شنت طائرات التحالف بقيادة السعودية غارات على معقل المتمردين الحوثيين في اليمن ردا على قصفهم مناطق حدودية في المملكة، وذلك بعد ساعات من اقتراح الرياض هدنة انسانية في هذا البلد.
واوردت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان طائرات التحالف شنت غارات على "مركزين للتحكم والسيطرة تابعين للمليشيات الحوثية ببني معاذ، ودمرت مصنعا للألغام بصعدة القديمة".
كما اكدت "قصف مجمع الاتصالات في المثلث بصعدة" المجاورة للسعودية.
وتابع المصدر ان الطائرات قصفت "مركزا للقيادة الحوثية بمذاب الصفراء شمال صعدة، ودمرت مقر قيادة للحوثيين بمديرية ساقين بصعدة".
يذكر ان الحوثيين انطلقوا من صعدة في تموز/يوليو 2014 للسيطرة على مناطق واسعة في وسط وغرب اليمن بينها العاصمة صنعاء.
وبدا التحالف العربي الذي يضم تسع دول في 26 اذار/مارس الماضي حملة جوية ضد الحوثيين ومن يحالفهم من اجل منعهم من السيطرة على اليمن وخصوصا اثر فرار الرئيس عبد ربه منصور هادي الى الرياض.
لكن النزاع امتد الى خارج حدود اليمن مع قصف المتمردين منطقة نجران السعودية المجاورة حيث قتل عشرة اشخاص الاسبوع الحالي، كما قتل 12 جنديا سعوديا خلال تبادلا لاطلاق النار على الحدود مع اليمن.
وضاعف الحوثيون في الايام الاخيرة قصف الاراضي السعودية بعد ان كانت هجماتهم تستهدف المواقع العسكرية.
وقبل شن الغارات، كان المتحدث باسم التحالف العميد احمد عسيري اعلن مساء الخميس ان "المعادلة اختلفت (...) لكن المواجهة أصبحت تستهدف السعودية. سوف يختلف أسلوب التعامل مع المليشيات الحوثية التي ارتكبت أحد أهم أخطائها خلال الفترات الماضية".
وأكد أن "الاعتداء لم يكن له هدف عسكري بل كان يستهدف المواطن السعودي والمساكن حيث أن هدفه القتل لمجرد القتل".
وأضاف عسيري ان التحالف والقوات السعودية ستتخذ "الإجراءات التي تكون كفيلة بردع هذا العمل سواء بالنسبة للاشخاص الذين خططوا لهذا العمل أو المواقع التي انطلقت منها هذه العمليات والمدن التي تؤوي قادة من نفذوا هذا وخططوا له".
ويتزامن التصعيد الجديد مع اعلان السعودية الخميس بمناسبة زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري اقتراحا لوقف النار مدته خمسة ايام من اجل ايصال المساعدات الانسانية للسكان العالقين في النزاع الذي ادى الى مقتل اكثر من 1400 شخص وعشرات الاف الجرحى غالبيتهم من المدنيين، بحسب الامم المتحدة.
ورحب كيري بالاقتراح الذي لم يتم تحديد موعد لتنفيذه، داعيا المتمردين الى قبوله.
ولم يصدر اي رد عن المتمردين الجمعة. لكنهم لم يردوا ايضا على اقتراح سعودي سابق حول وقف القتال لفترة محددة في اليمن حيث تصف الامم المتحدة الاوضاع الانسانية بانها "كارثية".
وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اعلن في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري الخميس في الرياض ان "المملكة تفكر بان يكون هناك وقف لاطلاق النار لمدة خمسة ايام في اليمن للتنسيق مع المنظمات الدولية لايصال المساعدات الاغاثية على ان يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم بذلك والا يتعرضوا لهذه الجهود والا يقوموا باعمال عدوانية في اليمن".
واكد الجبير انه بحث مع كيري "التدخلات الإيرانية السلبية في المنطقة سواء كانت في لبنان، أو سوريا، أو العراق، أو اليمن، أو أماكن أخرى".
وتنفي طهران اتهامات السعودية لها بدعم الحوثيين عسكريا.
كما رفضت ايران مجددا الجمعة اتهامات السعودية لها بالتدخل في اليمن، مؤكدة ان هذه الاتهامات "تأتي في اطار تحميل الاخرين المسؤولية".
واعلنت السلطات الايرانية عن تظاهرات الجمعة في كل انحاء البلاد للاحتجاج على "جرائم" الحكومة السعودية ودعم الشعب اليمني.
الى ذلك، قصف التحالف ليل الخميس الجمعة مدينة عدن التي تشهد مواجهات بين المتمردين وانصار الرئيس هادي.
وقال مسؤولون ان 12 متمردا قتلوا في الغارات في حين قتل ثلاثة من انصار هادي وثلاثة مدنيين في معارك.
على صعيد اخر، اسفرت غارة لطائرة اميركية مسيرة عن مقتل القيادي في "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" نصر الانسي كما اعلن التنظيم الجهادي وفقا لمركز "سايت" الاميركي لمراقبة المواقع الالكترونية الاسلامية.
وقد ظهر الانسي في شريط فيديو في 14 كانون الثاني/يناير معلنا مسؤولية التنظيم عن الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة "ثارا" للنبي محمد.

ارشيف