رومانو برودي الاوفر حظا لتولي الرئاسة الايطالية

تاريخ النشر: 19 أبريل 2013 - 02:59 GMT
رومانو برودي
رومانو برودي

يتمتع رئيس الوزراء الايطالي السابق رومانو برودي بفرض جيدة لتولي رئاسة الجمهورية في اليوم الثاني من تصويت برلماني حاسم لاخراج الاقتصاد الاوروبي الثالث من المازق السياسي الذي يتخبط فيه.

وكما كان متوقعا، لم يسفر التصويت صباح الجمعة عن نتيجة. فبحوالى 500 بطاقة بيضاء كما قرر اليسار ان يصوت، او ملغاة من اصل 1007 ناخبين، لم يحصل اي من المرشحين على اغلبية الثلين المطلوبة.

وقد يزول الغموض في التصويت الرابع بعد ظهر اليوم اعتبارا من الساعة 13,50 بتوقيت غرينتش حيث لا يتطلب الامر اكثر من الاغلبية المطلقة (504 اصوات).

بعد فشله في انجاح الديموقراطي المسيحي والنقابي السابق فرانكو ماريني الذي حظى بموافقة مشتركة مع اليمين البرلسكوني في تصويتي الخميس، حصل زعيم اليسار بيار لويدجي برساني صباح الجمعة على الضوء الاخضر من حزبه الديموقراطي لدعم رئيس المفوضية الاوروبية السابق رومانو برودي.

وصرح برساني للناشطين المرحبين ان ترشيح الرجل الذي قاد الحكومة مرتين (1996-1998 و2006-2008) "يستجيب لمطلب البلاد".

لكن هذا الاعلان ادى الى استنفار معسكر رئيس الحكومة السابق سيلفيو برلسكوني لا سيما وان برودي كان الوحيد الذي هزمه مرتين في حياته السياسية المستمرة منذ 18 عاما.

وصرح مساعد برلسكوني ان "الحزب الديموقراطي ابرم معنا في البدء اتفاقا حول ماريني لكنه لم يستطع او لم يرد احترامه. برودي هو خيار خلافي".

وقال المقرب من برلسكوني ريناتو برونيتا ان "رومانو برودي رجل يثير الانقسام. الشيوعيون فعلا لا يتعلمون".

وللفوز برهانه يفترض ان يحصل برساني الذي يمكنه الحصول على 495 من اصوات كبار ناخبي اليسار، على تسعة اصوات اخرى مما قد لا يكون امرا صعبا.

اما حزب خمسة نجوم برئاسة النجم الهزلي الصسابق بيبي غريلو فاكد انه سيدعم "حتى الدورة الرابعة" ستيفانو رودوتا الذي اختاره الناشطون في تصويت مسبق على الانترنت.

وقد حصل رودوتا على 250 صوتا في التصويت الثالث صباح الجمعة، اي اكثر من اصوات البرلمانيين ال163 الذين يمثلون حزب غريلو.

وقالت زعيمة تكتل هذا الحزب في البرلمان روبرتا لومباردي "سنصوت لرودوتا في الدورة الرابعة وبعدها (...) حتى يفرقنا الموت"، بينما هتف اعضاء تكتلها "رودوتا رودوتا رودوتا".

وقالت لومباردي ان "برودي هو خيار الاحزاب (التقليدية) ونحن نحافظ على خيار مواطنينا حيا".

وكان برودي على لائحة من عشرة اسماء تم انتقاؤها من قبل ناشطي الحركة خلال تصويت على الانترنت.

واثار قرار اليسار عدم دعم رودوتا غضب حركة خمسة نجوم والكثير من النواب والناشطين المنتمين الى الحزب الديموقراطي الذين لم يتفهموا رفض الحزب دعم اول رئيس للحزب اليساري الديموقراطي الذي انشئ عام 1991 على انقاض الحزب الشيوعي الايطالي.

وتحدث مدير صحيفة لا ستامبا ماريو كالابريزي عن "كارثة تطل من بعيد" لوصف الفوضى التي احاطت بالاختيار والخلافات ثم الفشل في ترشيح ماريني.

وقال "انها نتيجة عدم الشجاعة وعدم وجود افكار لامعة وواضحة ومعلنة بشكل مقنع ولذلك ايضا لم يفز الحزب الديموقراطي بالانتخابات".

وانتهت الانتخابات التشريعية بالفعل الى معادلة مستحيلة حيث يملك اليسار الاكثرية المطلقة في مجلس النواب لكن ليس في مجلس الشيوخ المقسوم الى ثلاث كتل متساوية النفوذ: اليسار، اليمين البرلسكوني وخمسة نجوم.

واعتبر المحلل السياسي والكاتب في موقع هافينغتون بوست ايطاليا فرنشيسكو مارتشيانو ان التصويت الرئاسي يشكل "من بين الاسوأ في تاريخ ايطاليا" وانه "يجري في بلاد بلا حكومة فعليا ومع احزاب عاجزة عن الاتفاق على اي شيء".

واتى ترشيح ماريني نتيجة تسوية بين يسار بيرساني ويمين برلسكوني على امل تشكيل حكومة ولو باقلية.

لكن هذا الاتفاق الذي اعتبره قسم من الحزب الديموقراطي اتفاقا مع الشيطان اثار غضب شباب الحزب الذين انهالت عليهم رسائل الناشطين، الى جانب رئيس بلدية فلورنسا ماتيو رنزي الطموح الذي يدعم برودي منذ بدء الترشيحات.