دول الخليج تفقد الأمل بخطة عنان والصين وروسيا متحدتان في رفض التدخل الأجنبي

تاريخ النشر: 05 يونيو 2012 - 05:32 GMT
اثار القصف على منطقة الحميدية في حمص
اثار القصف على منطقة الحميدية في حمص
قالت السعودية الثلاثاء إن دول الخليج العربية بدأت تفقد الأمل في حل أزمة سوريا عبر خطة المبعوث الدولي كوفي عنان، فيما حثت روسيا والصين المجتمع الدولي على تأييد الخطة رغم دعوات دول عربية وغربية لتحرك أشد ردا على استمرار إراقة الدماء.
وقال الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل للصحفيين في مدينة جدة الساحلية عقب اجتماع لمجلس التعاون الخليجي في إشارة لخطة عنان "احنا في الحقيقة بدأنا نفقد الأمل في إمكانية الوصول الي حل عن هذا الطريق ان لم يكن هناك قرار من مجلس الأمن على الفصل السابع ينص على تطبيق النقاط الست على أساس الفصل السابع."
ودعا مجلس الأمن إلى وضع خطة عنان تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وهو إجراء يجيز استخدام القوة. 
وتدعو خطة عنان الى الاتفاق من خلال التفاوض على حل للأزمة السورية بعد وقف لاطلاق النار لم يتماسك حتى الآن.
اعرب وزير الخارجية السعودي عن اعتقاده ان الوقت حان لكي تغير موسكو سياستها تجاه سوريا وتتخلى عن تاييد النظام للعمل على انتقال السلطة.
وقال ان "الوقت حان لكي ينتقل تاييد روسيا من النظام الى السعي لوقف القتال وانتقال السلطة سلميا ما سيحفظ لها مصالحها في سوريا والعالم العربي".
وتابع "نأمل ان تعيد تقييمها لسياستها في المنطقة وخصوصا تجاه سوريا فهيء تخطىء مع التيار الشعبي السوري (...) والا فانها ستفقد الشيء الكثير على الساحة العربية".
واعتبر الفيصل ان "موقفها في مجلس الامن لا مبرر له" في اشارة الى ممارسة موسكو حق النقض مرتين لافشال قرارات من شانها ادانة النظام في سوريا.
وكان المجلس الوزاري للجامعة العربية طالب السبت الماضي في اجتماع استثنائي في الدوحة مجلس الامن بتطبيق هذه الخطة عبر اللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، من دون الاشارة الى عمل عسكري.
وحضر انان اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بسوريا محذرا من تعاظم مخاطر اندلاع حرب طائفية في هذا البلد قائلا ان "شبح حرب شاملة مع بعد طائفي مقلق يكبر يوما بعد يوم".
ومن جانبهما، حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني هو جينتاو جميع الدول يوم الثلاثاء على دعم وساطة عنان ومراقبي الامم المتحدة وحل سياسي في سوريا.
ويكشف توحد موقفي بوتين والرئيس الصيني عن إحجامهما عن التخلي عن خطة عنان التي يعتبرانها أفضل مسار قابل للتطبيق لإحلال السلام في سوريا. وتحمل حكومات غربية وعربية قوات الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية المذبحة التي قتل فيها 108 أشخاص الشهر الماضي ويطالب كثيرون بموقف أكثر صرامة.
وأعلن مقاتلو المعارضة السورية يوم الاثنين انهم أصبحوا غير ملتزمين بوقف اطلاق النار الذي تدعمه الامم المتحدة لان الاسد لم يلتزم بمهلة يوم الجمعة التي حددوها له لتطبيق وقف اطلاق النار.
لكن رئيسي روسيا والصين قالا إنه ينبغي عدم التخلي عن خطة عنان.
وقال التلفزيون الرسمي الصيني بعد اجتماع بين هو وبوتين في بكين "فيما يتعلق بالقضية السورية قال رئيسا الدولتين انه على المجتمع الدولي ان يستمر في دعم جهود الوساطة للمبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية (كوفي) عنان ولبعثة الامم المتحدة للمراقبة ودعم الحل السياسي للمشكلة في سوريا."
وعرقلت الصين وروسيا باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة جهود دول غربية لادانة الرئيس السوري او المطالبة بتنحيه. وقالت المنظمة الدولية ان قواته قتلت أكثر من 9000 شخص منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكمه في مارس آذار من العام الماضي.
وتسير القضية السورية في إطار نمط تنضم فيه الصين الى روسيا عادة في معارضة المطالب الغربية بالتدخل في الازمات. وفي عام 2011 اتهمت الدولتان حلف شمال الاطلسي بأنه حول بطريقة غير مشروعة تفويض الامم المتحدة الممنوح له لحماية المدنيين في ليبيا الى حملة موسعة للاطاحة بمعمر القذافي.
وصوتت روسيا والصين وكوبا يوم الجمعة الماضي ضد قرار أصدره مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف الذي يضم 47 دولة يدين سوريا بسبب مذبحة الحولة ويطالب بتحقيق تجريه الامم المتحدة لجمع الادلة من أجل محاكمة جنائية محتملة.
وقالت وزارة الخارجية الصينية يوم الثلاثاء أيضا إن بكين وموسكو تعارضان التدخل الأجنبي في سوريا أو تغيير النظام بالقوة.
وقال ليو وي مين المتحدث باسم الخارجية الصينية في إفادة صحفية يوم الثلاثاء إن البلدين ظلا على اتصال وثيق فيما يتعلق بالأزمة السورية ويعتقدان أنه يجب أن يكون هناك وقف فوري للعنف مضيفا أن الحوار السياسي يجب أن يبدأ بأسرع وقت ممكن.
وقال ليو "الجانبان يعارضان التدخل الخارجي في سوريا ويعارضان تغيير النظام بالقوة."
وأضاف "نعتقد انه في نهاية المطاف يجب التعامل مع القضية السورية بطريقة مناسبة من خلال التشاور بين الاطراف المختلفة في سوريا."
واعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الثلاثاء، ان روسيا لا تعتبر بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة شرطا مسبقا لتسوية النزاع في سوريا.
وقال غاتيلوف لوكالة ايتار تاس غداة لقائه الموفد الدولي كوفي انان في جنيف "لم نقل ابدا، او فرضنا شرطا بان الاسد يجب ان يبقى بالضرورة في السلطة عند انتهاء العملية السياسية" في سوريا.
واضاف كما نقلت عنه الوكالة الروسية من جنيف "هذه القضية يجب ان يعالجها السوريون بانفسهم".
ولم تتراجع روسيا حتى الان عن دعمها لحليفها السوري رغم انها امتنعت مرات عدة في السابق عن ابداء دعم لسلطة الاسد شخصيا.
ودعا قادة الاتحاد الاوروبي الكرملين خلال القمة بين روسيا والاتحاد الاوروبي الاثنين في سان بطرسبورغ الى العمل معا من اجل "انتقال سياسي".
بدوره، اعلن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الاثنين ان الولايات المتحدة تركز حاليا على "التحضير للانتقال السياسي في سوريا".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن