حرب كلامية بين روسيا والغرب والمعارضة تتراجع في القصير

تاريخ النشر: 01 يونيو 2013 - 04:43 GMT
قوات الأسد تتقدم وحرب كلامية بين روسيا والغرب قبل محادثات جنيف
قوات الأسد تتقدم وحرب كلامية بين روسيا والغرب قبل محادثات جنيف

استمرت المعارك بين القوات السورية وقوات حزب الله التي تحاصر مدينة القصير الحدودية من جانب ومقاتلي المعارضة من جهة اخرى في حين حذرت الأمم المتحدة جميع الاطراف بانها ستحاسب على ما تسببه من معاناة للمدنيين المحاصرين بداخل المدينة.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ان القتال يدور داخل القصير وفي القرى المحيطة بها والتي تسيطر عليها قوات الأسد ومنعت الوصول إلى المدينة.

وطلبت المعارضة مساعدة عسكرية ومعونة طبية لمئات من المصابين في الهجوم الذي شنته القوات الحكومية التي تقاتل بضراوة حول العاصمة دمشق وفي جنوب البلاد ووسطها.

ويدور القتال في القصير في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة وروسيا لتقريب هوة الخلاف العميقة بشأن سوريا واتاحة جلوس الطرفين إلى طاولة المفاوضات لايجاد حل سياسي للحرب الاهلية التي اودت بحياة 80 ألف شخص.

وقالت الأمم المتحدة إن الامين العام بان جي مون يراقب القتال في القصير "بقلق بالغ" ودعا الطرفين الى السماح بخروج المدنيين من المدينة التي كان يقطنها 30 ألف نسمة.

وذكر بيان للأمم المتحدة "اعين العالم عليهم .. وسيحاسبون على اي اعمال وحشية ترتكب ضد المدنيين في القصير."

وذكر المرصد الذي يتابع الاحداث في سوريا من خلال مصادر طبية وامنية ان شخصا على الاقل قتل جراء المعارك داخل القصير.

كما حاولت المعارضة مهاجمة قاعدة الضبعة الجوية التي سيطر عليها الجيش يوم الاربعاء وقاتلت قوات الاسد في محيط قرية الضبعة.

وتهدف معركة القصير لتأمين طرق امداد قرب الحدود السورية اللبنانية إذ يتبادل الطرفان الاتهامات باستغلالها لدعم قواته داخل سوريا.

وضيقت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد الخناق على مقاتلي المعارضة في مدينة القصير الاستراتيجية يوم الجمعة في هجوم مضاد يغير موازين الحرب السورية قبل مؤتمر سلام مزمع في الشهر المقبل.

وقال معارضون إنهم تمكنوا من إدخال مقاتلين إلى المدينة الواقعة على الحدود اللبنانية حيث يحاصرهم جيش الأسد وحلفاؤه في حزب الله اللبناني الذين أعلنوا مشاركتهم في الحرب بجانب الرئيس السوري.

تأتي المعركة وسط جهود دبلوماسية مكثفة قبل المؤتمر الذي دعت إليه الولايات المتحدة وروسيا وهي المرة الأولى منذ عام التي تتفق فيها القوى العالمية التي تدعم طرفي الصراع في سوريا على إجراء محادثات بشأن إيجاد سبيل لإنهاء الحرب الأهلية.

ورغم أن الهدف من الدعوة إلى إجراء محادثات سلام في جنيف هو تهدئة الحرب الكلامية إلا انها جاءت بنتيجة عكسية حيث تتبادل روسيا والغرب التهديدات بتصعيد الصراع عن طريق إرسال أسلحة إلى الطرفين المتحاربين.

وانقسم العالم حول الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين والتي أودت بحياة ما لا يقل عن 80 ألف شخص وأثارت نعرات طائفية خطيرة في الشرق الأوسط بين السنة والشيعة. وفر ملايين السوريين من منازلهم ويتصاعد العنف الطائفي في لبنان والعراق اللذين شهدا حربين أهليتين بين السنة والشيعة في الماضي.

وتدعم روسيا وإيران الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية بينما تدعم دول غربية ومعظم الدول العربية وتركيا مقاتلي المعارضة وأغلبهم من السنة.

واقترحت موسكو يوم الجمعة أن تعجل بتسليم صواريخ متقدمة مضادة للطائرات إلى حكومة الأسد لمنع الغرب من التدخل رغم أنها طرحت إمكانية تعليق الشحنة لتحول صفقة الصواريخ إلى ورقة مساومة قبل محادثات السلام المزمعة في جنيف.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إن من غير المقبول أن تتحدث موسكو عن تسليح الحكومة السورية قبل المؤتمر رغم أنه كرر تهديده بتسليح المعارضين.

وحقق مقاتلو المعارضة مكاسب كبيرة في النصف الثاني من عام 2012 وانتزعوا السيطرة على مساحات شاسعة في البلاد من قوات الأسد مما دفع قادة الغرب إلى القول بأن أيام الرئيس السوري في السلطة باتت معدودة