المعارضة تتحلل من خطة عنان، وكي مون يؤكد انها ما زالت اساسية لانهاء الازمة بسوريا

تاريخ النشر: 04 يونيو 2012 - 03:12 GMT
بان كي مون
بان كي مون
اعلن المجلس العسكري للمعارضة السورية الاثنين إنها لم تعد ملتزمة بخطة المبعوث الدولي للسلام كوفي عنان، لكن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اكد ان الخطة ما زالت أساسية لحل الصراع في سوريا.
وقال المتحدث باسم المجلس الرائد سامي الكردي لرويترز ان المجلس قرر إنهاء التزامه بتلك الخطة وانه بدأ اعتبارا من يوم الجمعة "الدفاع عن شعبنا". وكان مقاتلو المعارضة أمهلوا الرئيس بشار الاسد حتى يوم الجمعة لإنهاء العنف وإلا واجه العواقب.
وقال الكردي أيضا ان مقاتلي المعارضة يريدون تحويل بعثة المراقبة‭ ‬التابعة للامم المتحدة في البلاد الى "بعثة لفرض السلام" أو ان يتخذ المجتمع الدولي قرارات "جريئة" وان يفرض منطقة حظر جوي ومنطقة عازلة للمساعدة في الإطاحة بالأسد.
وعلى صعيده، قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الاثنين ان خطة السلام التي طرحها عنان ما زالت أساسية لحل الصراع في سوريا.
وحث بان حكومة الرئيس بشار الاسد على انهاء العنف فورا "باسم الانسانية" وبدء حوار سياسي مع خصومها.
وقال بان لرويترز على هامش اجتماع لبنك التنمية الاسلامي في جدة "نحن منزعجون بشدة مما يحدث." واضاف "خطة عنان ما تزال محورية لحل الازمة السورية."
ومن جهته، قال المتحدث باسم عنان يوم الاثنين إنه يتعين على القوى الكبرى ضمان أن ينفذ طرفا الصراع في سوريا خطته للسلام لكن عنان لا يفضل في الوقت الحالي توسيع مهمة المراقبين الدوليين لوقف إطلاق النار.
وقال المتحدث الرسمي أحمد فوزي إن عنان سيعقد محادثات يوم الجمعة مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. ومن المقرر أن يتحدث عنان أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك يوم الخميس بشأن سوريا.
وقال فوزي لرويترز في جنيف "مثلما قال السيد عنان للسيد (بشار) الأسد ولمحاورين آخرين .. لا ينفذ اي من الطرفين الخطة كما ينبغي. ربما حان الوقت لمراجعة الوضع وعلى المجتمع الدولي ان يقرر الاجراءات التي يمكن ان يتخذها لضمان تنفيذ الخطة."
الى ذلك، تستمر الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومجموعات معارضة مسلحة في سوريا الاثنين غداة اعلان الرئيس بشار الاسد ان "لا مهادنة ولا تسامح" مع الارهاب، في وقت تتصدر الازمة السورية اعمال قمة روسيا والاتحاد الاوروبي في سان بطرسبورغ.
واعلن رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي بعد مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان روسيا والاتحاد الاوروبي متفقان على ان خطة عنان هي افضل طريقة لتجنب حرب اهلية في البلاد.
واضاف "علينا توحيد جهودنا من اجل حدوث ذلك".
وكان بوتين، حليف دمشق، كرر في باريس وبرلين في الاسبوع الفائت معارضته لفرض عقوبات على سوريا.
طلب المبعوث المشترك للجامعة العربية والامم المتحدة الى سوريا كوفي أنان من المجتمع الدولي الاسبوع الماضي "مراجعة جدية" لجهود انهاء العنف في سوريا، في مؤشر على بدء نفاد صبر حامل جائزة نوبل السلام.
وجاء ذلك بعد مقتل اكثر من 100 شخص بينهم 49 طفلا في مجزرة في الحولة في محافظة حمص في وسط سوريا وتفاقم خطر اندلاع حرب اهلية شاملة واستمرار انقسامات في مجلس الامن الدولي.
وسيناقش أنان الازمة السورية في مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة الخميس. واشار دبلوماسيون الى ان تصريحات انان تدل على انه يدرك ان مبادرته للسلام تواجه فشلا.
وقتل اكثر من 13400 شخص منذ انطلاق الانتفاضة قبل 15 شهرا في سوريا، بحسب المرصد لاسوري لحقوق الانسان، بينهم اكثر من 2200 منذ اعلان وقف لاطلاق النار بموجب خطة انان في 12 نيسان/ابريل، وذلك بالرغم من وجود حوالى 300 مراقب عسكري غير مسلح تابعين للامم المتحدة في البلاد للتحقق من وقف اعمال العنف.
وطالب المجلس الوزاري للجامعة العربية السبت مجلس الامن بتطبيق خطة انان عبر اللجوء الى الفصل السابع الملزم من ميثاق الامم المتحدة، من دون الاشارة الى عمل عسكري.
واكد المندوب السوري الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف الاحمد في تصريحات نشرتها صحيفة تشرين الحكومية ان الجامعة العربية التي "باتت رهينة الموقف السياسي المنحاز وغير البناء لدول خليجية معروفة بعينها لا يمكن أن تصبح طرفا نزيها يسهم في الجهد الدولي الذي تمثله اليوم خطة انان".
واتهمت صحيفة الوطن السورية الاثنين السعودية "بالتآمر" لاحداث "فتنة" في لبنان.
وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل صرح الاحد ان "ما يجري في طرابلس (في شمال لبنان) يشكل امتدادا لما يحدث في سوريا. ومنذ فترة نلاحظ ان النظام يحاول ان يحول الصراع الى صراع طائفي".
وكتبت الصحيفة القريبة من السلطة "اذا كان يريد فعلا الحديث عما يجري في شمال لبنان فليحدثنا عن السلاح الذي يرسله وعن المقاتلين والمرتزقة الذين يمولهم هو وآل ثاني".
ووقعت جولة جديدة من الاشتباكات السبت بين مجموعات سنية معارضة للنظام السوري واخرى علوية مؤيدة له في مدينة طرابلس اوقعت 14 قتيلا و48 جريحا، بحسب مصدر امني لبناني. ويسود التوتر طرابلس منذ اشهر على خلفية الانقسام اللبناني حول الازمة السورية.
وتتهم السلطات السورية جهات في لبنان بتهريب السلاح الى المعارضة السورية بدعم من قطر والسعودية.
ميدانيا في سوريا، قتل اربعة اشخاص الاثنين في اشتباكات واعمال عنف.
في ريف ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل عنصرين من "الكتائب الثائرة المقاتلة" اثر اشتباكات مع حواجز القوات النظامية السورية في بلدة كفرنبل بعد منتصف ليل الاحد الاثنين.
واضاف ان اشتباكات "عنيفة" تدور بين القوات النظامية السورية ومقاتلين في قرية الرامي في جبل الزاوية، معقل حركة الاحتجاج الذي شهد اعنف اشتباكات منذ تصاعد المواجهات المسلحة.
وحصدت هذه المواجهات السبت والاحد حوالى ثمانين عنصرا في القوات النظامية، اضافة الى عدد من المنشقين.
ويرى المرصد السوري ان ارتفاع حصيلة القتلى بين القوات النظامية مرده الى "ارتفاع حدة الاشتباكات وتوسع رقعتها في مناطق مختلفة"، مشيرا الى ان القوات النظامية "قوات مهاجمة مكشوفة للمدافعين، وغير مستعدة أصلا لخوض معارك الشوارع".
ويوضح ان "ما يزيد من خسائر الجيش ان المقاتلين الذين يواجهونه هم غالبا ابناء المدن والقرى، سواء كانوا من العسكريين المنشقين او من المدنيين الذين حملوا السلاح ضد النظام وهم يعرفون تماما طبيعة مناطقهم وشعابها، ويحظون باحتضان شعبي واسع".
واشار ايضا الى استهداف الحافلات والمدرعات باسلحة رشاشة او صاروخية ما يؤدي الى سقوط اعداد كبيرة من الضحايا دفعة واحدة.
واعلنت وكالة الانباء الرسمية (سانا) من جهتها، عن احباط السلطات لمحاولة تفجير سيارة محملة بكمية كبيرة من المتفجرات والقائها القبض على "الارهابي الانتحاري" الذي كان يقودها في بلدة الرامي.
واوضحت الوكالة ان "الارهابي الذي كان يخطط لتفجير السيارة بالقرب من احدى نقاط قوات حفظ النظام حاول الهرب بعد فشله في تنفيذ العملية الا ان الجهات المختصة تمكنت من القاء القبض عليه".
في حمص (وسط)، اشار المرصد الى سماع "اصوات اطلاق نار من رشاشات ثقيلة وخفيفة في احياء المدينة القديمة منذ الصباح تترافق مع اصوات انفجارات ناتجة عن سقوط قذائف هاون".
في ريف دمشق، قتل شاب اثر اصابته "باطلاق رصاص من القوات النظامية" فجرا في مدينة دوما. كما هزت اربعة انفجارات مدينة عربين صباحا وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد بقرب احد حواجز القوات النظامية بين عربين والقابون.
كما قامت القوات النظامية السورية، بحسب المرصد، بحملات مداهمات في بعض احياء دمشق.
وفي حي القابون شيع مواطن قتل بعد منتصف ليل الاحد الاثنين في حملة مداهمات اخرى.
وصعد الاسد لهجته الاحد مكررا عزمه على مواجهة الحركة الاحتجاجية. وقال في خطاب امام مجلس الشعب الجديد ان "لا مهادنة ولا تسامح" مع الارهاب، وانه ماض في مواجهة "حرب الخارج" على سوريا مهما غلا الثمن.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن