ان قوات الامن السورية صفت 18 شخصا وقتلتهم بالرصاص في قرية بمحافظة حماة بالوسط الغربي. واظهر تصوير بالفيديو سكانا يغطون جثثا غارقة في الدماء لاطفال واربعة بالغين على الاقل. واطلق الرصاص على القتلى في الرأس.
لكن مع استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) لمنع استصدار قرار من مجلس الامن الدولي ضد سوريا وعدم وجود رغبة للقيام بعمل عسكري لوقف حملة الاسد تصبح الخيارات المتاحة امام المندوبين الموجودين في اجتماع تونس محدودة.
وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله لرويترز "من المهم جدا عقد أول اجتماع لمجموعة الاتصال اليوم لان هذا يبعث برسالة للشعب السوري بأننا ندعمه في كفاحه من أجل الحرية."
وتدعو نسخة معدلة من البيان الختامي سوريا الى أن "توقف فورا كافة أعمال العنف" وتتيح للامم المتحدة دخول حمص وأن تسمح للوكالات بتوصيل المساعدات للمدنيين المتأثرين بأعمال العنف.
وتتعهد المسودة أيضا بتقديم مساعدات انسانية خلال 48 ساعة اذا أوقفت سوريا "هجومها على المناطق المدنية وسمحت بالدخول".
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها تحاول تنظيم وقف يومي محدود لاطلاق النار للسماح بدخول المساعدات الانسانية لكن سوريا لم ترد على طلبها بعد.
وفي علامة على ان المجتمع الدولي يبحث عن حلول بديلة بعد الجمود في مجلس الامن الدولي قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون انه سيرسل الامين العام السابق للمنظمة الدولية كوفي عنان الى سوريا كمبعوث مشترك للجماعة العربية والامم المتحدة.
ولم تشر مسودة البيان الى أي تدخل عسكري خارجي على غرار حملة القصف التي قادها حلف شمال الاطلسي وساعدت في اسقاط الزعيم الليبي معمر القذافي.
لكنها دعت الى ممارسة المزيد من الضغوط الدبلوماسية على الاسد ليتنحى وأيدت خطة للجامعة العربية تنطوي على تسليمه صلاحياته لنائبه تمهيدا لاجراء انتخابات.
وستلزم المجموعة نفسها بفرض عقوبات تهدف الى الضغط على السلطات السورية لوقف العنف وفقا لما جاء في المسودة.
وتشمل هذه العقوبات حظرا على السفر وتجميد أصول ووقف شراء النفط السوري ووقف الاستثمارات في البنية التحتية والخدمات المالية المتصلة بسوريا وخفض العلاقات الدبلوماسية ومنع شحنات الاسلحة المتجهة الى الحكومة السورية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان الاتحاد الاوروبي - الذي فرض بالفعل على مسؤولين سوريين وشركات سورية وعلى صادرات سوريا النفطية - سيجمد اصول البنك المركزي السوري ابتداء من يوم الاثنين.
لكن صيغة البيان تعكس واقعا قاسيا وهو أن العالم الخارجي ليس بوسعه فعل الكثير لوقف العنف ما دامت روسيا والصين ترفضان استصدار قرارات من مجلس الامن الدولي ضد سوريا. ولم تلب الدولتان الدعوة لحضور المؤتمر في تونس.
ومن المشاكل التي تواجه القوى العالمية أيضا الانقسامات داخل المعارضة السورية التي ستسعى الى التغلب عليها قبل أن تقدم دعما كاملا.
وأحجمت المسودة عن الاعتراف الكامل بالمجلس الوطني السوري -وهو جماعة المعارضة الرئيسية- كممثل شرعي وحيد للشعب السوري لكنها اقترحت الاعتراف به "كممثل شرعي للسوريين يسعى الى تغيير ديمقراطي سلمي."

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن