تظاهرات تعم سوريا تحية لاطفال مذبحة الحولة والعنف مستمر

تاريخ النشر: 01 يونيو 2012 - 07:16 GMT
صورة مأخوذه عن يوتيوب لما يعتقد انها جثة لجندي منشق دهستها دبابة سورية
صورة مأخوذه عن يوتيوب لما يعتقد انها جثة لجندي منشق دهستها دبابة سورية
تظاهر عشرات الوف السوريين اليوم الجمعة تكريما للاطفال الذين قضوا في الحولة في 25 ايار/مايو، في وقت دعا مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الى تحقيق في المجزرة التي قتل فيها 108 اشخاص بينهم 49 طفلا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان "اكثر من 250 الف شخص تظاهروا" في المناطق السورية كافة، وان التظاهرات شملت محافظات درعا (جنوب) ودمشق وريفها وحمص وحماة (وسط) وادلب (شمال غرب) وحلب (شمال) ودير الزور (شرق) والحسكة والرقة (شمال شرق) واللاذقية (غرب) "بالرغم من الانتشار الامني الكثيف".
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "تظاهرات حلب تصدرت بعدد المتظاهرين الحاشد للاسبوع الثالث على التوالي التظاهرات في كل البلاد".
وذكر "المجلس الوطني السوري" المعارض ان مدينة حلب "شهدت اكبر التظاهرات فيها منذ بدء الثورة" في منتصف آذار/مارس 2011.
وهتف متظاهرون في شارع الملعب البلدي العريض في حلب "ليش خايفين، الله معنا"، ثم "حرية، حرية"، بحسب ما اظهر شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت.
في ادلب، هتف الالاف في ساحة تجمعوا بها في بلدة سرمين "الشعب يريد اعدام الرئيس".
ورفعت لافتات في "جمعة اطفال الحولة مشاعل النصر" في كل مكان تندد بالمجزرة التي تتهم المعارضة "قوات النظام وشبيحته" بارتكابها، بينما تقول السلطات انها من تنفيذ "مجموعات ارهابية مسلحة".
واقيمت في عدد من المساجد صلاة الغائب عن ارواح "شهداء الحولة" بناء على دعوة بثها التلفزيون السوري الرسمي.
وقال رئيس اتحاد علماء بلاد الشام محمد سعيد رمضان البوطي في خطبته من جامع بني امية الكبير في دمشق "يا عجب من جماعة تقبع داخل ظلام مكشوف وهي جماعة مكشوفة لتضع خطة جهنمية لمذبحة بل لمجزرة" الهدف منها "ان تلتهب من جرائها حرب طائفية".
واطلقت قوات النظام النار على عدد من التظاهرات، ما تسبب بمقتل شخصين في حلب. كما قتل 17 شخصا آخرين في اشتباكات واعمال عنف وانفجارات في مناطق اخرى.
في جنيف، صوت مجلس حقوق الانسان الجمعة لصالح قرار يطلب اجراء "تحقيق خاص" حول مجزرة الحولة.
وصدر القرار باغلبية 41 صوتا خلال جلسة خاصة عقدها المجلس حول سوريا، وصوتت روسيا والصين وكوبا ضد القرار.
وجاء في القرار ان مجلس حقوق الانسان "يدين باشد عبارات الادانة عمليات القتل الهمجية ل49 طفلا" ويطلب من لجنة التحقيق الدولية التي تعمل بتفويض منه منذ آب/اغسطس 2011 "اجراء تحقيق خاص، شامل مستقل وبدون عوائق بما يتفق والمعايير العالمية، حول احداث الحولة".
واتهم مندوب سوريا في مجلس حقوق الانسان فيصل الحموي في اتصال هاتفي اجراه معه التلفزيون السوري عقب الكلمة التي القاها امام المجلس "ان الهدف من الاتهام هو دفع الازمة في سوريا الى المزيد من التعقيد"، مضيفا "انهم لا يريدون للازمة ان تنفرج بالشكل السلمي الذي يحقق الامن والامان للبلد والشعب، انهم يريدون تفتيت البلد لمصلحة اسرائيل".
في موسكو، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية ان "مأساة الحولة اظهرت الى اين تؤدي المساعدة المالية وارسال اسلحة حديثة عن طريق التهريب الى المتمردين، وتجنيد مرتزقة والمساعدات لشتى انواع المتطرفين".
واتهمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من جهتها روسيا بمواصلة تزويد نظام الرئيس بشار الاسد بالاسلحة، مؤكدة ان هذا الامر يثير "قلقا جديا" لدى الولايات المتحدة.
ونفى الرئيس الروسي فلادمير بوتين تزويد بلاده سوريا باسلحة "يمكن استخدامها في حرب اهلية".
واكد بوتين والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل في مؤتمر صحافي في برلين انهما متفقان على ضرورة العمل من اجل "حل سياسي" في سوريا.
واتهم المجلس الوطني السوري المعارض من جهته إيران بدعم نظام الأسد بالسلاح والتدريب والمال، وطالب جامعة الدول العربية في اجتماعها الوزاري المقرر السبت في الدوحة الطلب من ايران وقف "تدخلها السافر" في الشأن الداخلي السوري. كما طلب من مجلس الأمن الدولي منع تهريب السلاح من ايران الى النظام السوري.
وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة اثر محادثات في اسطنبول مع المعارضة السورية والامين العام للامم المتحدة بان كي مون من ان سوريا "على شفير حرب اهلية شاملة" وينبغي ان تطبق خطة كوفي انان.
كذلك رأى بوتين "مؤشرات تنذر بحرب اهلية" في سوريا، قائلا "انه امر خطير للغاية".
وذكر ناشطون اليوم ان القوات النظامية السورية اقدمت على تنفيذ "اعدام ميداني" في حق 12 عاملا سوريا على حاجز في ريف القصير في محافظة حمص.
وقال الناشط سليم قباني من لجان التنسيق المحلية السورية في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "كان العمال في حافلة عندما اجبروا على التوقف على حاجز في ريف القصير. انه اعدام ميداني. قام عناصر الحاجز بتكبيل ايديهم وراء ظهورهم وقتلهم رميا بالرصاص".
وانتهت ظهر الجمعة المهلة التي حددتها "القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل" للنظام السوري لوقف العنف، تحت طائلة التنصل من خطة انان.
وقال الناطق باسم القيادة ان الجيش الحر سيستانف "عملياته الدفاعية" بعد انتهاء المهلة، مضيفا ان "خطة انان فشلت. (...) لن نشن هجمات لاننا لا نريد ان يشار الينا بأننا مسؤولون عن فشل خطة السلام".
وعبر الموفد الدولي الى سوريا كوفي انان الجمعة في بيروت عن "احباطه" جراء استمرار اراقة الدماء في سوريا، داعيا الرئيس السوري بشار الاسد الى اتخاذ خطوات "جريئة" من اجل وضع حد للعنف.
ودعا المجتمع الدولي الى تكثيف الجهود لايجاد حل.
واعلن، بموجب خطة انان، وقف لاطلاق النار في سوريا في 12 نيسان/ابريل لم ينفذ عمليا.
وقتل اكثر من 2200 سوري، غالبيتهم من المدنيين، منذ ذلك التاريخ، ما يرفع عدد القتلى منذ بدء الاضطرابات قبل 14 شهرا الى اكثر من 13400، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن