قالت سوريا يوم الثلاثاء إنها تعتبر 17 دبلوماسيا معظمهم أمريكيون وأوروبيون "أشخاصا غير مرغوب بهم" ردا على حالات الطرد الجماعي للمبعوثين السوريين من العواصم الغربية الأسبوع الماضي.
إلا أن وزارة الخارجية قالت إن الحكومة ما زالت مستعدة لاعادة العلاقات مع الدبلوماسيين الذين استدعتهم حكوماتهم كلهم تقريبا.
وذكرت الوزارة في بيان أن "الجمهورية العربية السورية تؤمن بأهمية الحوار القائم على مباديء المساواة والاحترام المتبادل بين الدول وأن الدبلوماسية هي أداة ضرورية للتواصل بين الدول لحل النزاعات والمشاكل المعلقة وتأمل أن تؤمن تلك الدول التي بادرت لهذه الخطوة إلى تبني ذات المباديء ما يسمح بعودة العلاقات إلى طبيعتها بين الطرفين مجددا."
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا واستراليا وبلغاريا وسويسرا نسقت خطوة سحب دبلوماسييها من سوريا ردا على مذبحة الحولة التي راح ضحيتها 108 قتلى نحو نصفهم من الأطفال.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد إن قرار الحكومة السورية بطرد رؤساء بعثات ودبلوماسيين غربيين وأتراك من دمشق سببه سياسة دولهم تجاه سوريا.
وقال المقداد في تصريح عقب لقاء رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية الجنرال روبرت مود الثلاثاء "هذا القرار يأتي في إطار الرد على القرارات التي اتخذتها هذه الدول وهذه القطيعة لم تكن من الجانب السوري بل كانت من الجانب الآخر".
وأضاف "انتظرنا كثيراً حتى يصحح الجانب الآخر سياساته ومواقفه وحتى يقدم الدعم اللازم لمهمة (المبعوث الدولي والعربي) كوفي أنان ومهمة المراقبين ، ولكن نأسف لأننا اضطررنا لأخذ هذه الإجراءات لان الآخرين لا يريدون لهذه البعثة ان تنجح ولا يريدون لسوريا ان تعود الى الاستقرار والأمن الذي يسعى إليه كل الشعب السوري".
وكانت وزارة الخارجية السورية أعلنت في وقت سابق اليوم أنها أبلغت رؤساء بعثات ودبلوماسيين غربيين وأتراك في دمشق بأنهم أشخاص غير مرغوب بهم بالعمل في سوريا.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في بيان تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه اليوم الثلاثاء "قامت بعض الدول مؤخراً بإبلاغ رؤساء بعثاتنا الدبلوماسية و أعضاء من سفاراتنا بأنهم أشخاص غير مرغوب بهم ، وبالعمل بمبدأ المعاملة بالمثل قررت الجمهورية العربية السورية" اعتبار عدد من الدبلوماسيين الغربيين غير مرغوب فيهم.
والدبلوماسيون الذين يشملهم القرار هم: السفير الأميركي روبرت فورد ،والسفير البريطاني سايمون كوليس، والدبلوماسي البريطاني المستشار ستيفن هيكي ،و السفير السويسري مارتن أشباخر،و السفير التركي عمر اونهون و كافة أعضاء السفارة التركية بدمشق من دبلوماسيين و إداريين ،و السفير الفرنسي ايريك دوشوفالييه، والسكرتير الثاني بالسفارة الفرنسية إيريك أميوت دانفييل.
ويشمل القرار أيضا السفير الإيطالي أكيللي أميريو،و السفير الإسباني خوليو ألبي، والدبلوماسي الإسباني المستشار خورخي دي لوكاس كاديناس،و القائم بالأعمال البلجيكي أرنت كينيس،و القائم بالأعمال البلغاري ديميتري ميخائيلوف، والدبلوماسي البلغاري السكرتير الثالث ستويل زلارسكي، والملحق العسكري الألماني أوفه بريتشنايدر، ومساعده كارسن هارفيفيه، ومساعدي الملحق الألماني مايك مينو و جورج ميخائيل غروبمان، والقائم بأعمال السفارة الكندية وكافة أعضاء السفارة الكندية من دبلوماسيين و إداريين.
وأضاف بيان مقدسي "مازالت الجمهورية العربية السورية تؤمن بأهمية الحوار القائم على مبادئ المساواة و الاحترام المتبادل بين الدول، وأن الدبلوماسية هي أداة ضرورية للتواصل بين الدول لحل النزاعات و المشاكل المعلقة. نأمل أن تؤمن تلك الدول التي بادرت لهذه الخطوة إلى تبني ذات المبادئ مما يسمح بعودة العلاقات إلى طبيعتها بين الطرفين مجدداً".
وكانت وزارة الخارجية السورية أبلغت الأربعاء الماضي القائمة بالأعمال في السفارة الهولندية بدمشق بمغادرة الأراضي السورية خلال 72 ساعة بعد طرد السفير السوري.
ويذكر ان عددا من الدبلوماسيين المشمولين بالقرار كالسفيرين الأمريكي والبريطاني غير موجودين في دمشق بسبب استدعائهم الى بلدانهم منذ فترة.
ويشار إلى أن مجموعة كبيرة من الدول الغربية أعلنت عن طرد السفراء والدبلوماسيين السوريين لديها، في محاولة لزيادة الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بعد مجزرة الحولة في حمص التي سقط فيها 108 قتلى ونحو 300 جريح بحسب المراقبين الدوليين في سوريا.