في البصرة: "سبي" 50 امرأة لانهاء خلاف عشائري

تاريخ النشر: 03 يونيو 2015 - 12:17 GMT
مراقبون اعتبروا ما قامت به عشائر البصرة تعدى اعتداءات داعش
مراقبون اعتبروا ما قامت به عشائر البصرة تعدى اعتداءات داعش

كشف رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر عن تسليم احدى العشائر لاخرى 50 امراة لانهاء خلاف تطور الى اشتباكات مسلحة بين العشيرتين

وقال الصدر ردا على سؤال ورده حول رأيه بمبالغة بعض العشائر في طلب الأموال كدية لإنهاء الخلافات القبلية، فرد رجل الدين العراقي الذي يقود واحدة من الكتل الرئيسية في البرلمان والحكومة بالقول: "كلا، لم تقتصر على الأموال، بل طرق سمعي أن هناك 50 امرأة اقتيدت بسبب فصل عشائري." وفق ما نقل تقرير لشبكة السي ان ان الاميركية 

واقر من جهته النائب عبود العيساوي، رئيس لجنة العشائر النيابية في البرلمان العراقي بالحادثة، قائلا في بيان رسمي له إن الأمر أشبه بـ"السبي" مضيفا: "أن قيام عشائر شمال محافظة البصرة بتقديم 50 امرأة كفصل عشائري نتيجة نزاع مسلح يستحق الشجب والإدانة."

وأكد العيساوي في بيان أن لجنة العشائر النيابية "ستقدم طلبا الى رئاسة مجلس النواب من أجل تشكيل لجنة تضمها لجنتي حقوق الانسان والمرأة النيابيتين اضافة إلى الجهات المعنية للتحقيق في الموضوع ومحاولة الحيلولة دون تنفيذ هذا الفصل العشائري ".

وقالت صحيفة العربي الجديد ان تقديم النساء جاء كـ"تعويض"، بين عشيرتين، إثر خلاف بينهما، استخدمت فيه أنواع الأسلحة كافة، وأسفر عن قتلى بين الطرفين، وان تلك الخطوة تعرف بزواج "الفصلية"، وهو أن تقدم النساء كتعويض لعشيرة المقتول وأبناء عمومته بحسب المختصين.

وكشف مجلس أعيان محافظة البصرة أنَّ" نحو 50 امرأة بعضهن قاصرات قدمن فصلية كـ"تعويض" وقال المتحدث باسم مجلس أعيان البصرة، الشيخ محمد الزيداوي، في تصريح، إنَّ "11 امرأة قدمت كفصل عشائري كـ"تعويض" بين عشيرتين متخاصمتين كما حدث "فصل" عشائري آخر قدمت فيه 40 امرأة أخرى كتعويض"فصل" بين عشيرتين في منطقة أخرى، حدث بينهما صدام مسلح". معتبراً أن "هذا الفعل منافٍ للأخلاق والشرائع السماوية، وأننا نحمل رئيس الوزراء والحكومتين المركزية والمحلية، في البصرة والقيادات الأمنية، مسؤولية هذا الانتهاك الصارخ في حق الإنسانية والمتمثل في جعل المرأة فداءً وثمناً". 

وأكد النائب العراقي أن موضوع الفصل العشائري بالنساء "يمثل سبيا اجتماعيا اخر للنساء" معتبرا ذلك أمر "خطير ويسيء إلى سمعة العشائر والقبائل العراقية."

وقال الصدر: "أهيب بعشائرنا الغيورة المسلمة أن تنظر في هذا الأمر وأن تحكم العقل والشرع وأن تراجع حوزتها ومراجعها في ذلك كما عودونا على الطاعة لله ولرسوله وأهل بيته" 

وقالت رئيسة جمعية الدفاع عن حقوق المرأة العراقية، منتهى الحسني لصحيفة العربي الجديد  إنَّ"هذه التقاليد العشائرية الممتهنة للمرأة تقترب في سلوكها من تصرفات تنظيم"داعش"، الذي يقر باستعباد النساء ويتخذهن كجواري، وهو فعل وتصرف عشائري منافٍ لكل خلق وعقل وفكر إنساني".

وأضافت أنَّ " زواج "الفصلية" ينتشر في جنوب العراق تحديداً، وهو من العادات والتقاليد المتبعة لدى عشائر جنوب العراق، وتقضي هذه التقاليد أو زواج الفصلية، أن تقدم المرأة كتعويض حتى لو كانت قاصراً، وهو ما يعرف بالـ"فصل" بين عشيرتين يحدث بينهما خلاف مسلح يسفر عن قتلى بين الطرفين".

من جهتها أوضحت الناشطة في شؤون المرأة، ربى العبيدي، أنَّ "تصرفات العشائر وعاداتها وتقاليدها تجاه المرأة تدل بلا شك على أننا ما زلنا نعيش في عصر الجاهلية الأولى، حيث لا كرامة للمرأة ولا قيمة سوى أنها سلعة تباع وتشترى للأسف". 

ويعتبر مراقبون، أنَّ ضعف سلطة الدولة جعل العشيرة وأعرافها هي السلطة الأعلى في البلاد، مطالبين بوقفة رجال الدين والمثقفين ورجال القانون لتحريم تقليد "زواج الفصلية" ومعاقبة متبعيه". ويعتبر زواج" الفصلية" أحد أبرز التقاليد المتبعة بين عشائر جنوب العراق منذ قرون، والذي يمتهن المرأة بشكل كبير ويسلبها كرامتها وإرادتها وقيمتها الإنسانية بحسب الناشطات.

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن