نقلت صجيفة القدس عن مصادر قولها ان رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اللذين يزوران الولايات المتحدة، قد تسلما نسخا من اتفاق الاطار الذي بلورته ادارة الرئيس باراك اوباما.
وأوضحت المصادر أن نتنياهو طلب من أوباما الضغط على الفلسطينيين للقبول باستمرار المفاوضات بعد انتهاء مدة التسعة أشهر المقررة نهاية نيسان/إبريل القادم وهو ما وعد به أوباما.
وأضافت أن "الفلسطينيين مقتنعون أنه لا خيار حقيقي إلا باستمرار التفاوض إذا كانوا يريدون درء اللوم عن أنفسهم في حال فشل المفاوضات".
ومن المقرر أن يصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال الأسبوع المقبل إلى واشنطن تمهيدا لبحث ملف مفاوضات التسوية.
من جهةٍ أخرى، أكد وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان أهمية مواصلة المفاوضات حتى إذا لم يوقع الطرفان اتفاق التسوية الدائمة.
وزعم ليبرمان في حديث إذاعي قبل توجهه إلى إيطاليا اليوم أن الفلسطينيين يعرقلون سير المفاوضات من خلال وضع شروط مسبقة، مؤكدًا أن "إسرائيل" لن توافق على أي شرط قبل مواصلة المفاوضات.
وتبادل الفلسطينيون والإسرائيليون الاتهامات الاربعاء بشأن الجدية في تحقيق سلام في المنطقة، بعد خطاب مثير للجدل لنتنياهو أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، رمى فيه الكرة في ملعب الفلسطينيين، واختصر فيه عملية السلام باعتراف فلسطيني بدولة إسرائيل دولة يهودية.
وقال الناطق بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، أوفير جندلمان: «إن اعتبار الجانب الفلسطيني لخطاب نتنياهو أمام مؤتمر (أيباك) في واشنطن إعلانا إسرائيليا رسميا من جانب واحد عن إنهاء المفاوضات يثبت مجددا عدم وجود نية فلسطينية لتحقيق السلام».
وأضاف: «يثبت الرد عدم استعداد الفلسطينيين للاعتراف بيهودية دولة إسرائيل وإنهاء الصراع».
وكشف جندلمان أن نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي أوباما أثناء لقائهما الأخير قبل يومين تمسك إسرائيل بمفاوضات السلام ونيتها القبول باتفاق الإطار الذي يعده وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وكان جندلمان يرد على تصريح للناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، وأعلن فيه مجددا الموقف الفلسطيني الرافض للاعتراف بالدولة اليهودية.
وقال أبو ردينة: «إن استمرار نتنياهو بالمطالبة بالدولة اليهودية هدفه إضاعة الوقت، والتهرب من اتفاق سلام شامل وعادل».
وتابع: «هذا المطلب مرفوض فلسطينيا وعربيا، وما كرره نتنياهو هدفه فقط إفشال الجهود الأميركية وتعطيل المفاوضات».
وكان نتنياهو أكد أمام (أيباك) أنه مستعد للدخول في «سلام تاريخي» مع الفلسطينيين، لكنه لم يعرض أي تنازلات أبدا. وقال نتنياهو: «حان الوقت لأن يكف الفلسطينيون عن إنكار التاريخ. فمثلما تستعد إسرائيل للاعتراف بدولة فلسطينية يتعين أن يستعد الفلسطينيون للاعتراف بدولة يهودية».
وجاء التلاسن الفلسطيني الإسرائيلي بشأن يهودية الدولة، في وقت قالت فيه وسائل إعلام إسرائيلية إن أوباما مارس ضغوطا على نتنياهو للقبول باتفاق إطار، وتعهد بالضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتقديم تنازلات، في لقائهما المرتقب في الـ17 من هذا الشهر.
وكان أوباما وجه رسالة مباشرة إلى نتنياهو قائلا إن الوقت المتوفر لدى إسرائيل لتحقيق السلام آخذ بالنفاد، وإنه لم يعرض عليه بعد سيناريو يمكن إسرائيل من حماية طابعها اليهودي الديمقراطي بغياب حل الدولتين ومن دون تحقيق السلام مع جيرانها. وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن هذه التصريحات خلفت توترات في العلاقة بين أوباما وكيري، الذي يعكف على بلورة اتفاق إطار، على اعتبار أن هذه التصريحات عملت على «تخريب» جهود وزير الخارجية الأميركي.
ونقلت «معاريف» عن مصدرين، أميركي وإسرائيلي، أن «البيت الأبيض أخفى على الوزير كيري موضوع إجراء هذه المقابلة»، التي أجراها أوباما مع وكالة بلومبرغ الخميس الماضي وبثت الأحد، أي عشية وصول نتنياهو إلى واشنطن، الأمر الذي أثار حنق الوزير الأميركي بشكل كبير.
ووفقا للصحيفة فإن مقربين من كيري يزعمون أن أوباما «قوض» جهود الأخير في التوصل إلى اتفاقات حول الورقة الإطارية، وذلك خلال المقابلة «الهجومية» التي قدمها للإعلامي جيفري غولدبرغ.