المعارضة تتحدث عن اتفاق في القاهرة والاسد يتهم اردوغان بالطائفية

تاريخ النشر: 05 يوليو 2012 - 10:04 GMT
المعارضة: اتفقنا على الحوار مع الجميع باستثناء الاسد
المعارضة: اتفقنا على الحوار مع الجميع باستثناء الاسد

المعارضة: اتفقنا

اختتمت في القاهرة أعمال مؤتمر المعارضة السورية الذي استمر يومين . كان الهدف الرئيس لهذا المؤتمر إعداد تصور دقيق وواقعي للمرحلة القادمة.

وتذكر صحيفة "موسكوفسكي كمسموليتس" الروسية أن أجواء المؤتمر عكرها الشجار الذي شهدته إحدى الجلسات. غير أن عضو المجلس الوطني السوري محمود الحمزة يقلل من أهمية ذلك ويعتبره أمرا تافها لاقيمة له. ويضيف موضحا أن سورية تشهد أحداثا فظيعة ، ولذك وجد من بين الذين حضروا لمناقشة الأوضاع في سورية بعض "الرؤوس الحامية". ومن الطبيعي أن تغلب أحيانا الانفعالات على سواها ، وهذا شيء بسيط جدا مقارنة بما تم تحقيقه في المجال السياسي.

وعن المؤتمر نفسه يقول الدكتور الحمزة إنه أكثر مؤتمرات المعارضة السورية تمثيلا ، وكان مثمرا جدا ، فقد تم إقرار وثيقتين هامتين للغاية، هما وثيقة حول المرحلة الانتقالية ، ووثيقة العهد الوطني. وتتصف هاتان الوثيقتان بأهمية سياسية كبيرة لمستقبل سورية. وبالإضافة إلى ذلك تم التأكيد على أن اي تغيير في سورية يجب أن يبدأ بتغيير النظام السياسي. لا بد من حوار وطني بين كافة ممثلي الشعب السوري، ولكن بدون بشار الأسد وفريقه. ويجب أن تتأسس سورية الجديدة على القانون والمواطنة. وهذا ما اتفق عليه الجميع. اما عدم تجانس المعارضة فهو ظاهرة طبيعية تماما. "نحن نسعى إلى بناء الديمقراطية ، فكيف يمكننا أن نكون جميعا مثل بعضنا؟". المهم أن كافة القوى السياسية موحدة في رؤيتها للوضع في البلاد ، وتطالب برحيل الأسد وبناء دولة دميقراطية.

أما مدير معهد الشرق الأوسط يفغيني ساتانوفسكي فليس على هذا القدر من التفاؤل بما جرى في مؤتمر القاهرة . وهو يرى أن جميع مؤتمرات المعارضة ترمي إلى عدة أهداف. فالمعارضة ، أولا ، تذكر الممولين بوجودها. وتريد ، ثانيا ، معرفة من هو الطرف الأهم ضمن هذه المجموعة المتنافرة. والهدف الثالث يتلخص بتنسيق التحركات، وهذا أمر يصعب تحقيقه لأن هذه المعارضة متعددة الرؤوس والأصوات، ولا تعتزم طرح أي شيء بناء، وتقتصر على مطلب إسقاط الأسد، وما من أحد يريد الالتزام بمتطلبات مؤتمر جنيف. أما الأخبار التي تزعم أن الأسد قد يحصل على حق اللجوء في روسيا فليست إلا جزءا من حرب إعلامية بكل معنى الكلمة، فعندما يعجز طرف ما عن إطاحة خصمه يطلق بحقه اكبر كمية من الشائعات . ويتساءل ساتانوفسكي :" من قال أن الأسد يعتزم الرحيل؟ " ، أنه حتى الآن رئيس سورية، والجيش لا يزال متماسكا من حوله، وجزء كبير من الشعب لا ينوي التخلي عنه ، إذ يدرك أن لا بدائل كثيرة عن رئيسه.

اتهامات الاسد لاردوغان

الى ذلك تابع الرئيس السوري، بشار الأسد، شن الهجوم على رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، فاتهمه بامتلاك "خلفيات طائفية" وبالتورط في الأحداث الدامية ببلاده، بينما رد وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، على التبريرات السورية حول إسقاط المقاتلة التركية سائلا عن المرات التي أسقط فيها دمشق طائرات إسرائيلية، كما جرى الإعلان عن العثور على جثة الطيارين.

وقال الأسد، في الجزء الثاني من مقابلة له مع صحيفة "جمهورييت" التركية إن أنقرة "غيّرت" مواقفها من كل دول المنطقة، وليس من سوريا فحسب، مشيراً إلى أنها "تتورط في الأحداث الدموية في سوريا من خلال تأمين الدعم اللوجستي للإرهابيين الذين يقتلون الأبرياء."

واتهم الأسد أردوغان بأنه "أظهر خلفيته الطائفية،" قائلاً إنه "يبكي من أجل الشعب السوري بكاء المنافقين"، وأضاف: "لماذا لم يبكِ من أجل مَن يُقتلون في بعض دول الخليج وهم أبرياء وسلميّون ولا يحملون السلاح؟.. لماذا لا يتحدث عن الديمقراطية في بعض بلدان الدول الخليجية؟".

كما اعتبر الأسد أن رئيس الوزراء التركي "نصب الدرع الصاروخية في الأراضي التركية لـ"حماية إسرائيل" واعتبر أن أردوغان "سقط على الساحة العربية لم يعد موجوداً لا هو ولا مصداقيته،" كما أشار إلى أنه كان على الدوام "حريصاً على الإخوان المسلمين السوريين، وكان يهتم بهم أكثر مما يهتم بالعلاقة السورية التركية."

ميدانيا: 70 قتيلا

أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره بريطانيا، بأن 70 شخصا قتلوا في أعمال العنف التي شهدتها سورية يوم 4 يوليو/تموز، معظمهم من المدنيين.

وأوضح المرصد أن من بين القتلى "35 مدنيا و9 منشقين و26 جنديا نظاميا". وذكر المرصد أن 8 مواطنين بينهم طفلة قتلوا في ريف دمشق في اشتباكات واطلاق نار في قرى داريا وحمورية وعربين ومسرابا والريحان.

في سياق متصل ذكر تلفزيون "الخبر" ان مسلحين في محافظة حلب بشمال سورية استولوا على المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) ليلة 4 يوليو/تموز وقاموا بسرقة سيارات وتجهيزات ومعدات منه.

ونقل التلفزيون الذي يبث من مدينة حلب عن أحد الباحثين في المركز قوله "ان العاملين أخلوا المركز الذي يقع على طريق دمشق حلب الدولي أمس الثلاثاء بعد تلقيهم تهديدات من قبل المسلحين".

وقال الباحث الذي فضل عدم ذكر اسمه أن "المركز تعرض خلال الفترة الماضية لاعتداءات متكررة تم خلالها سرقة الكثير من محتويات ومعدات المركز كما قام مسلحون بالسطو على نحو 50 باصاً تابعاً له "وخطفوا موظفين كانوا بداخلها لفترة ثم أطلقوا سراحهم".

وكشف الباحث ان" مدير المركز في حلب تلقى تهديداً خطياً من المسلحين ينذره بأن يخلي المقر خلال 24 ساعة". وقال تلفزيون "الخبر" أن" إدارة المركز قامت بتحويل الموظفين والباحثين الأجانب إلى دول أخرى قبل فترة، حيث تولى باحثون سوريون إدارة المركز".