سائقو الشاحنات التركية ناقمون على الجيش السوري الحر

تاريخ النشر: 21 يوليو 2012 - 07:00 GMT
سائقو الشاحنات التركية ناقمون على الجيش السوري الحر
سائقو الشاحنات التركية ناقمون على الجيش السوري الحر

في الجانب التركي من الحدود مع سوريا، قبالة معبر باب الهوى السوري، تجمع السبت العشرات من سائقي الشاحنات الاتراك وهم يرمقون بنظرات ملؤها الغضب مسلحي الجيش السوري الحر الذي سيطروا على المعبر، مؤكدين ان هؤلاء احرقوا شاحناتهم ونهبوا حمولاتها.

وهؤلاء السائقون الغاضبون تجمعوا في الجانب التركي من الحدود عند معبر جيلواجازو في محافظة هاتاي (جنوب)، وهم ينتظرون منذ الجمعة استعادة شاحناتهم التي تركوها في الجانب الاخر من الحدود وفروا بارواحهم عندما هاجم مقاتلو الجيش السوري الحر المعبر وسيطروا عليه اثر معارك مع قوات الرئيس بشار الاسد.

ويقول احدهم ويدعى حسن عباس اوغلو لوكالة فرانس برس "منذ سبع سنوات وانا انقل السجاد عبر هذا المعبر، ولكن هذه المرة بالكاد تمكنت من النجاة بنفسي".

وهذا السائق استعاد لتوه شاحنته التي لم تصب باي اذى ولكن حمولتها نهبت بالكامل كما يقول، مؤكدا انه اضطر ايضا لدفع مبلغ 700 دولار لمن استولوا عليها لكي يعيدوها اليه. وفي هذا الاطار يتهم الجيش السوري الحر بانه لم يحرك ساكنا لمنع عمليات النهب التي حصلت على المعبر.

ويتألف الجيش السوري الحر بشكل اساسي من جنود انشقوا عن النظام، وهو يعتبر القوة المسلحة الرئيسية للمعارضة السورية. والعديد من قادة هذا "الجيش" لاجئون في تركيا في مخيم لا يبعد كثيرا عن معبر جيلواجازو.

واذا كان عباس اوغلو اتهم عناصر هذا "الجيش" بغض الطرف عن عمليات النهب التي حصلت فان آخرين يتهمونهم مباشرة بانهم هم الذين ارتكبوا هذه السرقات. والجمعة شاهد مراسل وكالة فرانس برس مسلحين ممن سيطروا على معبر باب الهوى وهم يستولون على حمولة شاحنات تركية ويوزعونها على الاهالي الذين تضرروا كثيرا من المعارك المستمرة منذ اشهر في هذه المنطقة.

وفي هذا يقول السائق علي جنغيز الذي يعمل على خط الترانزيت بين تركيا والسعودية عبر سوريا ان "كل شاحناتنا احرقت"، مؤكدا ان "المقاتلين الثوار دمروا شاحناتنا خلال المعارك".

والسبت اكد محافظ هاتاي جلال الدين ليكيسيز خلال مؤتمر صحافي في جيلواجازو ان حوالى 30 شاحنة تركية علقت في الجانب السوري من الحدود وتعرضت للنهب، مشيرا الى ان تسعا من هذه الشاحنات احترقت والبقية استعادها اصحابها.

ولم يشأ المحافظ اتهام عناصر الجيش الحر مباشرة بنهب هذه الشاحنات، وقال "لقد وردتنا معلومات بان شاحناتنا احرقت ونهبت على ايدي مجموعات تعتاش من التهريب".

ودعا المحافظ ايضا المواطنين الاتراك الى تجنب السفر الى سوريا. وقال "انصحهم بعدم السفر الى سوريا. الوضع ليس آمنا هناك".

وفي السنوات الاخيرة كانت العلاقات بين تركيا وسوريا جيدة الى ان اندلعت الانتفاضة الشعبية ضد نظام بشار الاسد في آذار/مارس 2011 والتي حاول الاخير قمعها بالحديد والنار، ولقي على هذا انتقادات حادة من جانب حليفه التركي السابق.

وادت اعمال العنف التي لا تنفك تتزايد في سوريا، اضافة الى الفتور الدبلوماسي بين انقرة ودمشق، الى تراجع كبير في التبادلات التجارية بين الجارين، وهي تبادلات تشكل مورد رزق اساسي لسكان محافظة هاتاي، ولكنها لم توقف هذه التبادلات بالكامل، على الرغم من دعوة وزارة الخارجية التركية مواطنيها الى عدم التوجه الى سوريا لدواع امنية.

ولكن سائقي الشاحنات في جيلواجازو يقولون انه سواء أكان هناك خطر ام لم يكن فلا بد من العودة الى سوريا.

وفي هذا يتساءل جنغيز "كيف سنعتاش اذا؟ علينا ديون! هل الحكومة هي التي ستعوض علينا خسارتنا؟".