قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، يوم السبت، إن هناك حاجة ماسة "لخطوات أكثر جرأة" لوضع حد لسفك الدماء في سوريا، بينما قالت لجان التنسيق المحلية إن لا يقل عن 13 شخصا لقوا حتفهم السبت.
وأدلى العربي بهذه التصريحات أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب بحضور مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، الذي قال للاجتماع إن خطته المقترحة فشلت حتى الآن في الصمود.
واجتمع وزراء الخارجية العرب في العاصمة القطرية الدوحة يوم السبت لمناقشة سبل وقف تدهور الصراع في سوريا وتحوله إلى حرب أهلية شاملة، بعد نحو أسبوع من مجزرة في مدينة الحولة أثارت غضبا عالميا.
وأضاف العربي "يجب أن يكون هناك جدول زمني لخطة السلام.. هذا أمر لا بد منه. إن المجتمع الدولي يحتاج إلى اتخاذ إجراءات فورية بعد مجزرة الحولة، واتخاذ جميع التدابير اللازمة من أجل حماية المدنيين السوريين."
وقال عنان إن الحكومة عليها مسؤولية لوقف العنف، مشيرا إلى أنه "حث مؤخرا الرئيس السوري بشار الأسد على إجراء تغيير جذري للمعالجة العسكرية."
وأضاف مخاطبا الوزراء العرب أن الأزمة هي "عند نقطة تحول" وان "شبح اندلاع حرب أهلية بوجود البعد الطائفي هو قلق يزداد يوما بعد يوم،" قائلا إنه "تم تشريد الآلاف من الناس، لجئوا في سوريا أو في بلدان أخرى."
ويوم الجمعة، قال عنان، إنه يشعر "بنفاد الصبر والإحباط" بشأن استمرار القتل في سوريا، مؤكدا أن إعلان فشل خطته قرار بيد مجلس الأمن الدولي.
وردا على سؤال حول إعلان نهاية خطته في دمشق، قال عنان: "هذا قرار يتخذه مجلس الأمن، ومن المهم أن نستمر في بذل الجهود لإيجاد حل لانتقال سلمي وديمقراطي للسلطة يتوافق وطموح الشعب السوري."
وأشارت تقارير المعارضة إلى المزيد من المذابح يوم الجمعة، مع سقوط ما لا يقل عن 49 قتيلا في جميع أنحاء البلاد، وفقا للجان التنسيق المحلية المعارضة.
وأضاف عنان ان خطته ذات النقاط الست لم تطبق والمسؤولية الكبرى تقع على النظام السوري. وطالب عنان الحكومة السورية بعدم وضع عراقيل امام مهمته. وأكد انه يجب على الاسد تقديم المزيد فيما يتعلق باطلاق سراح المعتقلين.
وطالب عنان المجتمع الدولي بـ"اتخاذ موقف موحد تجاه الازمة في سورية"، مشيرا الى ان الشعب السوري يدفع ثمن الخلافات الدولية حيال الازمة السورية. وأشار الى ان مجزرة الحولة "كانت من أبشع الجرائم والتي شجبها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون".
موسكو تحذر
حذرت الخارجية الروسية من خطورة دعم الجماعات المسلحة في سورية. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش في تصريح يوم 1 يونيو/حزيران: "لقد أوضحت المأساة في الحولة إلام قد يؤدي الدعم المالي وتهريب الأسلحة الحديثة للمسلحين في سورية وإرسال المرتزقة الأجانب ومغازلة المتطرفين من مختلف الأنواع".
وواصل: "لقد أشرنا مرارا إلى العوامل الحقيقية التي تؤثر سلبيا في تنفيذ خطة كوفي عنان بسورية.. في مقدمتها عدم استعداد بعض اللاعبين الدوليين والإقليميين الكبار للعمل على المسار السوري وفق منطق التسوية السلمية. كما نرى، أن الأفضلية لا تزال تعطى للأجندة الخاصة التي يظل تركيزها على تغيير الحكومة في دمشق".
وتابع ان"هناك اقتراحات بمواجهة خطر اندلاع الحرب الأهلية ذات الطابع الطائفي الذي ظهر بوضوح في سورية عن طريق التهديد بالتدخل الأجنبي ودفع الأطراف السورية إلى مواصلة المواجهة الشرسة... كما أن هناك من يلمح إلى روسيا باعتبارها سببا لتدهور الأوضاع، ويقول إن سياستها تعرقل تشكيل ائتلاف دولي موحد وتسهم في إشعال الحرب الأهلية. هيهات أن تأتي هذه السياسة بثمار طيبة".