تركيا تجبر طائرة أرمينية على الهبوط وتفتشها وتحظر مجالها على الطيران السوري

تاريخ النشر: 15 أكتوبر 2012 - 10:19 GMT
حظرت تركيا عبور كل الطائرات السورية مجالها الجوي
حظرت تركيا عبور كل الطائرات السورية مجالها الجوي

قالت مصادر من هيئة المطارات التركية إن السلطات التركية فتشت طائرة أرمينية بعد ارغامها على الهبوط في مدينة ارضروم بشرق البلاد يوم الإثنين.

وكانت تركيا أرغمت طائرة سورية قادمة من موسكو يوم الأربعاء الماضي على الهبوط وقالت إنها تحمل ذخيرة روسية إلى الجيش النظامي الأمر الذي أغضب موسكو ودمشق.

وتحظر الطيران السوري

وحظرت تركيا عبور كل الطائرات السورية مجالها الجوي في تصعيد لموقفها من الرئيس بشار الأسد بينما قالت المعارضة السورية المسلحة يوم الأحد انها حققت مزيدا من الانتصارات في محافظة إدلب القريبة من الحدود التركية.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن قوات الحكومة السورية ألقت قنابل عنقودية روسية الصنع على مناطق مدنية في الاسبوع الأخير في اطار محاولاتها لوقف تقدم المعارضة وهو ما تقول جماعات حقوقية انه قد يمثل جريمة حرب.

وتقوم تركيا -عضو حلف شمال الاطلسي- بشكل متزايد بدور قيادي في التحالف الدولي ضد الأسد.

واشتدت المواجهة بين تركيا وسوريا في الاسبوعين الاخيرين بسبب حوادث قصف عبر الحدود وتصاعدت في العاشر من تشرين الاول/ أكتوبر عندما اجبرت أنقرة طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية قادمة من موسكو على الهبوط في اراضيها قائلة انها كانت تنقل ذخيرة روسية لجيش الأسد.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يوم الأحد ان المجال الجوي التركي اغلق أمام الطائرات السورية. وحظرت سوريا مرور الطائرات التركية فوق اراضيها يوم السبت.

وقال أوغلو "اتخذنا قرارا جديدا أمس واخطرنا سوريا به. اغلقنا مجالنا الجوي أمام الرحلات المدنية السورية وكذلك الرحلات العسكرية."

وتقول روسيا ان الطائرة التي ارغمت على الهبوط لم يكن على متنها اسلحة وكانت تحمل شحنة قانونية من معدات الرادار. لكنها سعت لتهدئة التوتر مع انقرة وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف ان الحادث لن يلحق الضرر بالعلاقات "المتينة" بين البلدين.

وشهدت سوريا زيادة ملحوظة في إراقة الدماء في الشهرين الاخيرين إلا ان ايا من الطرفين لم يستطع تحقيق تفوق واضح. ويدور القتال في انحاء البلاد لكن المعارك الاستراتيجية البارزة تدور في محيط قوس بغرب سوريا حيث يعيش معظم السكان.

وقال نشطاء معارضون ان المعارضة المسلحة طوقت معسكرا يوم الأحد بالقرب من بلدة بشمال غرب البلاد في خطوة جديدة للاستيلاء على مزيد من الاراضي في محافظة إدلب القريبة من الحدود التركية.

كما نشر معارضون تسجيلا مصورا على الانترنت يظهر ما يبدو انها طائرة مقاتلة قالوا انهم اسقطوها في المنطقة في اليوم السابق.

وحوصر مئات الجنود مع تطويق قاعدة اورم الصغرى الواقعة على الطريق الرئيسي بين حلب وتركيا.

وقال النشط فراس فليفل لرويترز هاتفيا من محافظة ادلب غربي حلب "هاجمت المعارضة المسلحة رتلا مدرعا أرسل من حلب لانقاذ اللواء 46 في اورم الصغرى واوقفته". وأضاف ان الطائرة اسقطت اثناء محاولتها تقديم دعم جوي للرتل.

وتقول المعارضة المسلحة انها وسعت نطاق سيطرتها في المحافظة الزراعية على مدى الاسبوع الاخير واستولت على عدة بلدات على الحدود وحققت مكاسب في سهل الروج غربي مدينة ادلب عاصمة المحافظة.

والمحافظة هي القاعدة الاساسية وطريق الامداد لمقاتلي المعارضة الذين يخوضون حربا ضد قوات الأسد للسيطرة على حلب كبرى المدن السورية التي يقطنها عدة ملايين والتي يمكن ان تحدد مسار الانتفاضة المستمرة منذ 19 شهرا.

وبعد قتال ضار على مدى اربعة ايام في بلدة عزمارين والقرى المحيطة بها على الحدود مع اقليم هاتاي التركي تسيطر المعارضة المسلحة على المنطقة سيطرة هشة.

وقال أحمد قاسم وهو من مقاتلي المعارضة لرويترز بعد العبور الى تركيا "تلك المناطق هي اخر مناطق يسيطر عليها الاسد قرب الحدود. اذا فقدها فستصبح كل الحدود في محيط هاتاي تحت سيطرة الجيش السوري الحر."

واضاف "جيش الاسد يلفظ أنفاسه الاخيرة في هذه المنطقة."

ولا تزال قوات الاسد تسيطر على مدينة ادلب الواقعة على طريق سريع يربط بين حلب وميناء اللاذقية مما يجعل الطريق هدفا هاما للمعارضة.

وقال أبو علي وهو ناشط يستخدم اسما مستعارا "ازيلت كثير من حواجز الطرق الى ادلب. المعارضة تركز الان على امداد طريق حلب السربع."

وقالت هيومن رايتس ووتش -التي تتخذ من نيويورك مقرا- ان القنابل العنقودية القيت من طائرات نفاثة وطائرات هليكوبتر بالقرب من الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب والمار ببلدة معرة النعمان التي استولى عليها المعارضون الاسبوع الماضي قاطعين الطريق من دمشق الى حلب.

وسبق ان ابلغت هيومن رايتس ووتش عن استخدام سوريا للقنابل العنقودية - التي تحظر اغلب الدول استخدامها - في تموز/ يوليو و آب / اغسطس لكن تجدد استخدامها في الغارات يظهر مدى تصميم الحكومة على استعادة السيطرة على منطقة الشمال الغربي الاستراتيجية.

وتنفجر القنابل العنقودية لتنتشر منها مئات القنابل الصغيرة في مساحة واسعة كسلاح مضاد للافراد صمم لقتل أكبر عدد ممكن من الاشخاص. وتحظر أكثر من 100 دولة استخدام هذه القنابل أو تخزينها أو نقلها أو بيعها وفق اتفاقية صارت ضمن القانون الدولي في 2010 لكن سوريا لم توقع عليها وكذلك روسيا والصين والولايات المتحدة.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن من بين البلدات التي استهدفت بهذه القنابل معرة النعمان والتمانية وتفتناز وألتح. وقالت المنظمة المعنية بحقوق الانسان ان القنابل العنقودية استخدمت ايضا في مناطق اخرى في محافظات حمص وحلب واللاذقية بالاضافة الى مناطق قريبة من دمشق.

وقال ستيف جوز مدير ملف الاسلحة قي هيومن رايتس ووتش "بدا استخفاف سوريا بسكانها المدنيين جليا من خلال حملتها الجوية التي تشمل فيما يبدو اسقاط هذه القنابل العنقودية المميتة على المناطق المأهولة."

وقالت هيومن رايتس ووتش انها علمت أولا باستخدام هذه القنابل من جديد من تسجيلات مصورة بثها نشطاء المعارضة على الانترنت ثم تأكدت من ذلك في مقابلات مع سكان في بلدتين.

ولم تتوفر لدى هيومن رايتس ووتش معلومات بشأن الاصابات. وقالت المنظمة ان القنابل روسية الصنع لكنها لا تعرف كيف ومتى حصلت عليها سوريا.

ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من المسؤولين السوريين على تقرير هيومن رايتس ووتش. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء يوم الأحد ان القوات الحكومية قتلت عشرات من "الارهابيين" في حلب وضبطت صواريخ.

وزار مبعوث الامم المتحدة الخاص بسوريا الاخضر الابراهيمي طهران يوم الأحد. والتقي الابرهيمي الذي تولى المهمة خلفا للأمين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان مع وزير الخارجية علي أكبر صالحي.

وقال الابراهيمي في مؤتمر صحفي بعد اللقاء "نعتقد ان بالامكان حل هذه المشاكل سلميا. الامم المتحدة والجامعة العربية مستعدتان لتقديم اي مساعدة لحل هذه الازمة.. الامم المتحدة مستعدة وتطالب بوقف ارسال اسلحة لكل الجماعات في سوريا."

وقال صالحي ان ايران مستعدة للعمل مع الابراهيمي من اجل السلام وكرر دعوته لوقف اطلاق النار فورا قبل اجراء اصلاحات وانتخابات لحل الصراع.

وقال "نحتاج جميعا لتوحيد الصفوف حتى يمكن انهاء هذا الصراع ووقف اراقة الدماء."

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ان الابراهيمي سيزور سوريا قريبا لمحاولة اقناع الأسد بالدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار.

واجتمع الابراهيمي مع الرئيس التركي عبد الله جول ووزير الخارجية داود اوغلو واعضاء من المعارضة السورية في اسطنبول يوم السبت.