اعتبر موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان الثلاثاء ان خطته تشكل "الفرصة الاخيرة لتفادي حرب اهلية" في سوريا رغم الانتهاكات المتكررة لوقف اطلاق النار، ، فيما اكدت واشنطن ان رحيل الرئيس السوري بشار الاسد ما زال هدفها.
لكن انان، الذي كان يطلع مجلس الامن مجددا على ما آلت اليه وساطته في سوريا عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من جنيف، حذر من ان مهمته "ليست فرصة مفتوحة الى ما لا نهاية".
ولاحقا، اكد انان في مؤتمر صحافي في جنيف بعد مداخلته في نيويورك ان "هذه الخطة تبقى الفرصة الوحيدة المتبقية لاستقرار البلاد"، معبرا عن "قلقه العميق من ان تغرق البلاد في حرب اهلية شاملة".
واضاف "علينا ان نوقف عمليات القتل".
ولفت انان الى ان "التحرك العسكري الميداني تراجع في شكل طفيف" ولكن "ثمة انتهاكات خطيرة مستمرة" لوقف اطلاق النار الذي اعلن في 12 نيسان/ابريل الفائت.
وقال ايضا "هناك انتهاكات ترتكبها قوات الامن السورية وايضا اعمال ترتكب ضد هذه القوات الحكومية".
واضاف انان الذي وضع خطة من ست نقاط لوضع حد لاعمال العنف في سوريا "اوجه نداء الى جميع من يحملون السلاح، ادعوهم الى التفكير في السكان والى القاء السلاح والجلوس معنا الى الطاولة".
لكنه اقر بان "من الصعوبة بمكان اقناع الاطراف المعنيين بالقاء السلاح".
وردا على سؤال عن الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد مع استمرار اعمال العنف وتعرضت لانتقاد شديد من جانب الدول الغربية، اعتبر انان ان على الحكومة السورية ان تفهم "ان ثمة حاجة ربما الى انتخابات جديدة".
واوضح ان الانتخابات التي جرت الاحد ليست مدرجة في خطته التي تدعو الى "حوار" بين النظام السوري والمعارضة.
وبحسب دبلوماسيين تابعوا مداخلته في نيويورك، فان انان عبر عن خشيته ازاء تزايد انتهاكات حقوق الانسان والاعتقالات والتعذيب في هذا البلد. ولفت خصوصا الى ان السلطات اعتقلت شخصيات معروفة بانها من دعاة اللاعنف.
ودعا الى اطلاق حوار سياسي بين الحكم والمعارضة في سوريا، وهو من اهداف خطته.
وفي جنيف، امل الموفد الدولي في ان يتمكن المراقبون الدوليون ال300 من الانتشار في سوريا بحلول نهاية الشهر، مضيفا "سيكون لهم عندها تاثير اكبر".
وينوي انان التوجه الى دمشق خلال الايام المقبلة، وفق ما صرح السفير البريطاني لدى الامم المتحدة مارك لايل غرانت للصحافيين ولكن من دون ان يحدد موعد هذه الزيارة.
وكان انان قام بزيارة وحيدة لدمشق في مستهل مهمته.
ولفت مسؤول عمليات حفظ الامن في الامم المتحدة ايرفيه لادسو في مداخلة ايضا امام مجلس الامن الى "تراجع ملحوظ" في استخدام الاسلحة الثقيلة من قبل القوات السورية. لكنه اكد بحسب الدبلوماسيين، استمرار العمليات العسكرية وان في شكل اكثر محدودية وكذلك حملات الاعتقال على نطاق واسع.
واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء ان عدد القتلى الذين سقطوا جراء اعمال العنف في سوريا منذ بدء الحراك الشعبي ضد النظام في اذار/مارس 2011، وصل الى 11925 من بينهم 831 (589 منهم من المدنيين) سقطوا بعد اعلان وقف اطلاق النار في 12 نيسان/ابريل.
الى ذلك، قالت المندوبة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس الثلاثاء ان الولايات المتحدة ما زالت مصرة على تشديد الضغوط على الرئيس السوري بشار الاسد كي يرحل عن السلطة.
وقالت رايس امام الصحافيين بعد اجتماع لمجلس الامن شارك فيه عبر الفيديو من جنيف مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان ان "الوضع في سوريا لا يزال صعبا للغاية وخاصة بالنسبة للملايين الذي يتعرضون كل يوم للهجمات والذين يحتاجون الى مساعدة انسانية عاجلة".
وشددت رايس على ان "الولايات المتحدة ما زالت مصرة على تشديد الضغوط على نظام الاسد وعلى الاسد نفسه حتى يرحل عن السلطة".
كما اوضحت ان واشنطن تدعم الجهود الدولية الرامية الى ايجاد تسوية "تضع حدا لاعمال العنف وتسهل عملية انتقال سياسي حقيقية" في سوريا بعد اكثر من عام من حركة احتجاج شعبي تواجه بقمع عنيف من السلطات.
واشارت رايس الى انه توجد حاليا رؤية "متباينة قليلا" بشأن سوريا مع وجود بوادر على تراجع في لجوء دمشق الى استخدام الاسلحة الثقيلة في الايام الاخيرة، لكنها اضافت "راينا تصعيدا للعنف تحت اشكال اخرى وكل يوم يموت اشخاص جدد".
وقالت ايضا ان الولايات المتحدة تتمنى، رغم شكوكها، نجاح خطة كوفي انان المكونة من ست نقاط، مشيرة مع ذلك الى ان نظام الاسد "لم ينفذ كليا ايا من هذه النقاط الست". واوضحت انه في حال فشل هذه الخطة وفشل مهمة انان فان الولايات المتحدة ستكون على استعداد للبحث في "اجراءات اخرى" ضد النظام السوري مثل العقوبات.