ادانت روسيا المذبحة التي راح ضحيتها عشرات السوريين في قرية التريمسة قرب حماة، واعرب المبعوث الدولي كوفي انان عن "صدمته وروعه" للمجزرة، في حين دعت فرنسا عقبها مجلس الامن الى تجمل مسؤولياته.
وقال بيان لوزارة الخارجية "ليس لدينا شك في أن هذا الاعتداء يخدم مصلحة تلك القوى التي لا تسعى للسلام وإنما تسعى بشكل حثيث لنشر بذور الصراع الطائفي والأهلي على الأرض السورية."
ولم تحمل وزارة الخارجية الروسية المعارضة السورية بشكل مباشر اللوم عن المذبحة التي قالت مصادر بالمعارضة إنها وقعت عندما قصفت طائرات هليكوبتر ودبابات قرية قبل أن تقتحمها ميليشيات وتقتل بعض الأسر.
ومن جانبه، اعرب مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان عن "صدمته وروعه" من الانباء عن "معارك كثيفة" وعن سقوط عدد كبير من الضحايا في قرية التريمسة السورية و"دان هذه الفظاعات باشد العبارات".
وقال انان "من الملح جدا ان تتوقف اعمال العنف وهذه الفظاعات ومن المهم اكثر من اي وقت مضى ان تقوم الحكومات التي لها نفوذ بممارسته بشكل فعال للتاكد من توقف العنف - على الفور".
وفي بيان نشر الجمعة في جنيف، اعتبر مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة ان ذلك يشكل "انتهاكا لالتزام الحكومة وقف استخدام الاسلحة الثقيلة في اماكن سكنية والتزامها بالنقاط الست لخطة السلام".
وجاء في البيان "في مواجهة هذا التذكير الجديد بالكابوس والرعب الذي يعيشه المدنيون السوريون" تحدث انان عن "معارك عنيفة وعدد كبير من الضحايا واستخدام مؤكد لاسلحة ثقيلة مثل المدفعية ودبابات ومروحيات".
واوضح ان بعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا مستعدة للتوجه الى المكان "والتحقق من الوقائع اذا سمحت الظروف بذلك". وطالب باحترام حرية تنقل هؤلاء المراقبين.
وفي دمشق، اعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود اليوم الجمعة ان المراقبين مستعدون للتوجه الى التريمسة في محافظة حماة حيث افيد عن مجزرة امس للتحقق مما حصل، "عندما يكون هناك وقف جدي لاطلاق النار".
وقال مود في مؤتمر صحافي في دمشق ان بعثة المراقبين الدوليين "مستعدة للتوجه (الى التريمسة) والتحقق من الوقائع اذا او عندما يحصل وقف جدي لاطلاق النار".
واضاف الجنرال النروجي "كما تعلمون جميعا، لقد علقت بعثة المراقبين الدوليين مهمتها بسبب المستوى غير المقبول من العنف ميدانيا (...) الا ان (البعثة التي ينتشر) مراقبوها في جميع المناطق تشاهد ما يجري وتتواصل مع جميع الاطراف على أرض الواقع".
وتابع ان المراقبين من خلال وجودهم في محافظة حماة (وسط) "تمكنوا امس من معاينة استمرار القتال في محيط التريمسة التي شاركت فيها وحدات الية والمدفعية والحوامات".
من جهة اخرى، اكد المتحدث باسم كوفي انان في جنيف انه سيتوجه الاثنين الى موسكو لاجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وكان مصدر في وزارة الخارجية الروسية اعلن ان المحادثات ستتناول "الوضع الحالي في سوريا وافاق التوصل الى تسوية بين الاطراف" (المعنيين بالنزاع في سوريا)، كما نقلت وكالة ايتار-تاس.
ولم يعط احمد فوزي المتحدث باسم انان تفاصيل اضافية لوكالة فرانس برس حول الزيارة التي تاتي بعد اسبوع على جولة لانان شملت دمشق وطهران وبغداد.
ورفع انان تقريرا بجولته امام مجلس الامن الدولي الاربعاء عبر الحلقة التلفزيونية المغلقة من جنيف.
ولدى انان فريق من 20 شخصا في جنيف لمساعدته في مهمته، بحسب مصدر رفيع المستوى في الامم المتحدة لفرانس برس.
الى ذلك، رات فرنسا الجمعة ان مجزرة التريمسة تشير الى "هروب الى الامام قاتل يقوم به النظام" داعية مجددا مجلس الامن الدولي الى "تحمل مسؤولياته".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو خلال مؤتمر صحافي ان "هذه الماساة تعكس كم يترتب على الحكومة السورية القيام بخطوة اولى في اتجاه وقف اعمال العنف".
وقصفت قوات نظامية سورية الخميس بلدة التريمسة في محافظة حماة مستخدمة الدبابات والمروحيات، ما تسبب بمقتل اكثر من 150 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واضاف فاليرو ان "هذه الجريمة الجديدة، اذا تاكدت تظهر مرة اخرى هروب قاتل الى الامام يقوم به نظام بشار الاسد ويظهر ضرورة القيام بتحرك قوي في مجلس الامن الدولي". وقال "بالطبع على بشار الاسد الرحيل لكي يمكن بدء انتقال سياسي".
من جهتها اتهمت دمشق الجمعة "قنوات الاعلام الدموي" و"مجموعات ارهابية مسلحة" بارتكاب اعمال القتل لاستجرار التدخل الخارجي.
وقال برنار فاليرو ان "تشديد الحزم ينبغي ان يمر من الان فصاعدا عبر التهديد بعقوبات من مجلس الامن .. حان الوقت ليتحمل الكل مسؤولياته، فرنسا تتحمل مسؤولياتها"، في اشارة ضمنية الى الصين وروسيا اللتين تعرقلان حتى الان اي تحرك حازم من الامم المتحدة حول سوريا.
ورفضت روسيا الخميس مشروع قرار في مجلس الامن الدولي قدمه الغربيون وينص على فرض عقوبات على الحكومة ان لم توقف استخدام الاسلحة الثقيلة ضد المعارضة.
ويدعو الغربيون الى اصدار هذا القرار تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز اتخاذ تدابير قسرية كفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وصولا الى امكانية استخدام القوة.
واشار فاليرو الى ان "المباحثات تتواصل اليوم (الجمعة) حول هذا النص والذي نرغب في ان ينال تاييد غالبية كبرى من اعضاء مجلس الامن".
كما اشادت فرنسا الجمعة ب"البادرة الشجاعة" التي قام بها السفير السوري في العراق نواف الفارس الذي اعلن الاربعاء انشقاقه وانضمامه الى المعارضة.
وقال الناطق الفرنسي "نامل في ان يقوم بالمثل دبلوماسيون اخرون ومسؤولون سوريون".