انتقدت تركيا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الذي طرح فيه مبادرة سلام لحل الازمة التي تعصف ببلاده منذ 21 شهرا، وهي المبادرة التي رفضتها المعارضة معتبرة إنها تهدف الى إفساد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو إن الرئيس السوري كرر وعودا جوفاء في الخطاب الذي ألقاه في دمشق يوم الأحد.
وأضاف داود اوغلو "تصريحاته ما هي الا تكرار لما يقوله دائما. نفس الوعود التي قدمها لنا."
ومضى يقول "حيث إن الأسد لم تعد له سلطة تمثيل الشعب السوري فإن كلماته ايضا فقدت القدرة على الاقناع... هناك حاجة الى إكمال فترة انتقال سريعا من خلال محادثات بها يكون بها ممثلون للدولة السورية."
ومن جهته، اتهم وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الرئيس السوري بالرياء وقال إن دعوته الى مبادرة للسلام لإنهاء الصراع لن تخدع أحدا.
وأضاف في رسالة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي "خطاب الأسد اكثر من رياء. القتلى والعنف والقمع الذين يحاصرون سوريا من صنعه. الوعود الجوفاء بالإصلاح لن تخدع أحدا."
كما قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون في بيان يوم الأحد إن على الأسد أن يتنحى من أجل الوصول الى حل سياسي للصراع في بلاده.
وقال متحدث باسم أشتون "سنبحث بعناية ما اذا كان الخطاب يحمل اي جديد لكننا متمسكون بموقفنا وهو أن على الأسد أن يتنحى ويسمح بانتقال سياسي."
وعلى صعيدها، رفضت المعارضة السورية مبادرة الأسد وقالت إنها تهدف الى إفساد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع.
وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض وليد البني لرويترز إن الأسد بالمبادرة التي اقترحها يريد قطع الطريق على التوصل الى حل سياسي قد ينتج عن الاجتماع الامريكي الروسي القادم مع الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي وهو ما لن تقبل به المعارضة ما لم يرحل هو ونظامه.
وطرح الرئيس السوري بنود حل سياسي يقوم على ان تدعو الحكومة الى عقد مؤتمر للحوار الوطني بعد وقف العمليات العسكرية في البلاد، وذلك في خطاب مباشر هو الاول له منذ سبعة اشهر.
وقال الاسد في دار الاسد للثقافة والفنون وسط دمشق على وقع تصفيق حشد من الحاضرين ان "الحل السياسي سيكون على الشكل التالي":
- "تلتزم الدول المعنية بوقف تمويل وتسليح وايواء المسلحين ووقف العمليات الارهابية بما يسهل عودة النازحين.
- بعد ذلك مباشرة وقف العمليات العسكرية من قبل قواتنا التي تحتفظ بحق الرد.
- ضبط الحدود (...)
- عقد مؤتمر للحوار الوطني تشارك فيه كل الاطياف.
واكد الاسد ان اي مبادرة من الخارج "يجب ان تستند الى هذه الرؤية السيادية، واي مبادرة هي مبادرة مساعدة لما سيقوم به السوريون ولا تحل محلها".
واشار الى ان الحكومة السورية ستبلور خلال الايام المقبلة هذه الافكار وتطرحها، واي مبادرة "سوف تستند الى هذه الافكار (...) ولا داعي لنضيع وقتنا بافكار تخرج عن هذا السياق".
واعتبر الاسد الاحد ان النزاع المستمر في بلاده منذ 21 شهرا، ليس بين حكم ومعارضة بل بين الوطن واعدائه، وذلك في خطاب القاه في دار الاسد للثقافة والفنون في وسط دمشق.
وقال الاسد "الكثيرون سقطوا في فخ صور لهم بانه صراع بين حكم ومعارضة، صراع على سلطة وكرسي ومنصب، من واجبنا ان نعيد توجيه الرؤية باتجاه البوصلة الحقيقية (...) انه صراع بين الوطن واعدائه بين الشعب والقتلة والمجرمين".
واضاف ان الصراع هو "بين المواطن وخبزه ومائه ودفئه ومن يحرمه من كل ذلك، بين حالة الامان التي كنا نتغنى بها وبث الخوف والذعر في النفوس".
وسأل "هل هذا صراع على كرسي ومنصب، ام صراع بين الوطن واعدائه؟ هل هو صراع على سلطة ام انتقام من الشعب الذي لم يعط اولئك الارهابيين القتلة الكلمة المفتاح من اجل تفتيت سوريا وتفتيت مجتمعها؟".
واضاف "يسمونها ثورة وهي لا علاقة لها بالثورة لا من قريب ولا من بعيد (...) الثورة تكون ثورة الشعب، لا ثورة المستوردين من الخارج كي يثوروا على الشعب، هي ثورة من اجل مصلحة الشعب ليس ضد مصالح الشعب".
وسأل "بالله عليكم، هل هذه ثورة وهل هؤلاء ثوار؟ انهم حفنة من المجرمين"، في اشارة الى المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية على الارض.