اتهم النظام السوري السبت المعارضة بانتهاك الهدنة الإنسانية في مدينة حمص التي دخلت حيز التنفيذ بالأمس الجمعة. بينما رد ناشطون معارضون سوريون بدورهم متهمين النظام بخرق الهدنة وقصف المدينة منذ الصباح بقذائف الهاون. فيما أعلن "الهلال الأحمر" السوري على تويتر أن شاحنات المساعدات جاهزة وتنتظر فقط إشارة الانطلاق لنقل حمولتها إلى مدينة حمص القديمة.
تبادل النظام السوري وناشطون معارضون تهمة انتهاك الهدنة الإنسانية صباح السبت في مدينة حمص القديمة حيث تسعى الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إلى إيصال مساعدات عاجلة إلى مدنيين محاصرين في المدينة منذ أكثر من 600 يوم.
وأعلن محافظ حمص طلال البرازي في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا) السبت أن "المجموعات الإرهابية خرقت الهدنة هذا الصباح في مدينة حمص القديمة وأطلقوا قذائف هاون على مقر قوى الأمن". وأضاف "طلبنا من القادة العسكريين أقصى درجات ضبط النفس لإجلاء المدنيين الذين تحتجزهم المجموعات المسلحة في مدينة حمص القديمة".
لكن ناشطين اتهموا في بيان النظام بعرقلة العملية. وقال الناشطون إن "القطاعات المحاصرة تقصف بمدافع الهاون منذ صباح السبت". وأوضحوا أن "القصف يستهدف أيضا الطريق الذي ستسلكه القافلة الإنسانية"، مؤكدين أن مصدر القصف مناطق موالية للنظام على تخوم الأحياء المحاصرة.
وفي خبر عاجل أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية فإن أربعة من العاملين في الهلال الأحمر السوري، أصيبوا بجروح إثر إطلاق ما وصفتهم بـ"الإرهابيين" النار اثناء محاولة إدخال المساعدات الإنسانية لحمص.
وكان المنسق الإنساني للأمم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو قال مساء الجمعة إن "فرق الأمم المتحدة قامت بتجميع المواد الغذائية والمعدات (...) التي يفترض أن يتم تسليمها فور خروج أول مجموعة من المدنيين ونأمل في إرسال هذه المساعدات صباح السبت".
وقال مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم الجمعة "نقلوا إلى أمكنة اختاروها بمواكبة الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري". ولم يتمكن الصحافيون من الاقتراب من الحافلات أو التحدث إلى المدنيين.
ويشكل هؤلاء المدنيون دفعة أولى من نحو ثلاثة آلاف شخص ما زالوا في هذه الأحياء المحاصرة منذ يونيو/حزيران 2012. وفي المجموع، تم الجمعة إجلاء 83 شخصا من نساء وأطفال ومسنين.
وقال الناشط المعارض يزن إن "الناس الذين يخرجون لديهم مشاعر متضاربة. طبعا هم سعيدون لأن الكابوس انتهى بعد 600 يوم من الحصار"، إلا إنهم في الوقت نفسه "خائفون من المستقبل، خائفون من أن يتعرضوا للتوقيف على يد النظام". وأضاف "لا أحد يثق بالنظام".