روسيا والصين تجددان رفضهما التدخل العسكري في سوريا

تاريخ النشر: 30 مايو 2012 - 08:19 GMT
كوفي انان يتحدث للصحفيين في دمشق
كوفي انان يتحدث للصحفيين في دمشق

 

جددت روسيا والصين رفضهما للتدخل العسكري في سوريا بعدما اعلنت عدة دولة غربية انها لا تستبعد هذا الخيار لوقف القمع الدموي الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الاسد بهدف انهاء الانتفاضة الشعبية ضده والمستمرة منذ اكثر من 14 شهرا.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية قوله يوم الأربعاء إن روسيا ترفض التدخل العسكري في سوريا وتعتقد أن الوقت سابق لأوانه لأن يتخذ مجلس الأمن اجراءات جديدة بشأن الأزمة.
وكررت وزارة الخارجية الصينية يوم الأربعاء معارضتها للتدخل العسكري في سوريا.
ولم يوضح ليو وي مين المتحدث باسم الخارجية ما إذا كانت الصين ستطرد دبلوماسيين سوريين بعد أن طردت الكثير من الحكومات الغربية دبلوماسيين سوريين كبارا احتجاجا على مقتل مدنيين في سوريا.
وتابع ليو في إفادة صحفية يومية "لم أسمع بأي تأثير على السفارة السورية في الصين."
وقالت استراليا الاربعاء انها مستعدة لاجراء مشاورات حول تدخل عسكري في سوريا ضد نظام بشار الاسد.
وقال وزير الخارجية الاسترالي بوب كار: ان بلاده ستبحث الاقتراح الفرنسي بتدخل عسكري.
وتدارك كار امام الصحافيين: "لكننا نحتاج الى اجماع داخل مجلس الامن ليحصل ذلك، وعلينا ان نأخذ في الاعتبار انتقادات الصينيين والروس، وهذا حقهم، لكيفية حصول هذا التدخل في ليبيا".
وكانت استراليا اول بلد غربي يعلن الثلاثاء طرد دبلوماسيين سوريين في غضون 72 ساعة ردا على مجزرة الحولة التي خلفت 108 قتلى على الاقل. وعلى الاثر، اتخذ الاوروبيون والاميركيون والكنديون قرارات مماثلة.
وانضمت اليابان الاربعاء الى ركب الدول التي طردت دبلوماسيين سوريين من اراضيها، حيث قررت طرد السفير السوري.
واتخذت كندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا والمملكة المتحدة خطوات مماثلة في حق الدبلوماسيين السوريين في تلك الدول في اطار اجراء منسق.
ورأى كار ان تسليح المعارضين السوريين ينطوي على صعوبات فعلية ونظام بشار الاسد "سيعتبر ذلك ضوءا اخضر لارتكاب مجازر جديدة بحق معارضين سياسيين، اكثر شراسة من سابقاتها".
وشدد على الصعوبات اللوجستية لتسليح المعارضين واقامة منطقة حظر جوي في بلد "يملك انظمة دفاع جوية مهمة وجيشا اقوى بكثير من الجيش الليبي".
وذكر بان الولايات المتحدة رفضت تدخلا عسكريا بريا في ليبيا.
وقال ايضا: "لا استبعد مشاورات حول هذا الموضوع لكنني اعتقد صادقا ان علي ان اشارككم التحفظات التي ستصدر".
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند قال يوم الثلاثاء إن التدخل العسكري ليس مستبعدا بشرط أن ينفذ بقرار من مجلس الأمن وقال وزير الخارجية الألماني إن بلاده ستحث على "تدخل جديد" من المجلس فيما يتعلق بالوضع في سوريا.
واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء ان "التدخل المسلح في سوريا ليس مستبعدا" بعد "مجزرة" الحولة، شرط ان يتم "بعد مناقشته في مجلس الامن".
واعلن الرئيس الفرنسي ايضا ان "مؤتمر اصدقاء سوريا" سيعقد مطلع تموز/يوليو في باريس بهدف تعزيز موقع المعارضة السورية لكي تكون قادرة "على الحلول مكان النظام".
ومن جهته، قال البيت الابيض الثلاثاء إنه لا يعتقد ان التدخل العسكري في سوريا امر صائب في الوقت الحالي لانه سيؤدي الى مزيد من الفوضى والمذابح.
لكن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني قال في افادة إن الولايات المتحدة لم تستبعد أي خيارات - بما في ذلك العمل العسكري - فيما يتعلق بالازمة السورية.
وقالت نولاند للصحفيين في اشارة الى ميليشيا موالية للحكومة "اتخذنا هذا الاجراء ردا على المذبحة التي وقعت في قرية الحولة - المذبحة الحقيرة والخسيسة التي لا يمكن الدفاع عنها ضد أطفال ونساء ابرياء اطلق عليهم الرصاص من مسافة قريبة من جانب بلطجية النظام الشبيحة."
وفي بيان منفصل وصفت نولاند هجوم يوم الجمعة على بلدة الحولة بأنه "هجوم شائن استخدمت فيه الدبابات والمدفعية وهي اسلحة لا يملكها إلا النظام."
واضافت قولها "ترددت أيضا أنباء ان قوات النظام أعدمت بشكل فوري عائلات كثيرة في منازلهم."
وقالت "نحن نعتبر الحكومة السورية مسؤولة عن هذه المذبحة التي تعرض لها ابرياء" ووصفت هجوم الحولة بأنه "أوضح لائحة اتهام حتى الآن" لرفض دمشق تنفيذ قرارات الامم المتحدة التي تدعو الى حل سلمي للصراع.
ونقل المبعوث الدولي كوفي عنان الموجود في دمشق لمحاولة انقاذ خطة سلام بدأت قبل ستة أسابيع لكنها فشلت في وقف اراقة الدماء في سوريا للاسد "القلق البالغ للمجتمع الدولي".
وقال في مؤتمر صحفي في دمشق "إننا عند نقطة اللاعودة. الشعب السوري لا يريد مستقبلا يخيم عليه اراقة الدماء والانقسام. لكن أعمال القتل مستمرة والانتهاكات مازالت معنا حتى الان."
وحث ايضا المعارضة المسلحة على وقف العنف لكنه ناشد اولا الحكومة باعتبارها الطرف الاقوى على اتخاذ "خطوات شجاعة الان ليس غدا وانما الان" بوقف جميع العمليات العسكرية و"اظهار أكبر قدر من ضبط النفس".
ونفت حكومة الاسد علاقتها بالمجزرة او حتى وجود اسلحة ثقيلة لها بالمنطقة رغم الدلائل المغايرة لمراقبي الامم المتحدة.
وكرر الاسد نفسه لعنان موقف سوريا بأن "مجموعات ارهابية" - وهو المصطلح الذي تطلقه سوريا على المعارضين - تصعد من عمليات القتل والخطف في انحاء البلاد.
وفي سياق متصل، اعلن وزير الخارجية الكويتي ان اجتماعا وزاريا عربيا سيعقد السبت المقبل لمناقشة تطورات الوضع في سوريا بحضور الموفد الدولي والعربي الى سوريا كوفي عنان.
ونقلت وكالة الانباء الكويتية عن الشيخ صباح الخالد الصباح الذي تتسلم بلاده حاليا الرئاسة الدورية للجامعة العربية، ان اتصالات تجري مع الاطراف المعنيين بالازمة السورية تحضيرا لهذا الاجتماع.
كما اعلن الوزير الكويتي انه سيلتقي وزيري خارجية روسيا والصين في اطار المشاورات حول الملف السوري.
وقال الصباح ان الكويت "حريصة على التحرك على كل المستويات لوقف نزيف الدم في سوريا والزام الحكومة السورية بتنفيذ تعهداتها تجاه خطة عنان".
وافادت مصادر دبلوماسية ان اللجنة الوزارية العربية حول سوريا ستعقد اجتماعا السبت في العاصمة القطرية الدوحة.
في غضون ذلك قال مسؤولو الامم المتحدة ان العدد التقديري للنازحين داخل سوريا زاد عن المثلين الى نصف مليون منذ وقف اطلاق النار في 12 ابريل نيسان وان تدفق اللاجئين للخارج يتسارع مرة اخرى.
وعثر مراقبو الامم المتحدة على فوارغ قذائف وآثار حديثة لمواضع سير دبابات في الحولة وهو دليل على العتاد الذي لا يملكه المعارضون المسلحون الذين يستخدمون اسلحة خفيفة.
وفي جنيف قالت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة إن معظم قتلى بلدة الحولة السورية ومجموعهم 108 قتلى اعدموا من مدى قريب.
وابلغ ناجون محققي الامم المتحدة ان اغلب الاخرين قتلوا برصاص ميليشيا الشبيحة الموالية للاسد والتي كانت تهاجم معاقل المعارضة في السابق وتثير الرعب فيها.